بفعل بروز الاجندات القطرية والتركية..
تقرير: تخاذل حكومة هادي.. كيف ساعد الحوثي بالتهام مدن اليمن
حملت التطورات الأخيرة من مجريات الأزمة اليمنية، حجم العبث الكبير الذي ارتكبته حكومة الرئيس اليمني المنتهية ولايته عبدربه منصور هادي، والذي تسبّب في إطالة أمد الأزمة بسبب اختراقها من قِبل حزب الإصلاح الإخواني الممول قطرياً.
وبحسب وسائل إعلام محلية فقد كشفت معلومات، نشرت سابقا، أنَّ التحالف العربي يبذل جهودًا كبيرًا لمعالجة الإخفاقات في أداء مؤسسات حكومة هادي وبخاصةً المؤسسة العسكرية.
المعلومات التي وردت في صحيفة العرب اللندنية، قالت إنَّ هذه الجهود تأتي في الوقت الذي تشير فيه العديد من التقارير إلى استشراء الفساد في مفاصل المؤسسة العسكرية.
وأضافت أنَّ الفترة الحالية برز فيها أيضًا الأجندات السياسية المرتبطة بقطر وتركيا والتي تعمل على عقد صفقات مشبوهة بين الحوثيين وتيارات من جماعة الإخوان.
وأصبح الحراك الدولي بخصوص اليمن يفتقد للواقعية السياسية وفق الصحيفة، التي رأت أنّ هذا الحراك يتسم بخدمة توجهات وأجندات الدول الفاعلة في هذا الملف والتي تسعى لإحياء حضورها القديم في المنطقة.
جاءت هذه المعلومات بعد سقوط جبهة نهم في قبضة الحوثيين، كما سيطرت المليشيات كذلك على مناطق في محافظة الجوف، بسبب تواطؤ قيادات عسكرية موالية لحزب الإصلاح الإخواني، بالإضافة إلى الفساد المستشري في المؤسسة العسكرية التابعة لحكومة اليمنية.
محاولة لتبرير فشل حكومة هادي
وفي محاولة إخوانية لتبرير هذا الفشل، دأب إعلاميون وقادة عسكريون محسوبون على حزب الإصلاح على توجيه الاتهامات للتحالف العربي بمنع تقدم قوات مأرب باتجاه صنعاء بل وقصف قوات الجيش التي تقوم بأي تحركات عسكرية في هذا الاتجاه.
وجاء انسحاب "حكومة هادي" من نهم بعد أيام من ترديد نغمات مغايرة من قِبل أبواق إعلامية إخوانية ادعت أنّ قواتها استطاعت تحقيق تقدم على الحوثيين، إلا أنّ ذلك كان على ما يبدو خطة من قِبل الحكومة التي يتحكم فيها إخوان اليمن، للتغطية على فشلها العسكري الهائل الذي تجلّى في الهجوم على أحد المعسكرات في محافظة مأرب الذي خلَّف مئات القتلى والجرحى.
إعادة ترميم منظومة وزارة الدفاع!
وقبل أيام، كشفت مصادر سياسية عن اعتزام التحالف العربي الشروع في حزمة من التدابير العسكرية خلال الفترة المقبلة، ستشمل إجراء تغييرات واسعة في قيادة المناطق والوحدات العسكرية في محافظتي مأرب والجوف، ومراجعة المسجلين على قوائم منتسبي جيش حكومة هادي التي تشير التقارير إلى أن معظمها أسماء وهمية تنتمي إلى عناصر الإخوان.
وتشهد المرحلة المقبلة صدور جملة من القرارات التي ستتم بموجبها إعادة التوازن لتركيبة الجيش الذي تعرض خلال السنوات الخمس الماضية لحالة تجريف طالت الضباط المحترفين واستبدالهم بآخرين عقائديين لا يتمتعون بأي خبرات عسكرية.
وتوقعت المصادر، أن تتم إعادة ضباط محسوبين على نظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح إلى قيادة بعض الوحدات العسكرية في محافظتي مأرب والجوف اللتين تعرضتا لهجمات حوثية واسعة تسببت في تغيير موازين القوى العسكرية على الأرض لصالح الحوثيين.
هل تنتهي حرب اليمن فعلا؟
وحذرت مجلة «ناشيونال إنترست» من أن تؤدي رغبة الولايات المتحدة في إنهاء دعمها للصراع في اليمن إلى قلب الموازين لصالح مليشيا الحوثي المدعومة من إيران، مشيرة إلى أن مثل هذا الانجرار يمكن أن تكون له تداعيات وخيمة ليس فقط على الأمن الإقليمي، بل على الشعب اليمني المحكوم عليه بالعيش في ظل ديكتاتورية الحوثي. وأضافت أنه دون الالتزام بقواعد حكومة هادي التي التزمت بها قوات التحالف العربي، فإن تداعيات الحرب في اليمن ربما كانت أسوأ بكثير مما هو حاصل في الوقت الراهن.
وجعل الرئيس الأمريكي جو بايدن إنهاء الصراع في اليمن أولوية منذ توليه منصبه الشهر الماضي، وعين مبعوثا خاصا، وأنهى الدعم الأمريكي للعمليات الهجومية التي ينفذها التحالف العربي في اليمن. وألغت إدارة بايدن تصنيف الحوثي منظمة إرهابية واتخذت سلسلة من القرارات التي وصفت بأنها مكافأة للمعتدي.
وإذا كانت إدارة بايدن غيرت استراتيجيتها بشأن اليمن، فإن هذا التغيير لن يحقق السلام المنشود، الذي يفترض أن يكون بناء على قرارات حكومة الرئيس المنتهية ولايته، وليس عبر مكافأة المعتدي، كون المعضلة والإشكالية هي في النظام الإيراني الإرهابي ومليشياته الطائفية. وبالنظر إلى ديناميكيات اليمن المعقدة، فإن المستجدات الجديدة في اليمن، ستطيل أمد الأزمة التي أودت بحياة عشرات الآلاف وشردت الملايين، وخلقت ما وصفته الأمم المتحدة بكارثة إنسانية بسبب رفض الحوثي تنفيذ قرارات الشرعية الدولية وقتل الآلاف من الشعب اليمني.
انتصارات الحوثي مأزق اليمنيين !
إن تحقيق أي انتصار للحوثيين في اليمن سيكون مأزقا ومشكلة حقيقية بالنسبة لإدارة بايدن مستقبلا في ظل غياب حلول واضحة للصراع، ولن تسمح أيضا دول المنطقة بحدوث ذلك تحت أي ظرف؛ كونها لن ترضى بالمساس بأمنها، خصوصا أن منح الحوثي انتصارا يعني تهديد عصب اقتصاد العالم، حيث يمكن لإيران بالفعل استهداف سفن الشحن في مضيق هرمز، ويمكن للحوثي تهديد مضيق المندب.
ولا يمكن لدول المنطقة والقوى العالمية أن تتنازل لإيران عن هذه الممرات كونها تعتبر عصب إمدادات الطاقة العالمية. إنها لعبة الشطرنج الديمقراطية.. تأمين الحوثي وتسمين الملالي.. هذه هي صفقة النووي الجديدة.