مقاومة بطولية في البيضاء ولا حاضنة لهم هناك
الخلاقي: قاعدة خالد تكتسب أهمية كبرى لهذه الاعتبارات

الكاتب والمحلل السياسي د. علي صالح الخلاقي
استضافت قناة "الإخبارية" السعودية في نشرتها في الخامسة مساء اليوم السبت الموافق 15 ابريل2017م الكاتب والمحلل السياسي د. علي صالح الخلاقي، وكان السؤال الأول حول أهمية معسكر خالد بن الوليد.. وقد أجاب بقوله:
- بصدد الانتصارات التي يحققها الجيش الوطني والمقاومة الجنوبية في الساحل الغربي وبالذات بعد تطهير المخا وذوباب والانتقال إلى النقطة الرئيسية المتمثل باقتحام القاعدة القاعدة الرئيسية خالد بن الوليد، التي تكتسب أهمية كبرى لاعتبارات ثلاثة، أولاً: أنها القواعد العسكرية في الساحل التهامي، غرب تعز، وكانت توازي قاعدة العند في الجنوب باستثناء افتقارها إلى المطار، وثانياً: رمزيتها إذ بدأ منها الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح صعوده إلى السلطة ولذلك فأن انهزامه وفقدانه السيطرة على هذه القاعدة يعني هزيمته المعنوية والاستراتيجية، بالنسبة له وللمليشيات الحوثية، وثالثاً: موقعها الاستراتيجي، إذ تقع في موقع مفصلي تتحكم بما يسمى بمفرق المخا، الذي يربط بين مديريات المخا وموزع والخوخة، وبذلك فأن السيطرة النهائية على هذه القاعدة تتيح أفضلية لقوات السلطة الشرعية بالتحكم النيراني فيما تبقى من جيوب في هذا الموقع وقد بدأ الاقتحام بنجاح في البوابة الغربية واليوم تخوض قوات الشرعية مواجهات في البوابة الشرقية، ونحن نعلم أن هذه القاعدة تتفرق على العديد من التباب والهضاب وكذلك الملاجئ الأرضية التي كانت تنطلق منها تلك الصواريخ التي يهدد بها الملاحة الدولية ويهدد أيضا قوات الشرعية، ولذلك فأن بدء معركة السيطرة على هذه القاعدة الهامة، يكتسب بُعداً استراتيجياً يعزز من انتصارات قوات الشرعية المدعومة بقوات التحالف ويمثل للجانب الآخر هزيمة معنوية واستراتيجية لمليشيات الحوثيين وقوات المخلوع علي عبدالله صالح.
- كيف يؤثر هذا الموقع في قطع الإمداد بالنسبة للحوثيين؟
- نعم.. لا شك في ذلك، وكما أسلفت هو نقطة مواصلات مفصلية يربط بين الحديدة وتعز وكذلك المخا وموزع وبفقدان السيطرة على هذه القاعدة تفقد المليشيات الحوثية وقوات المخلوع طرق امداد هامة وطرق تهريب أيضاً كانت تستخدمها لتدعيم جبهاتها في تعز وكذلك في محيط هذه القاعدة، وقد بدأت الآن المعركة للسيطرة على هذه القاعدة حتى أن قوات الحوثيين والرئيس المخلوع بدأت الآن تذوق مرارة الهزيمة التي تتمثل بالهروب الجماعي لأفرادهم، إلى جانب من يلقى مصيره بالقتل في ساحة المواجهات، حتى الإمدادت التي يحاولون أن يمدوا بها عناصرهم في هذه النقطة الهامة تلقى مصيرها المحتوم، نظراً للتحكم الناري من المرتفعات وكذلك أفضلية طلعات الطيران التي تمتلكها قوات السلطة الشرعية المدعومة بطيران التحالف.
- إذا انتقلنا إلى جبهة ذي ناعم والاشتباكات التي اندلعت هناك، ولجوء الحوثيين إلى قصف منازل المواطنين ..ما الذي يرمي إليه الحوثيون من استهداف المدنيين بهذا الشكل؟
- من يعرف منطقة ذي ناعم والزاهر وبشكل عام بلاد آل حميقان ومحافظة البيضاء بكاملها، وتاريخها مع هذه المليشيات واسلافهم من الأئمة الذين لم يدخلوا هذه المنطقة إلا في مطلع القرن العشرين وتحديداً في العام 1924م، بعد مواجهات عنيفة تمكنوا من السيطرة على هذه المنطقة. ولذلك فأن هناك ثأر قديم مع أبطال هذه المناطق التي أذاقت الحوثيين الأمَّرين منذ بداية سيطرتهم على البيضاء، حيث لقيوا مقاومة عنيفة وما زالوا يواجهون مقاومة بطولية من أبطال المقاومة الشعبية، رغم فارق الإمكانيات ، ولكن عزائم الرجال هناك جعلت الحوثيين ينسحبون من كثير من المناطق ويلجأون إلى القصف العشوائي لمناطق المواطنين كتأديب وعقاب جماعي لهم، وهذا أمر معروف بالنسبة لهذه المليشيات ، خاصة في المناطق التي لا تحظى بحاضنة اجتماعية لها، كما هو الحال في البيضاء بشكل عام وفي مناطق ذي ناعم والزاهر من بلاد آل حميقان الأبطال الذين يواصلون بطولات أجدادهم التي عانى منها الحوثيون الآن واسلافهم في السابق.