عرض الصحف الألمانية..
الإمارات.. تكافح النفوذ الشيعي الإيراني في اليمن وسوريا والعراق
نشر موقع "تي في أون لاين" تقريرًا للكاتب "فلوريان هارمس" تحدث عن تأثير قوة دولة الإمارات العربية المتحدة في مؤتمر برلين الذي استضاف قادة وزعماء العالم، بالإضافة إلى "أنطونيو غوتيريش" الأمين العام للأمم المتحدة، و"فون دير لاين" رئيس مفوضية الاتحاد الأوروبي، ومشاركة طرفي الصراع في ليبيا، فايز السراج وخليفة حفتر.
حماية المصالح
تريد جميع الأطراف المشاركة في حل الأزمة الحفاظ على مصالحها الخاصة؛ السلطة والنفط والغاز والأمن والسيطرة على الهجرة والحرب ضد المتطرفين، كل هذه أهداف تدعو لمشاركة الأطراف للدخول على خط الأزمة، والعامل المشترك بين الجميع هو محاولة إحلال السلام في هذا البلد المضطرب، وهي مهمة لا شك صعبة، لذلك ربما يتمثل نجاح المؤتمر حتى الآن فقط في تسليط الضوء على لهيب النار الذي ينطلق من هذا البلد ويمكن أن يحرق الجميع.
كما أن بوتين وأردوغان يرغبان في تكرار ما قاما به بالفعل في سوريا، حيث قسما ومزقا الدولة السورية ذات الأهمية الاستراتيجية فيما بينهما عن طريق إرسال المرتزقة، وممارسة الضغط وخلق الحقائق، لكن الأوروبيين أدركوا في وقت متأخر الخطر الداهم على أعتاب قارتهم، وربما بعد فوات الأوان! ومن ثمّ كان مؤتمر ميركل في ليبيا آخر محاولة حازمة من قبل الأوروبيين للإمساك بزمام الأمور.
فيما تحاول كل من باريس وروما وبرلين التحدث بصوت موحد، رغم تقاطع المصالح والتنافس الشرس بين شركة الطاقة الإيطالية "إيني" ونظيرتها الفرنسية "توتال" على الموارد الطبيعية الليبية، ومع ذلك فليس للأوروبيين سوى تأثير محدود في الحرب بالوكالة في ليبيا، وبالتأكيد فإن مؤتمر برلين خطوة في الاتجاه الصحيح.
وقد ضم البيان الختامي للمؤتمر 55 بندًا، وأغلب هذه البنود غير مُلزمة، بل تمثل إلى حد كبير إعلان نوايا باستثناء بعض البنود والنقاط المُلزمة، والتي كان أهمها البند المتعلق بالتدخل في الشأن الليبي: يجب علينا عدم التدخل في النزاع المسلح في ليبيا والشئون الداخلية الليبية، وندعو جميع الجهات الدولية الفاعلة إلى الالتزام بذلك.
وإذا كان بوتن أخذ هذا الاتفاق على محمل الجد، فيتعين عليه أن يسحب مرتزقته من الساحة الليبية، كما يجب على أردوغان سحب مرتزقته من الجيش السوري الحر على الفور، وهو ما لم يحدث؛ فقد استبق كل منهما نتائج المؤتمر وتحدثا عن عدم إمكانية السيطرة على المقاتلين على الأرض - كإجراء وقائي - لتبرير تدخلهما بطريقة غير مباشرة، ولذلك تحدث وزير الخارجية الروسي "سيرجي لافروف" عن نتائج محدودة للمؤتمر، وهذا ما أكدته ميركل أيضًا بقولها: "نحن نعلم أننا لن نتمكن من حل جميع المشاكل في الساحة الليبية، لكننا نسعى لإنجاز هذه المهمة الصعبة". وتابع لافروف: "من الواضح أننا لم نتمكن بعد من بدء حوار جاد ودائم بين الأطراف الليبية المتصارعة، والمؤتمر ليس سوى خطوة صغيرة إلى الأمام، فلم يلتق الخصمان الرئيسان (السراج وحفتر) ببعضهما البعض في هذا المؤتمر.
