مختصون يبررون الارتفاع بتدهور العملة اليمنية

اللحوم في عدن.. أسعار متزايدة تهد كاهل المواطن

اغنام معدة للذبح والبيع امام احد الاسواق في عدن

سيناء محمد (عدن)

بسام فيصل - نائب رئيس مؤسسة المسالخ واللحوم بعدن : المواشي المستوردة من الخارج تكون خاضعة للفحص البيطري، وأسعار اللحوم المستوردة من الخارج تعتبر في متناول الجميع .

الأستاذ / جلال الشميري : ينبغي على من يتاجرون في المواشي سواء من المستوردين أو الموزعين أو القصَّابين (الجزارين) أن يساعدوا الموطنين فيها .

الأستاذة / وفاء : أصبحت اللحوم بدلا من أن تكون وجبة غذائية صحية أصبحت سلعة يتاجر بها التجار باهظة الثمن .

نضال العزعزي: هم يقولون الحج من استطاع اليه سبيلا ، وانا أقول اللحم من استطاع اليه سبيلا .

صدام محمد : غلاء اللحوم سببها أنها كانت أسواق الشمال مصدر لتغذية أسواق عدن باللحوم ، أما الآن مصدرين هما أسواق محافظة أبين والحبيلين فقط .

محمد العليمي : لا يكون تخفيض أسعار اللحوم ، الا اذا كان بيعها وذبحها وتقطيعها كله بسعر واحد.

علي أحمد عمر : غلا أسعار اللحوم اللسلع الأخرى بسبب تدهور العملة اليمنية .

 مجابهة لما تشهده العاصمة عدن من تدهور مستمر في شتى الخدمات المعيشية للمواطنين والبنى التحتية المختلفة ، تسلط صحيفة (اليوم الثامن) الضوء على الغلاء الفاحش  للحوم بشكل عام ، اذ يعاني الكثير من المواطنين في محافظة عدن من غلا اللحوم المحلية والمستوردة ، حتى أن البعض لم يذق طعم اللحم إلا في الأعياد فقط ، وجاءت هذه المعاناة لما تشهده مدينة عدن حالياً من عرقلة صرف الرواتب لفئة الموظفين في هذه الأيام ، ومن ضعف الأعمال والمردود المالي الذي يعاني منه القطاع الخاص وخصوصا ما بعد الحرب التي شهدتها عدن مؤخرا ، لذلك اعددنا تلك الاستطلاع لعدد من فئات المجتمع ليعبر كل واحد منهم ما في جعبته بخصوص موضوع اللحوم وماهي المسببات لغلاء أسعارها ، وعن كيفية الاقبال عليها ، وعن سحب المواطنين للكمية من المواشي المحلية الموجودة في السوق والمستوردة من الخارج . 

تحدث الينا أولا –الأستاذ / بسام فيصل – نائب رئيس مؤسسة المسالخ واللحوم -  أوضح قائلا :

ان مايتم حاليا من عمل المؤسسة هو استيراد المواشي ، لان الكمية الموجودة المحلية من اللحوم لا تكفي السوق حالياً ، ويتم عملية استيراد المواشي من القرن الافريقي والصومال لكي تلبي احتياجات المواطنين في ذبح اللحوم ، اذ أن اغلبية الموطنين في محافظة عدن يقوموا بذبح اللحوم خلال أيام عيد الأضحى المبارك ، لذا تواكب المؤسسة هذا الحدث بحيث تغطي اغلب المسالخ الموجودة في عدن .

وتعتبر عيد الأضحى من أكثر اللحوم استيراداً من الموطنين حيث يتم استيراد مايقارب ثمانية آلف رأس من الأغنام تقريبا ، ومايقارب الفين وخمسمائة رأس من الأبقار ، وتعتبر عدن وحضرموت حاليا المنفذان الوحيدان في اليمن لاستيرادها .

والمواشي المستوردة من الخارج تكون خاضغة للفحص البيطري ، فانه عند ما تأتي عبر ميناء الدكة بالمعلا يقوم فريق عمل من البيطرين مكون من 22 بيطري بالفحص البيطري الكامل لها ، وإذا كانت لم تكن صالحة فيتم إرجاعها على نفس المركب الذي أتت منه ، والمؤسسة لديها الإشراف الكامل على كل رأس غنم يأتي عبر ميناء الدكة بالمعلا بالرصد والمتابعة لها .

أما عن الفحص للمواشي المحلية فيوجد في كل مديرية من مديريات محافظة عدن فرع لمؤسسة اللحوم مكونة من بيطري ومحصل ، فالبيطري يقوم بشكل دوري للنزول الميداني للملاحم والمسالخ الموجودة في المديريات التابعة للتجار ، والإشراف أيضا على المسلخ التابع للمؤسسة في كل مديرية .

