رسائل متناقضة ترسلها ميليشيات الحوثي..
تقرير: ضبابية في الأزمة اليمنية.. وبارقة أمل الجهود الإقليمية والدولية
وساطة عمانية
قالت صحيفة العرب اللندنية، إنه بعد تصريحات أطلقها رئيس ما يسمى بالمجلس الأعلى مهدي المشاط عن جاهزية جماعة ميليشيا الحوثي لمفاوضات سلام جادة وصادقة، فور توفر مجموعة من المؤشرات العملية والواقعية وفي مقدمتها رفع الحصار، أعلنت الميليشيات عن سيطرتها على أجزاء واسعة من مديريتي نعمان وناطع في محافظة البيضاء جنوب غربي اليمن.
وأوضحت أن حالة من الضبابية تسيطر على مآلات الملف اليمني، في أعقاب فشل الجهود الأممية والدولية في تمرير خطة لوقف إطلاق النار في اليمن شبيهة باتفاق ستوكهولم، الذي لم يشهد باقي بنوده أي تقدم يذكر في مؤشر على انتفاء الأطراف الموقعة عليها ما يناسب أجنداتها من بنود وتجاهل الأخرى التي تتطلب تقديم تنازلات، وأكد الخبراء أنها المعضلة التي ترافق معظم الاتفاقيات اليمنية وتعيق تنفيذها.
ورأت الصحافية هيلين لاكنر في الدور العماني بارقة أمل، نظراً للجهود العلنية التي باتت تلعبها مسقط في استثمار علاقاتها الجيدة بالحوثيين لتحفيزهم على التعاطي بمرونة مع الخطة الأممية لوقف إطلاق النار والمبادرة السعودية للسلام في اليمن، مؤكدة على وجود سمات سياسية تميز الدور العماني، الذي قالت إنه امتداد "لسياسة حياد عامة في جميع أنحاء العالم".
وقالت إنه "بالرغم من غياب أي مؤشرات على إمكانية إحراز أي تقدم في المسار السياسي وجهود وقف إطلاق النار في اليمن، أعتقد أن المحاولة العمانية في الوقت الحالي هي أكثر المبادرات التي رأيتها إيجابية منذ سنة 2016".
تصعيد حوثي
ومن جهتها، أشارت صحيفة البيان إلى أن التصعيد المتواصل لميليشيا الحوثي في اتجاه محافظة مأرب وفي الساحل الغربي وفي محافظة تعز منذ بداية العام الفائت، تسبب في نزوح أكثر من 140 ألف طفل، بينهم 25 ألف طفل منذ بداية العام الحالي، حسب بيانات منظمة دولية معنية بحماية الأطفال.
وأضافت أنه مع استمرار العنف أُجبر نحو 115 ألف طفل على الفرار من منازلهم في العام 2020، خصوصاً حول محافظات مأرب والحديدة وحجة وتعز، كما اضطر حوالي 25 ألف طفل وأسرهم إلى مغادرة منازلهم منذ مطلع العام الحالي وحتى الآن، ونبهت إلى أن تسعة من كل عشرة أطفال في مخيمات النزوح لا يستطيعون الوصول الكافي إلى الأساسيات مثل الطعام والمياه النظيفة والتعليم.
وقالت الصحيفة إنه منذ بداية العام الماضي صعدت ميليشيا الحوثي من العمليات القتالية في محافظة مأرب وفي الساحل الغربي وفي أطراف مدينة تعز، ورفضت مقترحات السلام التي قدمها مبعوث الأمم المتحدة وآخرها كانت الخطة الجديدة لوقف الحرب والتدابير الإنسانية والاقتصادية الموازية، وذهبت نحو تجنيد المزيد من طلاب المدارس ودفعت بهم إلى مختلف جبهات القتال".
وذكرت أن الأطفال في المخيمات التي يقع نصفها تقريباً على بعد ثلاثة أميال من خطوط المواجهات، غالباً ما يضطرون إلى المشي لساعات للعثور على مياه شرب وحطب للطهي، وكثير منهم ليس لديهم خيار سوى العمل من أجل مساعدة أسرهم، كما لا يزال حوالي 1.71 مليون طفل نازحين في البلاد ومقطوعين عن الخدمات الأساسية ونصف مليون منهم لا يحصلون على تعليم رسمي، ووفقاً للمنظمة.
معارك مستمرة
وأما في صحيفة الشرق الأوسط، فقد أفادت مصادر عسكرية يمنية بأن الجيش اليمني والمقاومة الشعبية تصديا أمس الأربعاء لهجمات حوثية مكثفة في جبهات محافظتي البيضاء ومأرب بإسناد من طيران تحالف دعم الشرعية، وأن المواجهات أدت إلى مقتل وجرح وأسر العشرات من عناصر الميليشيات المدعومة من إيران.
ولفتت إلى أن الجماعة الانقلابية استقدمت المئات من عناصرها ودفعت بهم إلى مديرية ناطع شرق محافظة البيضاء في محاولة للتوغل إلى محافظة شبوة، ضمن مساعي لتوسيع رقعة المواجهات ومحاولة الالتفاف على مأرب، غير أن القوات الحكومية تصدت للهجوم.
وقالت المصادر إن قوات الجيش وجهت ضربات موجعة للميليشيات في مديريات جنوب مأرب وغربها، حيث دمرت المدفعية في جبهة صرواح غرباً مركزاً حوثياً للاتصالات والتحكم بالطيران المسير، في حين تتواصل المعارك جنوباً باتجاه مديرية ماهلية انطلاقاً من مديرية رحبة المحررة.
وبدوره، توعد وزير الدفاع اليمني محمد المقدشي وقادة الجيش باستمرار المعارك في مواجهة الميليشيات الحوثية، خلال زيارات لهم إلى الخطوط الأمامية في جبهات مأرب، مؤكداً أن "القوات المسلحة المسنودة بدعم ورعاية القيادة والتفاف وثقة الشعب، ستظل ملتزمة بالعهد والقسم وماضية نحو تحرير واستعادة كل تراب الوطن، وتحقيق كامل الأهداف المنشودة التي يتوق إليها اليمنيون وصولاً إلى المستقبل الآمن والسلام الدائم.