عرض الصحف العربية..

تقرير: السودان بين انهيار الوساطة والعصيان المدني

صحف

24

كشفت مصادر سياسية سودانية عن انهيار الوساطة الإثيوبية السياسية، فيما تواصل قوى إعلان الحرية والتغيير عن دعوتها للبدء في اعتصام مدني مفتوح بدء من اليوم الأحد.

ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الأحد، تتصاعد حدة الأزمة السياسية بالبلاد وسط ما يتردد عن اعتقال بعض من القوى السياسية، فيما تحذر أقلام عربية من تداعيات تدويل الأزمة السودانية في ظل تعقد المسار السياسي داخلياً.

الوساطة الإثيوبية
أشارت صحيفة "إنديبندنت" عربية، في عنوان رئيسي لها إلى "اقتراب" الوساطة الإثيوبية من الانهيار.

وكشفت مصادر سياسية للصحيفة أن السبب وراء ذلك يعود إلى تمسك قوى إعلان الحرية والتغيير بشروط مسبقة قبل العودة إلى طاولة المفاوضات، فضلاً عن إعلانها تنفيذ إضراب سياسي وعصيان مدني مفتوح اعتباراً من اليوم.

ورصد مراسل الصحيفة انتشاراً كبيراً لقوات الدعم السريع والشرطة في مدن بولايات الخرطوم الثلاث، مع تمركز بعضها على الجسور وبعض المواقع الحيوية.

وقال شهود عيان للصحيفة إن "هناك انتشاراً لعناصر الجيش والشرطة في مدينتي أم درمان والخرطوم بحري".

وأشارت مصادر في قوى الحرية والتغيير إنها أعلنت عن القبول بالوساطة الإثيوبية شريطة اعتراف المجلس العسكري بارتكاب جريمة فض الاعتصام.

وقالت الصحيفة إن "قوى الحرية قدمت شروطاً إلى تتضمن تشكيل لجنة تحقيق دولية لبحث ملابسات فض الاعتصام، وإطلاق المعتقلين السياسيين وكل المحكومين على خلفية معارضة النظام السابق وإتاحة الحريات العامة وحرية الإعلام وسحب المظاهر العسكرية من الشوارع ورفع الحظر عن خدمة الإنترنت".

العصيان المفتوح
ورصدت صحيفة "الشرق الأوسط" تحركاً واسعاً بالشارع السوداني تحسباً لإطلاق العصيان المدني اليوم.

ونبهت الصحيفة إلى اكتظاظ المحال التجارية للتزود بالاحتياجات المعيشية الضرورية، استعداداً للبقاء في المنازل خلال فترة العصيان المدني غير محدد الأجل.

وأشارت الصحيفة إلى إزالة سلطات الأمن السودانية للحواجز والمتاريس وفتح الجسور والطرق المؤدية إلى وسط العاصمة الخرطوم، ورغم هذه الخطوة إلا أن حركة المرور بدت خفيفة، وخلت الطرقات إلاّ من بعض السيارات الخاصة وأعداد قليلة من المارة، فيما تواصل الإغلاق التام للأسواق في وسط المدينة وعلى الطرق الرئيسية.

وكشفت الصحيفة عن شن سلطات الأمن السودانية لحملة اعتقالات واسعة وسط القوى السياسية المعارضة، وقادة العصيان المدني.

ونبهت مصادر سياسية إلى إلقاء قوى الأمن القبض على القيادي في قوى إعلان الحرية والتغيير محمد عصمت، أحد قيادات الإضراب في بنك السودان، عقب اللقاء الذي جمع قادة الحرية والتغيير مع الرئيس الإثيوبي مباشرة، الامر الذي يزيد من دقة المشهد السوداني سياسياً الآن.

التدويل
وأشارت صحيفة "العرب" في تحليل للكاتب محمد أبو الفضل إلى أن البارز في الأزمة السودانية كونها حتى الآن سياسية ولم تدخل بعد نفقاً مسلحاً.

غير أن الكاتب أشار إلى أن من سوء حظ السودان رغبة بعض من القوى السياسية في تدويل القضية، مشيراً إلى أن التدويل يكاد يوصف بأنه عادة تاريخية يصعب التخلي عنها في السودان، لأنه بلد يموج بصراعات سياسية وعسكرية لها جذور وروافد خارجية.

ونبه أبو الفضل إلى أخفاق عمليات التدويل المتفرقة التي مر بها السودان في التوصل إلى تسويات مرضية في جميع الأزمات ولم يفض الانفصال الرضائي الذي حصل عليه جنوب السودان إلى الأمن والاستقرار والسلام.

وأضاف "لا تزال الدولة الوليدة في الجنوب تعيش بقايا حرب أهلية تنتظر طي صفحتها النهائية" وذهب البشير وترك خلفه إرثاً مريراً من الاحتقانات في ربوع السودان.

ولفت الكاتب إلى أن أي انتصار سياسي تحققه قوى الحرية والتغيير الآن لا يمثل انتصاراً ، مشيراً إلى أن هذه القوى ستجد نفسها أمام اختبار دقيق بشأن مدى القدرة والحنكة لإدارة المرحلة الانتقالية، في ظل حداثة الخبرات، وكثافة المتربصين من أحزاب وحركات وجماعات سودانية.

وتطرح كل هذه التطورات عدة تساؤلات أبرزها هل سيجني التحالف فوائد من خطوة التدويل، أم يتسبب التمسك بالتصعيد السياسي في تحول الأزمة إلى مربع أشد غموضاً؟.

متاهة سياسية
وأشار الصحفي عبد المنعم إبراهيم، في مقال له بصحيفة "أخبار الخليج" إلى أن السودان الآن يدخل إلى ما اسماه بـ "المتاهة السياسية"، مشيراً إلى أن هذه المتاهة تتزايد في ظل اندلاع صراع كبير حول المصالح بين الأحزاب السياسية والنقابات التي تريد "كل شيء" أو "لا شيء" بحسب ما قال الكاتب.

وقال إبراهيم إن "ما يُصعِّب مهمة "العسكري" (المجلس الانتقالي) في تسليم السلطة إلى المدنيين.. استفزاز مُتعمد من قبل جماعة "الحرية والتعبير" التي تقود فوضى الشارع السوداني، واستفزاز المجلس العسكري من خلال حماية جماعات فوضوية وإرهابية تندس بين صفوف المتظاهرين وتقطع الشوارع وحركة القطارات التي تنقل المؤن والأغذية والأدوية بين مختلف أقاليم السودان، وحين يتحرك الجيش السوداني لوقف كل هذه المظاهر الفوضوية، ويدخل في صدامات ومواجهات مع العناصر المنفلتة الإرهابية، يدخل على الخط التحالف "إعلان قوى الحرية والتغيير" للدفاع عن المتمردين والفوضويين! هذا إن لم يكن هو الذي كان يحرضهم على فعل ذلك مسبقاً.

وتساءل الكاتب عن السبب في غياب لغة العقل والاتزان والحكمة في أوطاننا العربية؟ ، وقال: "هل لأننا نترك للقوى الأجنبية التدخل في شؤوننا الداخلية.. أم أننا نحن كشعوب وحكومات غير قادرين على تبني نظام سياسي رشيد؟".