ولدى المؤسسة أيضاً موظفين سلاخين ممتازين ولديهم الخبرة الكافية مايقارب 22 سنة في سلخ اللحوم ويقوموا بمهام عملهم .

أما عن أسعار اللحوم المستوردة من الخارج فتعتبر في متناول الجميع ، واسعارها منخفظة تصل من 20 الى 22 الف ، عكس المواشي المحلية غالية تقريبا لانها محجوبة وتترواح أسعارها تقريبا مابين 30 إلى 35 وثلاثين ألف ، واذا استمر الاستيراد الخارجي بشكل يومي اعتقد ان اللحوم ستخفض أسعارها .

 

وتحدث الأستاذ / جلال الشميري – أستاذ اللغة العربية بالمدارس التركية بعدن – قائلاً ..

ينبغي على من يتاجرون في المواشي سواء من المستوردين أو الموزعين أو القصَّابين (الجزارين) أن يساعدوا المواطنين بتيسير المواشي وتقليل سعرها قدر الإمكان وأن لا يتخذوا مواسم بيع اللحوم مثل الأعياد والمناسبات سببا لزيادة الأرباح وفرصة لاستغلال العباد بل يطلبوا الأجر من الله تعالى فيجعلوا هامش الربح أقل، فهم بذلك لن يخسروا وسيربحون من المال ومن رضا الله ذي الجلال .

يقول رسول الله صلى الله عليه : (من فرج عن مسلم كربة في الدنيا فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ومن ستر عورة مسلم ستر الله عورته يوم القيامة ومن يسر على مسلم يسر الله عليه يوم القيامة والله في حاجة العبد ما كان العبد في حاجة أخيه) .

وتقول الأستاذة / وفاء – أستاذة بإحدى المدارس الخاصة بعدن - قائلة :

الوضع مؤسف جدا ومزري في زمنا مضى كان الفرد يشتري اللحوم ويضحي لأهل بيته بأضحية والبعض بأكثر لكن للأسف مايحدث الآن هو أن الفرد الواحد لايستطيع شراء اللحوم ولا يقدر يضحي لأهل بيته ، بسبب تدهورالأوضاع الاقتصادية وكذلك الوضع المعيشي الصعب .
فأصبحت اللحوم بدلا من أن تكون وجبة غذائية صحية أصبحت سلعة يتاجر بها التجار باهضة الثمن ، بسبب استغلال مالكيها لاضطرارية من لديهم القدرة على الشراء بأسعار تفوق الخيال ، ومن ليس لديه لا يكلف الله نفسا إلا وسعها ، الله يفرج عنا .
والواقع هو أن الكثير والكثير من الأفراد وخاصة الفقراء والمساكين هنا في عدن يمر عليهم الشهر تلو الشهر وليس لديه القدرة لشراء ولو كيلو واحد يتنعم به بسبب الوضع الاقتصادي المؤسف الذي أدى إلى ضعف في مستوى المعيشة والذي بدوره يؤدي إلى غلا وارتفاع الأسعار كلا حسب مصلحته الخاصة ، فتاجر الماشية بالتأكيد سيستغل الوضع وسيطرح أسعار خيالية مدمرة في السوق فمن لديه القدرة على الشراء سيشتري والبعض سيكلف نفسه فوق طاقته ويضطر إلى الشراء .

 

وأوضح الأخ / نضال محمد العزعزي- صاحب ملحمة الفرسان - قائلا :

أن أسعار المواشي مش كالسابق لانها حاليا في هذه الفترة غالية ، فالبعض يتهم أصحاب الملاحم أنهم مغليين ، بل بالعكس أن صاحب الملحمة مش مغلي ، انما يعتمد على السوق اذا كان رخيص فنحن نستفيد أكثر ، ولما يكون غالي نحن نخسر ، فالربح والفائدة تكون ضيئلة جدا .

وعن غلاء أسعار اللحوم هو عندما تذهب إلى الرعوي لشراء مواشي يتعذر على طول بارتفاع الريال السعودي وسعر الدولار ، ويتفنن أيضا في مدح الكباش الذي عنده بمواصفات خيالية فيعجزك باسعارها ، فنضطر نحن بشرائها ، وبالمقابل عند ما يأتي المواطن لشرائها يستغليها ، وينسى مواصلات الكبش الذي يشتريه وقيمة الذبح واكل القصب الذي يأكله ، فنرجع نحن بربح قليل ، فهم يقولون الحج من استطاع اليه سبيلا ، وانا أقول اللحم من استطاع اليه سبيلا .