الإمارات الطرف الأقوى في المعادلة
وفي لقاء جمع بين الشيخ "محمد بن زايد آل نهيان" ولي عهد أبو ظبي والمستشارة الألمانية في اليوم السابق للمؤتمر، أعرب الطرفان عن اتفاقهما بشأن الخطوط العريضة وحل الأزمة الليبية حلًا جذريًّا، ومن ناحية أخرى تكافح الإمارات النفوذ الشيعي الإيراني في اليمن وقطر وسوريا والعراق، سواء كان ذلك عسكريًّا، كما في اليمن، أو من خلال الضغط السياسي على واشنطن، كما أنها تحارب الجماعات الإسلاموية المتطرفة، مثل جماعة الإخوان المسلمين، والقاعدة، الأمر الذي أدى إلى تحالف قيادات الإمارات مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ولذا تتوافق رؤية القيادات السياسية في الإمارات ومصر فيما يخص الملف الليبي، ويسعى الطرفان إلى حماية ليبيا من الوقوع في أيدي المتطرفين. ولا شك أن دولة الإمارات باتت بفضل سياستها المتزنة وقدراتها العسكرية المتقدمة صاحبة كلمة الفصل في ساحات القتال في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
حفتر يسيطر على موانئ النفط في ليبيا
نشرت القناة الأولى الألمانية تقريرًا أشار إلى تطورات الوضع في ليبيا بعد سيطرة قوات اللواء خليفة حفتر على موانئ النفط واستخدمها كورقة ضغط جديدة ضد الغرب لإحراج حكومة فايز السراج وتحييد التدخل التركي في المعادلة الليبية.
هل يغادر المقاتلون الأجانب؟
ترغب الحكومة الألمانية والأمم المتحدة في استئناف عملية السلام الداخلية الليبية، ومن ثمّ تضمّن مشروع الإعلان النهائي للمؤتمر الخاص بليبيا في برلين التزامًا من جانب المشاركين في المؤتمر بعدم التدخل في النزاع الليبي أو الشئون الداخلية للبلاد، ودعا المبعوث الخاص للأمم المتحدة غسان سلامة إلى إنهاء التدخل الأجنبي في الدولة الواقعة شمال أفريقيا، حيث صرح سلامة قائلًا: "علينا إنهاء الحلقة المفرغة التي يعيشها الليبيون ويحتاجون فيها للدعم الخارجي في أقرب وقت ممكن".
ليبيا ساحة للصراع الدولي
تشارك العديد من الجهات الدولية الفاعلة في الأزمة الليبية بطريقة مباشرة أو غير مباشرة؛ فالجنرال حفتر، الذي يقاتل حكومة السراج، مدعوم من الإمارات العربية المتحدة ومصر والمملكة العربية السعودية وغيرها من الدول، بينما تقف تركيا إلى جانب حكومة السراج في الصراع.
هذه الأطراف جميعها شاركت في مؤتمر برلين، وإن كان ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، لم يحضر المؤتمر بنفسه، لكنه أرسل وزير خارجيته، وقد دعا بن زايد أطراف النزاع إلى الاتفاق على وقف دائم لإطلاق النار، الأمر الذي أكده رؤساء وزعماء العالم المشاركون في المؤتمر، حيث إنّ الحكومة الفيدرالية أعلنت أن أحد الأهداف الرئيسية من إقامة هذا المؤتمر كان تعزيز وقف إطلاق النار الهش الذي كان ساريًا في ليبيا منذ فترة. وحتى الآن لم يجرِ تفعيله على الأرض.
المرتزقة الموالون لتركيا يتجهون لأوروبا بدلًا من ليبيا
نشر موقع "تاجسشاو" تقريرًا للكاتب "توماس زايبرت" تحدث عن هروب الكثير من المرتزقة الذين جرى نقلهم بواسطة القوت التركية للقتال ضد قوات حفتر إلى أوروبا، حيث ذكرت تقارير توجه أعداد كبيرة نحو أوروبا.
