خطى تكتيكية رشيدة..
خبراء: الانتصارات الأخيرة كشفت دور قطر الخبيث في اليمن
في الـ5 من يونيو الماضي، أعلن تحالف دعم الشرعية في اليمن والذي تقوده العربية السعودية إنهاء مشاركة القوات القطرية ضمن التحالف العربي، الذي تدخل في اليمن لإنهاء الانقلاب على شرعية الرئيس عبدربه منصور هادي المعترف به دولياً، عقب تقدمه بطلب رسمي إلى دول الخليج للدفاع عن عدن التي كان الحوثيون وقوات المخلوع صالح قد بدأوا غزوها في أواخر مارس 2015.
وشاركت الدوحة ضمن التحالف الشرعي في عاصفة الحزم العربية، لكن مشاركة قواتها اقتصرت على الحدود اليمنية السعودية، وقدمت تمويلاً مالياً وعسكرياً لحلفائها من جماعة الإخوان والتنظيمات الإرهابية، لكن مشاركة قطر الخجولة في التحالف، جعل السعودية والإمارات اللتين تحاربان، بالإضافة إلى الانقلابيين، تنظيمات إرهابية في مدن الجنوب المحررة
ومع إنهاء مشاركة الدوحة في التحالف العربي، كشفت العمليات العسكرية التي تنفذها القوات الحكومية ما قاله خبراء عسكريون من قبل بأن قطر كانت تسعى عبر اذرعها في اليمن إلى عرقلت العمليات العسكرية في العديد من الجبهات وأبرزها في ميدي ونهم، إلا أن جبهات أخرى بعيدة عن أجندة قطر تمكنت من إحراز انتصارات كبيرة جعلت المليشيات الانقلابية في انهيار تام، وأبرزها جبهات الساحل الغربي لليمن وبلدات وكرش ومكيراس.
وحررت القوات اليمنية بدعم التحالف العربي، قاعدة خالد العسكرية الاستراتيجية في غرب تعز والواقعة على شريط البحر الأحمر وباب المندب، والتي طالما شكلت تهديداً على الملاحة في الممر الدولي، وقصف الانقلابيون من داخل المعسكر العديد من سفن الإغاثة. وجاءت عملية استعادة قاعدة خالد، لتؤكد رغبة الحكومة والقوات الموالية لها في استعادة ميناء الحديدة الاستراتيجي ورفع الحصار الذي يفرضه الانقلابيون على سكان الحديدة. ويعاني سكان تهامة من مجاعة وصلت إلى حد الوفيات، جراء الحصار الذي يفرضه الحوثيون والموالون للمخلوع صالح على البلدات ومصادرة سفن الإغاثة التي تصل عبر الميناء.
وعلى غرار الحرب على الانقلابيين، تخوض القوات الحكومية وبدعم من التحالف العربي معركة أخرى ضد الجماعات الإرهابية في جنوب اليمن.
وقال مصدر عسكري في شبوة لـ«الاتحاد»: «إن قوات النخبة بدأت عملية الانتشار في عدة بلدات بالمحافظة، بدعم وإشراف من التحالف العربي والقوات المسلحة الإماراتية، التي قدمت دعما لوجستيا للقوات العسكرية في حربها ضد الإرهاب».
وأضاف المصدر، الذي طلب عدم نشر اسمه لأنه ليس مخولا للحديث إلى وسائل الإعلام: «إن طيران التحالف العربي مهد للعملية العسكرية، والتي انتهت بفرار عناصر القاعدة صوب مأرب، والبيضاء التي يسيطر عليها الانقلابيون».
وتؤكد مصادر قريبة من الحكومة اليمنية أن العملية العسكرية في جنوب اليمن والساحل الغربي هدفها تأمين المدن ومحاربة الجماعات الإرهابية التي تقول حكومة هادي إنها مرتبك بدولة قطر.
وتؤكد العمليات العسكرية ضد الانقلابيين والجماعات المسلحة، عزم التحالف العربي على استعادة المدن اليمنية، ومحاربة القوى المتمردة، خاصة أنها تأتي في أعقاب تصنيف الدول الداعمة لمكافحة الإرهاب وأبرزها السعودية والإمارات، لقيادات ومنظمات يمنية إخوانية تتلقى تمويلاً من قطر.
وقال خبراء وقادة عسكريون، إن تحرير قاعدة خالد العسكرية في جنوب اليمن والواقعة على شريط البحر الأحمر فضحت الدور المعرقل والخبيث للدوحة وحلفاؤها في اليمن.
وقال القيادي في القوات الحكومية التي تقاتل الحوثيين بلدة بيحان بشبوة شرق عدن المهندس علي المصعبي: «إن دور قطر الخبيث ظهر للعيان في شبوة من خلال تحرير المقاومة للكثير من المواقع قبل أن يلحظ المقاتلون من يطلب منهم الانسحاب، من قبل قيادات عسكرية في الحكومة الشرعية مرتبطين بقطر». وطالب المصعبي دول التحالف العربي بدعم القوات الحكومية التي تحارب التنظيمات الإخوانية الإرهابية والانقلابين في شمال اليمن، حتى تطهير كامل تراب اليمن.
وقال العقيد علي شائف الحريري المتحدث باسم المقاومة في المحافظات المحررة: «لم تتأثر العمليات العسكرية مطلقا، الحرب تسير وفق ما هو محدد لها، بل ان الانتصارات الكبيرة تحققت عقب خروج الدوحة من التحالف العربي، وأبرز ذلك استعادة قاعدة خالد العسكرية في تعز، وهذا الانتصار الكبير بحد ذاته يدحض مزاعم تأثر التحالف العربي بانسحاب قطر».
وأكد: «إن الدوحة لم يكن لها أي ثقل في التحالف العربي وخروجها لم يؤثر؛ لأن أصلاً مشاركتها خجولة في التحالف العربي».
من جانبه، قال العقيد محمد عثمان الابجر: «في اعتقادي أن استراتيجية التحالف العربي التي تعنى بأهمية إدارة عملياتها العسكرية بتصدر قيادتها كل من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية تعد بالاستراتيجية الثابتة والهادفة إلى ردع الانقلابيين عن الشرعية، ولعل عملياتها التكتيكية بالسياق ذاته تسير وفقاً لما هو مخطط لها في تنفيذها التكتيكي منذ الطلقة الأولى للحزم العربي وانسجاما مع القرارات الدولية لمجلس الأمن التي عنت إلزاماً بالاعتراف الدستوري لشرعية النظام الذي يترأسه الرئيس المشير عبد ربه منصور هادي.
وفي السياق ذاته، فإن الانتصارات المهمة المستجدة أخيراً في المخاء تعد، وفقاً لسير وتنفيذ الاستراتيجية العامة للتحالف العربي، بخطى تكتيكية رشيدة».