رؤية شاملة لكيفية الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة..

السيسي يقترح حلولاً جذرية لأزمات فلسطين وليبيا واليمن

الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي

الرياض

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، صباح اليوم السبت، إنه آن الآوان لوجود معالجة جذرية لمأساة الشعب الفلسطيني المستمرة لأكثر من 7 عقود من خلال العودة الفورية لمائدة المفاوضات لإنهاء الاحتلال وحصول الشعب الفلسطيني على حقوقه الشرعية، وهذا هو الطريق الوحيد للسلام العام والشامل في المنطقة والعالم، كما أنه السبيل لقطع الطريق على مزايدات الإرهابيين المتاجرين بمعاناة الأشقاء الفلسطينيين. 

وقال السيسي في ساعة مبكرة من صباح اليوم، عقب حضوره قمة منظمة التعاون الإسلامي في مكة المكرمة، إن مصر بادرت منذ سنوات طويلة بإطلاق الدعوة لتكثيف الجهود المشتركة للقضاء على ظاهرة الإرهاب بشكل كامل، ورفض محاولات ربطها بدين أو ثقافة أو عرق معين، إلا أن الأمر يتطلب تكاتف جميع الدول الإسلامية لتفعيل المبادرات الدولية والإقليمية للقضاء على الإرهاب ومكافحة الفكر المتطرف، وسائر جوانب الظاهرة الإرهابية.
وقد وصل صباح اليوم، مطار القاهرة الدولي، قادمًا من السعودية، بعد زيارة استمرت يومين، شارك خلالها في القمة العربية الطارئة، كما أدى بعدها مناسك العمرة.
وتابع السيسي أن هناك مهمة مزدوجة لكل من في منظمة التعاون الإسلامي حيث يوجد جهد موازي مطلوبا لمكافحة ظاهرة "الإسلامفوبيا" والتمييز بين المسلمين ونشر خطاب الكراهية ضدهم، مع مكافحة الإرهاب والتطرف، متابعا: "نعلنها بوضوح لم يعد مقبولا السكوت على خطاب التمييز والكراهية ضد العرب والمسلمين ومحاولة إلصاق تهمة الإرهاب والتطرف بديننا الخنيف الذي هو منها برئ".
واستطرد أن إقامة العدل والحفاظ على الأمن والسلم تأتي على مقاصد ديننا الحنيف، ولا يستقيم أي حديث عن العدل والسلم والأمن في ظل استمرار القضية الفلسطينية بغير حل عادل وشامل يحقق الطموحات المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق وعلى رأسها حقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
بعدها قال الرئيس عبدالفتاح السيسي: وجدنا في العالم الإسلامي أزمات معقدة وتحديات تستلزم وقفة جادة ونية خالصة للتوصل لحلول وطنية وسلمية لمشكلات عالمنا العربي والإسلامي، فمن ليبيا التي لا تزال تعاني من حالة انسداد سياسي وتفشي الإرهاب ونشاط الميلشيات والمرتزقة التي تعاني على مدار أكثر من 8 أعوام من الاقتتال الأهلي والانتهاكات الإقليمية لحدودها والتدخلات الأجنبية في شؤونها".
وتابع أن اليمن أيضا لايزال يعاني من جماعة الحوثي ومحاولاتها الاستقواء بالدعم الأجنبي لفرض إرادتها على جميع أبناء اليمن وهجماتها الإرهابية المدانة على الأراضي السعودية، وأيضا السودان والجزائر اللتان تمران بمرحلة دقيقة يحاول فيها أبناء هذين الشعبين الشقيقين إدارة مرحلة انتقالية في ظروف صعبة لتحقيق تطلعات مشروعة في الحرية وصياغة مستقبلهما.
وأردف أن في كل تلك البلدان الشقيقة هناك تحديات جسام وهناك حاجة لدعم سياسي وتعاون من كافة الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي لدعم الأشقاء ومساندة مطالبهم، ومواجهة أي تدخلات خارجية في شؤونهم واستعادة مكانتهم وإسهامهم في العمل المشترك بين الدول العربية والإسلامية
وأشار إلى أن أبناء جماعة الروهينجا المسلمة تواجه مشاكل صعبة، مطالبا المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته لتجني بهم مخاطر السقوط في حلقة مفرجة من التطرف والإرهاب والعنف، "فقد آن لهذه المعاناة أن تنتهي".
وألقى الرئيس السيسي، كلمة بالقمة العربية الطارئة، تضمنت رؤية شاملة لكيفية الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة في مواجهة التحديات الراهنة، وسبل تعزيز التشاور والتنسيق بين الدول العربية الشقيقة في هذا الإطار. 
 
وقد جاءت مشاركة الرئيس السيسي، في القمتين، في إطار حرص مصر على تدعيم وتطوير أواصر العلاقات مع جميع الدول الأعضاء في المنظمتين بالعالمين العربي والإسلامي، والمساهمة بفعالية في جهود تعزيز آليات العمل المشترك لصالح الشعوب العربية والإسلامية.