ولم تكد تظهر نتائج مؤتمر برلين حول ليبيا، حتى تم ّ الإعلان عن بعض المعلومات الصادمة، فما تزال هناك شكوك كبيرة حول مدى إمكانية تنفيذ وقف إطلاق النار مع استمرار القتال حول العاصمة طرابلس، بالإضافة إلى هروب الكثير من المقاتين السوريين إلى إيطاليا؛ فقد وصل حتى الآن ما لا يقل عن 17 مقاتلًا إلى الاتحاد الأوروبي، وفقًا للمرصد السوري لحقوق الإنسان نقلًا عن أقارب السوريين الفارين، بينما فرّ آخرون إلى الجزائر من أجل الهدف نفسه، وهو الوصول إلى دول الاتحاد الأوروبي، ووفقًا للمرصد فقد أرسلت تركيا بالفعل 2400 مقاتل سوري إلى ليبيا، بالإضافة لتدريب حوالي 1700 شخص آخرين حاليًا في تركيا، وذلك رغم نفي حكومتي أنقرة وطرابلس استخدام المرتزقة السوريين، لكن هناك الكثير من الصور ومقاطع الفيديو التي تُظهر تِرحال الكثير من المقاتلين إلى ليبيا.
الخلاف بين برلين وأنقرة بسبب اتفاق اللاجئين
نشر موقع "بيلد" تقريرًا للكاتبين "ليانا سبيروبولو" و"وبيورن شتريتزل" تحدث عن النزاع الأوروبي التركي الخاص باللاجئين؛ حيث تدعي أنقرة أن الاتحاد الأوروبي لم يفِ بالتزامه المتفق عليها بين الجانبين ضمن الاتفاق المُبرم.
ويقضي اتفاق اللاجئين مع تركيا بالتزام الاتحاد الأوروبي بدفع ستة مليارات يورو لتركيا من أجل دعم اللاجئين ومنعهم من العبور إلى أوروبا، حيث طالب أردوغان خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع ميركل في أنقرة الاتحاد الأوروبي مجددًا بالوفاء بعهده وتحمل مسؤولياته. وعلى الجانب الآخر هناك اتهامات من الاتحاد الأوروبي لأردوغان؛ ففي تقرير صادر عن الحكومة الألمانية، ذكر أن وضع اللاجئين في تركيا خطير، وأن أنقرة لم تفِ بالتزاماتها في المرحلة الأولى من الاتفاق، واتهم التقرير أنقرة بأنها تستغل ورقة اللاجئين لابتزاز الاتحاد الأوروبي، وأن الأسباب الحقيقية للتخلي عن اللاجئين في الوقت الحالي ترجع إلى الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد، وإلى تراجع الدعم الشعبي وتغير الموقف من اللاجئين، لا سيما في الفترة الأخيرة التي باتت أنقرة تعاني فيها من أزمات اقتصادية متتالية.
الأموال مقابل الاستقبال
وردت ميركل بأن الاتحاد الأوروبي لا يمانع في إرسال المزيد من الأموال إلى أنقرة ولكن حال قدرة الأخيرة على استقبال المزيد من اللاجئين، سواء في المخيمات التركية، التي تضم ملايين اللاجئين، أم في المنطقة الآمنة التي تعمل أنقرة على إنشائها على الحدود المشتركة مع سوريا، الأمر الذي يمثل رفضًا ضمنيًّا لإرسال المزيد من الأموال إلى أنقرة، بعد صعوبة استقبال المزيد من اللاجئين، لا سيما بعد دخول قانون "تشديد ممارسات اللجوء والترحيل" حيز التنفيذ في ديسمبر الماضي، والذي يقضي برفض قبول طلبات اللجوء التي جرى رفضها من قبل ذلك دون النظر إلى أي مستجدات.
ولا يزال أردوغان يحاول استخدام ورقة اللاجئين في الكثير من الملفات، فغزوه للأراضي السورية جاء بحجة إنشاء منطقة آمنة للاجئين السوريين، وابتزازه للاتحاد الأوروبي يتم باستخدام فزّاعة اللاجئين، وحتى الداخل التركي يستغل الرئيس التركي فيه ورقة اللاجئين، حيث يسوق أنه استطاع القضاء على خطر الأكراد الذين يعملون على إنشاء وطن مستقل يمتد عبر تركيا وسوريا والعراق؛ لإنشاء المنطقة الآمنة على الحدود التركية السورية.. ومن ثم فإن أردوغان استغل - وما زال - ورقة اللاجئين أسوأ استغلال، وتلك هي اللغة التي يتقنها ويستدرج بها الجماعات الإسلامية، التي تعد إدارة في يد السلطان ليحقق بها مصالحه وأحلامه.