بسبب عدم تسلم مادة المازوت من شركات النفط..
أزمة الوقود في لبنان تؤدي الى شلل في كافة نواحي الحياة

الوقود تحول الى مادة نادرة في لبنان
لا تزال الدولة اللبنانية تواجه العديد من الأزمات الاقتصادية والمالية والخدماتية وسط تصاعد الغضب بين اللبنانيين من تدهور أوضاعهم.
وبسبب ازمة الوقود اعتذرت مؤسسات المياه الحكومية في لبنان، الثلاثاء، لعدم تزويد العديد من المناطق في العاصمة بيروت (غرب) والشمال وجبل لبنان (شرق العاصمة)، بالمياه، بسبب عدم تسلم مادة المازوت من شركات النفط لتوليد الطاقة اللازمة للمضخات.
وأعلنت مؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان (أكبر محافظتين) في بيان، أنها "مضطرة لتنفيذ برنامج تقنين قاس في غالبية المناطق الواقعة ضمن نطاق صلاحيتها، بسبب عدم تسلم المازوت من المنشآت وشركات النفط لتشغيل المضخات".
من جهتها، أعلنت مؤسسة مياه لبنان الشمالي، في بيان منفصل أنه "عطفا على حالة الطوارئ التي أعلنت سابقا، تعلم مؤسسة مياه لبنان الشمالي المواطنين، أن التغذية بالتيار الكهربائي أصبحت شبه معدومة".
وأشارت لوجود "صعوبة في توفير مادة المازوت الخاصة بتشغيل المولدات الكهربائية، التابعة لمحطات وآبار الإنتاج ونقلها، مما سينعكس سلبا على عملية إنتاج المياه وتوزيعها".
وتراجعت خلال الأشهر الماضية، قدرة مؤسسة كهرباء لبنان على توفير التغذية لكافة المناطق، ما أدى الى رفع ساعات التقنين لتتجاوز 22 ساعة يومياً. ولم تعد المولدات الخاصة قادرة على تأمين المازوت اللازم لتغطية ساعات انقطاع الكهرباء، ما اضطرها أيضاً إلى التقنين ورفع تعرفتها بشكل كبير جراء شراء المازوت من السوق السوداء.
ومنذ عامين، يشهد لبنان أسوأ أزمة اقتصادية في تاريخه الحديث، ويعاني منذ أشهر شحا في الوقود والأدوية وسلع أساسية أخرى، لعجز المصرف المركزي عن توفير النقد الأجنبي اللازم لعمليات الاستيراد.
هذا الواقع دفع منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"، للتحذير، السبت، من احتمال تعرض أكثر من أربعة ملايين شخص (ثلثا عدد السكان) في لبنان لنقص حاد في المياه، ما يعرض أرواحهم للخطر.
والسبت، وافقت الحكومة اللبنانية على تخفيض دعم استيراد الوقود، إلى سعر صرف 8000 ليرة للدولار بدلا من 3900 ليرة.
وعقب الإعلان، قفزت أسعار الوقود المباع في لبنان بأكثر من 66 بالمئة، ما سيرفع تعريفة النقل، وأسعار السلع الأساسية التي يدخل الوقود في إنتاجها.
وسعى الأمين العام لحزب الله اللبناني أزمة الوقود في بلاده لمرد النفوذ الإيراني في بلد يعاني أصلا من تدخلات طهران التي أوصلته إلى وضعيته المأساوية وأضرت بعلاقاته مع دول خليجية وعربية وغربية.
وحذر خصوم حزب الله في لبنان من عواقب وخيمة لتلك الخطوة قائلين إنها قد تؤدي إلى فرض عقوبات على البلاد وهو ما سيزيد من تدهور الوضع الاقتصادي.