لقاء حضرته قيادات انقلابية وجنوبية وإخوانية

محاولة ألمانية لاختراق الجمود في الأزمة اليمنية

إنهاء الخلافات للحفاظ على المكاسب الكبيرة

العرب (لندن)

أكدت صحيفة ”العرب” الدولية أن العاصمة الألمانية برلين شهدت لقاءات ثنائية بين وفود من الأحزاب اليمنية في جبهة الشرعية وأخرى من طرف الانقلابيين.

وأشارت الصحيفة على لسان مصادر إلى أن اللقاء، الذي دعت إليه وزارة الخارجية الألمانية من خلال أحد المعاهد التابعة لها، التأم على هامش ندوة حول الأزمة السياسية في اليمن شارك فيها أمناء أحزاب موالية للشرعية من بينها حزب المؤتمر والإصلاح والحراك الجنوبي والناصريين، فيما شاركت قيادات سياسية بارزة من صنعاء ضمت حوثيين وآخرين من حزب الرئيس السابق علي عبدالله صالح.

وتتزامن اللقاءات غير المباشرة التي تأتي في سياق الجهود الألمانية لإنهاء الحرب في اليمن مع تواجد وفد حكومي يمني رفيع برئاسة رئيس الوزراء أحمد عبيد بن دغر الذي عقد سلسلة من الاجتماعات مع مسؤولين ألمان تركزت حول الوضع السياسي والإنساني.

وكانت الأمم المتحدة ممثلة بمبعوثها إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد قد عاودت تحركاتها لاستئناف المشاورات السياسية والتوصل إلى هدنة تسبق شهر رمضان، وهي الجهود التي لم تكلل حتى الآن بالنجاح في ظل غياب أي تواصل حقيقي وعدم وجود أرضية للحوار بين الأطراف المتحاربة.

وفي المقابل تستضيف الرياض قيادات جنوبية بارزة على رأسها محافظ عدن المقال ورئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي والوزير السابق هاني بن بريك.

وكشفت مصادر مطلعة لـ”العرب” عن جهود يقوم بها التحالف العربي بقيادة السعودية للملمة الخلافات التي استشرت في جبهة الشرعية، عقب إقالة المسؤولين الجنوبيين وما تبع ذلك من تداعيات في مقدمتها إعلان المجلس السياسي الجنوبي.

وأكدت المصادر أن مساعي تبذل لإعادة ترتيب البيت الداخلي في جبهة الشرعية وأنها قد تتكلل بالنجاح وتذهب إلى التنفيذ برعاية من دول التحالف وتشمل وقف التصعيد السياسي وخصوصا بين الحراك والمقاومة الجنوبية من جهة والرئاسة اليمنية من جهة أخرى.

كما تسعى هذه التحركات إلى إعادة تشكيل بنية الشرعية بما يضمن استيعاب مكونات جنوبية فاعلة لتكون شريكة في إصدار القرار السياسي، وهو الأمر الذي سيحقق التوازن ويساهم في احتواء الفعاليات المؤثرة على الأرض في الشرعية، وفقا لمراقبين.

وفي ذات السياق انتشرت العديد من التسريبات حول قرارات رئاسية قادمة تصب في اتجاه إنهاء الخلافات وضخ دماء جديدة لمؤسسات الحكومة وقيادة الدولة والإسهام في تهدئة وإرضاء الشارع الجنوبي من خلال إنهاء القرارات المثيرة للجدل.

وتهدف محاولات إنهاء الخلاف في صفوف الشرعية إلى تشريك القوى الفاعلة في الجنوب مقابل وقف التعامل مع مكونات وصفت بالوهمية ولا تمتلك أي وزن حقيقي في الجنوب، كما هو الحال مع مستشار الرئيس ياسين مكاوي الذي اتهم باختزال القضية الجنوبية والحراك في شخصه منذ مؤتمر الحوار الوطني في العام 2013 مع عدم وجود أي ثقل له على الأرض.

وعن التحولات في المشهد اليمني وإعادة ترتيب الأوراق والأولويات اعتبر المحلل السياسي اليمني فارس البيل في تصريح لـ”العرب” أن “الشرعية منذ أن تولت مهمة إنهاء الانقلاب وإعادة اليمن إلى وضعه الطبيعي بدعم من التحالف العربي، لم تكن في حالتها المثالية أو على الأقل لم تكن حاضرة بمستويات المهمة التاريخية وإن كانت قادرة على ذلك، لكن التراكمات السياسية وتجاذبات الأطراف لها يد في ذلك”.

ولفت البيل إلى أن “الشرعية تعرضت لهزات كثيرة على مدار العامين وفتحت لها فراغات لتملأها وتحضر فيها بقوة، لكن لم يكن أداؤها كالمأمول وهو ما تسبب في مؤخرا في تعقيد المشهد السياسي في عدن الشرعية”.

وأضاف “لهذا خرجت أصوات سياسية تطالب بالانفصال نكاية بالرئيس عبدربه منصور هادي وقراراته واعتمادا على خلفية مطالبات سياسية سابقة وحراك سياسي وكل هذا كان يستلزم جهدا مضاعفا من الشرعية لتفادي الأمر ومعالجة الأخطاء وتأجيل أي مشاريع خارج التحرير الكامل وإنهاء الانقلاب إلى مرحلة قادمة”.

وعن تعامل الشرعية مع هذه التداعيات، أضاف البيل أن “الأداء الرتيب للحكومة والإجراءات غير الموفقة أسهمت في كل هذا التصدع في وقت كانت فيه الشرعية بأمس الحاجة لتوحيد صفها لاكتمال النصر”.

ورأى البيل أن “على الشرعية ألا تقف عند مجرد الإدانة أو السخط على أي اتجاهات لا تخدمها الآن أو تربك مسار استعادة الدولة”، وأضاف “يجب عليها أن تستوعب كل الأصوات والرغبات في إطار لملمة الجهود والاتفاق على الأولويات”.