وزير الثقافة اليمني الأسبق..

عصابة الحوثي تختطف "الرويشان" بسبب معارضته لجرائمهم بصنعاء

مليشيات الحوثي تقوم باعتقال من يدافع عن الشعب اليمني

صنعاء

تمارس ميليشيا الحوثي الانقلابية كافة الأعمال الإرهابية بحق أبناء اليمن، فمن يعترض على ما ترتكبه الجماعة الإرهابية من جرائم وانتهاكات، يلقى مصير «الاعتقال»، وربما «الإعدام»، كما فعل الحوثيون منذ أن وضعوا أقدامهم في صنعاء عام 2015 حتى أصبحت صنعاء خاضعة لسيطرتهم الارهابية؛ حيث دشنت ميليشياتهم مئات حملات الاعتقال والإعدام بحق الصحفيين والإعلاميين، وكان آخر تلك الأعمال الإرهابية، اختطافها في 19 أبريل 2020، واعتقالها وزير الثقافة اليمني الأسبق والأديب «خالد الرويشان» من منزله  «بصنعاء»، واقتادته إلى جهة مجهولة، وفقًا لما أعلنه نجله «وضاح الرويشان».

وأكد «وضاح» خبر اختطاف والده في منشور على صفحته بموقع «فيسبوك»، معلنًا أن الحوثيين هم من اعتقلوا والده، دون أن يذكر أية تفاصيل أخرى، إلا أن المنشور الذي نشره على الفيسبوك تفاعل معه الكثير من اليمنيين، معلنيين تضامنهم مع الوزير الأسبق ومنددين بجرائم الحوثي ضد الشعب اليمني، إلا أن المنتمين للجماعة الانقلابية، أيدوا قرار اعتقال «الرويشان»، زاعمين أنه خائن، وذلك بسبب كتاباته وآرائه الناقدة والرافضة لجرائم الجماعة، المدعومة من إيران في اليمن.

صنعاء اليتيمة.. سبب الاعتقال

عرف وزير الثقافة الأسبق بكتاباته وآرائه السياسية المناهضة للانقلاب الحوثي ومشروعهم الطائفي؛ حيث دأب «الرويشان» في كتاباته على توجيه انتقادات كبيرة وجريئة منذ اليوم الأول للانقلاب الحوثي، وكان آخر ما كتبه «الرويشان» على صفحته بموقع «فيسبوك»، مقالًا بعنوان «صنعاء اليتيمة تغرق»، تناول فيه الحال البائس الذي أصبحت عليه صنعاء؛ بسب أعمال جرائم الحوثي ضد البسطاء والفقراء وكافة اليمنيين إلى سيطرة الحوثي على مرتباتهم في المحافظة.

وأشار بعض سكان منطقة «حي مثلث بيت بوس» في صنعاء، أن الميليشيا الإرهابية قامت بخطف «الرويشان» بصورة همجية؛ حيث فوجئوا بوجود عشرات المسلحين الحوثيين المدججين بمختلف الأسلحة أمام منزل «الرويشان»، وقامت الميليشيا الانقلابية بنهب مقتنيات «الرويشان» الشخصية من الموبيل واللاب توب الخاص به، واختطفوه واقتادوه إلى مكان مجهول.

يذكر أن هناك عشرات الآلاف من المختطفين اليمنيين في سجون ميليشيا الحوثي، الأمر الذي دفع بالمنظمات الحقوقية الدولية خلال الأيام الماضية لمطالبة الحوثي بالإفراج عن هؤلاء؛ تفاديًا لانتشار فيروس كورونا المستجد.

رفض يمني ومناشدة دولية

وفي إطار ذلك، فإن وزير الإعلام اليمني «معمر الإرياني»، ندد في تغريدات على صفحته بموقع «تويتر» باختطاف الحوثي لـ«الرويشان» بصورة همجية، تعكس مدى انحطاط هذه العصابة، وتنصلها من كل القيم الإنسانية والاعتبارات الأخلاقية، ولفت «الإرياني»، أن جريمة اختطاف «الرويشان» امتداد لآلاف الاعتقالات التي طالت الشخصيات السياسية والاجتماعية والإعلاميين والصحفيين والنشطاء، وتعكس العقلية الإجرامية للميليشيا الحوثية، ورفضها أي صوت معارض، يناهض ممارساتها وحالة حقوق الإنسان في مناطق سيطرتها.

وطالب «الإرياني» المجتمع الدولي بكافة مؤسساته، بالتدخل لإدانة هذه الجريمة التي تكشف الموقف الحقيقي للجماعة الانقلابية من السلام، ومضيها في التصعيد السياسي والعسكري؛ ردًّا على دعوات وجهود التهدئة وتنفيذ خطوات بناء الثقة، وفي مقدمتها إطلاق كافة المختطفين في سجون الميليشيا الحوثية.

إضافةً لذلك، فإن الناشطين اليمنيين نددوا باعتقال الحوثي لوزير الثقافة الأسبق، وأطلقوا حملة على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، جاءت تحت عنوان «كلنا خالد الرويشان»، وأعلنوا فيها تضامنهم الكامل مع «الرويشان»، والوقوف يدًا واحدةً ضد جرائم الحوثي.

ولفتوا إلى أن الجماعة الانقلابية تقوم باعتقال من يدافع عن الشعب اليمني، وفي الوقت ذاته، تستقل الناشط الإعلامي «عيسي العذري»، الذي يسب في أعراض الناس، واستقبله الحوثي مؤخرًا، وجعل قيادات الجماعة تجهز له كافة سبل الراحة والوقاية التي يحتاجها.

وأشار بعضهم، أن الحوثي اعتقل «الرويشان» في ذلك التوقيت تحديدًا، رغم أنه دائمًا ما ينتقد الجماعة الانقلابية في كتاباته؛ لأن «الرويشان» نشر على صفحته بموقع «الفيسبوك» قصيدة للشاعر اليمني «عامر السعيدي»، واحتوت القصيدة على أبيات شعرية مناهضة لسلالة العدو الهاشمي، محاولاً كسر هالة القداسه الزائفة على العدو غير الشريف واستنهاض القوميه اليمنية، وهذا لا يريده الحوثي؛ لذلك اعتقله على الفور، وبالاطلاع على تعليقات اليمنين على المنشور «وضاح الرويشان»، يتضح تأييد بعض المنتمين للجماعة الانقلابية للاعتقال، بإعلانهم أن هذه القصيدة بالفعل هي سبب اعتقال الوزير الأسبق.

وشدد اليمنيون على ضرورة تصعيد قضية «الرويشان» إلى المجتمع الدولي، حتى يتم الإفراج عنه؛ لأنهم يعملون أن الحوثي سيعمل على توجيه حزمة من التهم للوزير الأسبق؛ حتى يقبع في سجونه لسنوات طويلة ولا يهددهم مرة أخرى في كتاباته.