وتعتبر المنصورة رائدة الملاحم المخصصة لبيع لحوم المواشي ، حيث كان يأتيها المواطنيين من كل مديريات عدن لما فيها من شارع يسمى قديماً بشارع الملاحم ، وحاليا يسمى ( بشارع السجن ) .

وأفاد الأخ / صدام محمد - صاحب ملحمة السعيدة - قائلاً :

أسعار اللحوم غالية جداً اذ ممكن أنها تصل الى 60 أو 65 ألف ريال يمني ، وأقل شي ممكن أن تصل الى 35 أو 40 ريال يمني ، والسبب في ذلك أن أسواق الشمال في الحرب وماقبل الحرب كانت واصل تغذي الأسواق باللحوم ، أما الآن لايوجد معك إلا مصدرين وهما أسواق محافظة أبين والحبيلين فقط ، يرجع في ذلك أن الوارد للمواشي يضعف داخل محافظة عدن فيسبب ذلك في ارتفاع أسعار المواشي بشكل عام ، مع انه ايضا لو فتحوا معبر المراوغة تهامة بيصير فيه اقبال كبير جدا ، لانها مواشي كثيرة جدا ، فيتم تصديرها إلى السعودية مباشرة من غير أن تدخل اليمن إلا في بعض الأوقات .

أما عن إقبال الناس ضعيف جدا بسبب عرقلة وصول الرواتب للموظفين من المواطنين والعسكريين ، لذا من أين سيقدر المواطن على شراء اللحم ، فلو رجعنا حتى إلى سعر الكيلو كان تحصله بــ 2000 ريال ويرتفع قليل قليل حتى وصل إلى 3000 ريال وهذه مشكلة في أن الدولة مرتاحة والمواطن خسران .

وعن الوارد الخارجي من المواشي الصومالي والقرن الأفريقي فهي غالية جدا مقارنة بسعر المواشي المحلية ، والسوق مليان منها ، فأصحاب الملاحم غالبا مايأتوا بمواشي محلية ، والمواشي المستوردة لها أسواق خاصة بها ، وفي ذلك أن الكثير أيضا من أصحاب الملاحم يغشوا الزبون بأن المواشي التي معاهم  خارجي لأنها تكون ضخمة وكبيرة وهي بالأصح مواشي محلية ، والزبون لا يدري بأنهم غشوه بذلك .

واستطرد أيضاً الأخ / محمد العليمي - صاحب ملحمة ملك العجول - قائلاً :

سبب غلا اللحوم معاناة المواطنين من عدم استلام الرواتب ، مع عدم توفر لهم أشغال أخرى تساند دخلهم المعيشي .

ولا بيكون تخفيض لأسعار اللحوم ، الا اذا كان بيعها وذبحها وتقطيعها كله بسعر واحد.

والمواشي المحلية أصبحنا الآن نلاقي تعب وصعوبة كبيرة في دخولها من المناطق الأخرى لما فيها من ضرورة التصاريح والنقاط التي تلزم علينا باجراءت مكثفة .

وتحدث ايضا المواطن / خالد سليمان - قائلاً :

اللحوم غالية جدا ، فأنا أرى أنه على حسب المواطن ، اذا كان مقتدرا فيمكن انه قادرا على شراء اللحم، أما اذا كان ليس مقتدرا فيصعب عليه ذلك ، حتى أنه بعضهم يصعب عليه شراء أرخص الأغنام مثل البربري - وذلك للظروف المعيشية التي يلاقوها ، فيصير انه مش بالضرورة يشتري اللحم ، بل يشتري على قدره من اللحم في الأعياد فقط .

وتحدث المواطن / علي أحمد عمر - قائلاً :

مايصير انه المواطن راتبه من الدولة خمسون ألف ريال والأضحية بــ ثلاثون ألف ريال ناهيك عن الأسعار المرتفعة في متطلبات الأشياء الأخرى كالرز والسكر والدقيق وغيرها .

فاللحوم متوفرة في الأسواق بشكل كبير جدا إلا أن غلا الأسعار بشكل عام له أثر كبير في ارتفاعها بسبب تدهور العملة اليمنية والتي هي بالمقابل تقابل الدولار والسعودي في الأسواق العالمية ، فيتم استيراد اللحوم والبضاعات الأخرى بشكل عام بالعملة الصعبة بسبب الفارق الكبير الذي أحدثه تدهور العملة اليمنية ، والمواطن اليمني هو ذلك الراتب الذي يستلمه قبل ست سنوات هو نفسه الآن دون أي زيادة تذكر .