بينما لا تزال الأنباء متضاربة بشأن الوضع الميداني في وادي بنشير، حيث يدور قتال عنيف بين حركة طالبان ومقاتلين محليين مناوئين لها، رجح قائد عسكري أمريكي في وقت متأخر من مساء أمس السبت اندلاع حرب أهلية في أفغانستان.
وأشارت تقارير إخبارية إلى ”تقدم مقاتلي طالبان في وادي بانشير“ فيما أكد عناصر المقاومة الأفغانية المناهضة للحركة الإسلامية قدرتهم على إبعاد أي هجوم عن الوادي الحصين.
وأفادت وكالة الإغاثة الإيطالية ”إميرجنسي“ (طوارئ) التي تدير مستشفى في بانشير بأن قوات حركة طالبان وصلت إلى قرية أنابة، حيث تدير الهيئة مركزا للعمليات الجراحية.
وقالت ”إميرجنسي“ في بيان صادر عنها السبت ”العديد من الأشخاص هربوا من قرى في الأيام الأخيرة.. نواصل تقديم الخدمات الطبية، ولم يجر أي تدخل حتى الآن في أنشطتنا.. استقبلنا عددا صغيرا من المصابين في مركز أنابة للعمليات الجراحية“.
وتقع أنابة على بعد نحو 25 كلم شمالا داخل الوادي البالغ طوله 115 كلم، لكن تقارير غير مؤكدة أشارت إلى أن طالبان استولت على مناطق أخرى كذلك.
وقال مدير تحرير ”لونغ وور جورنال“، ومقرها الولايات المتحدة، بيل روجيو الأحد ”الوضع لا يزال ضبابيا بالنسبة للمقاتلين وسط تقارير غير مؤكدة بأن طالبان انتزعت بضع مناطق.. الوضع يبدو سيئا“.
وأضاف روجيو ”جيش طالبان اكتسب خبرة عبر 20 عاما من الحرب ولا مجال للشك في أن طالبان تدربت كجيش.. النصر غير مرجّح بالنسبة لقوات المقاومة في بانشير، حيث إن جيش طالبان حصل على كميات هائلة من الأسلحة والذخيرة بعد الانسحاب الأمريكي وانهيار الجيش الوطني الأفغاني“.
وعلى الطرف الآخر، شدد الناطق باسم ”الجبهة الوطنية للمقاومة“ على ميسم نظري، المتواجد خارج بانشير، اليوم الأحد، على أن القوات المعارضة لطالبان ”لن تخفق أبدا“.
وفيما تباهت حسابات على وسائل التواصل الاجتماعي مؤيدة لطالبان بسيطرة الحركة على أجزاء من الوادي، لفت نك ووترز من موقع ”بيلينغكات“ الذي يبث تحقيقات إلى أن المنشورات لم تتضمن صورا يمكن التحقق منها.
وقال نك ووترز ”سيكون من السهل جدا التحقق من تسجيل مصوّر يظهر طالبان داخل وادي بانشير“.
حرب أهلية
بدوره رجح رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة الجنرال مارك ميلي أن تندلع حرب أهلية في أفغانستان، محذرا من أن هذه الظروف ستقوي شوكة الجماعات الإرهابية.
وقال ميلي في حديث لشبكة ”فوكس نيوز“: ”بحسب تقديراتي العسكرية، يرجّح أن تتطور الظروف المواتية لاندلاع حرب أهلية.. أعتقد أن هناك _على الأقل_ احتمالا كبيرا جدا باندلاع حرب أهلية أوسع من شأنها أن تؤدي إلى ظروف يمكنها في الواقع أن تفضي إلى إعادة تشكل للقاعدة أو تنامي تنظيم داعش أو مجموعات إرهابية أخرى“.
وشكك ميلي في مدى قدرة طالبان، التي لم تعلن تشكيلتها الحكومية بعد، على ترسيخ سلطتها وتأسيس حكومة فاعلة، مضيفا ”الظروف ترجّح للغاية أن نشهد عودة للإرهاب من هذه المنطقة بالعموم في غضون 12 أو 24 و36 شهرا“.