ممارسات همجية..
تقرير عربي: نساء اليمن.. لماذا اصبحوا في مرمى الاستهداف الحوثي؟
بعد حملة الابتزاز التي تعرضت لها العشرات من النساء في صنعاء، والتحريض على الصحفيين، وإغلاق المنظمات والصحف والمحطات الإذاعية والتلفزيونية، عادت ميليشيا الحوثي هذه المرة واستهدفت الطالبات والفتيات والعاملات في المنظمات الدولية تحت ذريعة «مكافحة الاختلاط».
تنوعت وتعددت طرق استهداف الميليشيا الحوثية للنساء والتنكيل بهن وبالمدنيين في اليمن، فمن إقدام أجهزة أمن الميليشيا على إغلاق عدد من المقاهي الشهيرة في صنعاء، إلى اعتراض الطالبات على مداخل الجامعات بدعوى «عدم حشمة ملابسهن» وصولًا إلى تحريض خطباء المساجد على النساء العاملات في المنظمات، واتهامهن بنشر الانحلال.
الناشطة المعروفة وداد البدوي قالت إنه وتحت ذريعة «الاختلاط والانحلال الأخلاقي»، نفذت وزارة السياحة التابعة لجماعة الحوثي حملة مداهمات واسعة، استهدفت مجموعة من المقاهي الراقية التي يرتادها المثقفون والناشطون والصحفيون، بعد أن أصبحت المقاهي الحديثة في صنعاء المتنفسات الثقافية والاجتماعية الوحيدة في المدينة في ظل انعدام الأماكن الترفيهية مثل النوادي والسينما.
ولأنها لم تكن تلك المرة الأولى التي تقوم بها جماعة الحوثي باستهداف المقاهي الحديثة التي يرتادها الشباب وما تبقى من كتاب وشعراء، وناشطون مجتمعيون وطلبة جامعات، إذ سبق أن نفذت الميليشيا خلال العامين المنصرمين حملات مماثلة، حيث يقوم مسلحون يرتدون الزي المدني باقتحام المقاهي والاعتداء على مرتاديها، خصوصاً الفتيات حيث يتعرضن لشتائم مقذعة، قبل أن تقدم هذه العناصر على إغلاق المقاهي وتفرض على مالكيها دفع مبالغ مالية كبيرة لإعادة فتحها.
وتشير الصحفية فاطمة الأغبري إلى أن مكتب السياحة التابع للحوثيين أقدم على إغلاق المقاهي تحت ذريعة «منع الاختلاط». وقالت إن «هذا ما يفعله الحوثيون في مناطق سيطرتهم، تحت اسم محاربة الاختلاط»، وسخرت من هذه الإجراءات، قائلة «لم يتبق إلا أن يغلقوا الجامعات والأسواق التجارية والحدائق».
من جهتها، علقت الأكاديمية وسام باسندوه على هذه الإجراءات قائلة إن «الحوثيين كالدواعش وطالبان وككل الجماعات الإرهابية المتطرفة، يستمرون في ممارسة التحريض على النساء، ويرفضون ممارسة الحياة الطبيعية التي يتشارك فيها الرجال والنساء ويسمونها اختلاطاً»، مردفة «الميليشيات والجماعات الدينية لا يمكن أن تحكم دولة».
وطوال سيطرة الحوثي على صنعاء، تعرضت النساء تحديدًا إلى ممارسات همجية تسعى من خلالها هذه الميليشيا إلى ابتزاز الأسر وجني المزيد من المال والتهديد بتلفيق تهم أخلاقية في حال الرفض. وتوضح مذكرة صادرة عن رئيس النيابة الجزائية بصنعاء اطلعت «الييان» عليها أن أكثر من خمسة من عناصر الميليشيا بقيادة سلطان زابن، مدير مباحث العاصمة المقال، يرفضون المثول أمامها للتحقيق معهم في التهم الموجهة إليهم بينها احتجاز عدد من النساء في سجون خاصة بدون مسوغ قانوني. وهي الفضيحة التي ذاع صيتها العام الماضي حين كشفت منظمة مكافحة الاتجار بالبشر وجود أكثر من مائة امرأة اعتقلن في سجون خاصة ويتعرضن للابتزاز إذا لم تدفع عائلاتهن مبالغ مالية.
ذات الميليشيا فتحت حربًا على المنظمات الدولية والعاملات فيها من اليمنيات، إذ يتهمونهن بإفساد المرأة. كما أصدرت الجماعة تعميماً لمجموعة من الجامعات والمعاهد، وضعوا خلالها شروطاً للباس الطالبات، وهددوا بعقاب أي طالبة أو جامعة تخالف ذلك.
وتقول الطالبة فاطمة محمد (22 عاماً) إن حراس الجامعة الذين تعينهم الميليشيا هددوها وشتموها بعد اتهامها بارتداء «ملابس فاضحة» على الرغم من أنها محجبة وترتدي ملابس عادية جداً ومحتشمة، إلا أنها لا تتماشى مع سياسة الجماعة الرجعية.
تجنيد
تأتي حملة الميليشيا الحوثية على النساء بعد أن غادر الناشطون والصحفيون مناطق سيطرتهم، بعدما جنّد الحوثيون وسائل الإعلام وخطباء المساجد والأجهزة الأمنية وحتى الأكاديميين، ضد كل من يخالفهم، وعلى الجانب الآخر، تقوم ميليشيا الحوثي بتجنيد وعسكرة مجموعة كبيرة من النساء واستخدامهن في أعمال العنف والعمليات الأمنية والعسكرية