"وسط انقسامات شديدة"..

تقرير: كيف أهان الشعب المغربي "الأحزاب الإخوانية" في الانتخابات؟

سياسيون إسلاميون من حزب العدالة والتنمية الإخواني في المغرب - أرشيف

أبوظبي

مُني حزب العدالة والتنمية الإخواني في المغرب بهزيمة مهينة، بخسارته الانتخابات النيابية والبلدية، الأربعاء، وحصل فيها على المركز الثامن بين الأحزاب المغربية، وبـ 12 مقعداً فقط في البرلمان الجديد، بعد فوزه في الانتخابات السابقة مرتين متتاليتين.

واعدت تقارير صحفية سقوط الحزب الإخواني المدوي، مصدر ارتياح لكثير من المغاربة، الذين لن يندموا على رحيل سعد الدين العثماني، وأعضاء حكومته.. وفق لما نقله موقع 24 الاخباري عن صحف عربية.

وتعرض حزب العدالة والتنمية المغربي الذي تمثله جماعة الإخوان المسلمين لهزيمة ساحقة وغير متوقعة أمام الأحزاب المنافسة بعد حصوله على 12 مقعدًا فقط من أصل 395 مقعدًا للبرلمان.

وكانت الحركة قد صعدت إلى السلطة نهاية العام 2011 من خلال "حزب العدالة والتنمية" مع تفاقم الفوضى في الشارع العربي وحققت الجماعة انتصاراً كاسحاً بسبب موجة التعاطف والبحث عن التغيير.

حينها حصلت الحركة على غالبية مقاعد البرلمان المغربي وقامت بتشكيل الحكومة من قياداتها وكوادرها وبمجرد ما بدا العد التنازلي وجدت الحركة نفسها أمام استحقاقات واسعة لم تستطع معها الايفاء بالوعود والبرامج التي طرحتها للشارع.

وبحسب تقارير صحافية فإن المؤشرات الأولية كانت كلها تؤكد بأن حزب العدالة والتنمية سيسقط في الانتخابات التشريعية المغربية لكن لم يكن أحد يتوقع هذا السقوط الكبير واحتفاظها ب 12 مقعداً فقط من أصل 395.

وتصدرت الأحزاب العلمانية واليسارية والقومية الانتخابات وحازت على ما يزيد من 93% من مقاعد البرلمان.

وبعد فرز 97% من أصوات الناخبين والإعلان عن النتائج من قبل لجنة الانتخابات جاءت على النحو التالي: التجمع الوطني للأحرار 97 مقعداً، الأصالة والمعاصرة 82 مقعداً، الإستقلال 78 مقعداً، الاتحاد الاشتراكي 35 مقعداً، الحركة الشعبية 26 مقعداً، التقدم والاشتراكية 20 مقعداً، الاتحاد الدستوري 18 مقعداً، العدالة والتنمية 12 مقعداً، الاحزاب الأخرى 12 مقعداً

تجدر الإشارة إلى جماعة الإخوان المسلمين واجهت موجة رفض واسعة في الشارع العربي الأمر الذي أدى إلى سقوطها في السودان وتونس ومصر وكذلك في اليمن.


خسارة كبرى
قال موقع "هسبريس" المغربي تعليقاً على خسارة العدالة والتنمية للانتخابات، إن نتائج الدورة الأخيرة كشفت بالملموس تراجع شعبية حزب العدالة والتنمية خلافاً لتصريحات قادته، الذين أكدوا أكثر من مرة قبل الاقتراع أنه "القوة السياسية الأولى في البلاد".

وأعلن وزير الداخلية، عبد الوافي لفتيت، تصدر حزب التجمع الوطني للأحرار نتائج الانتخابات التشريعية التي أقيمت أمس الأربعاء، بـ 97 مقعداً بعد فرز 96%، يليه  حزبا الأصالة والمعاصرة، بـ 82 مقعداً، والاستقلال بـ78 مقعداً.

استباق
بدورها أكدت صحيفة "العرب" اللندنية، أن حزب العدالة والتنمية الذي يرأس الحكومة، لا يريد الاعتراف بتراجع نتائجه في الانتخابات، واستبق الهزيمة ببيان عن "خروقات بالجملة منذ بداية الانتخابات"، في وقت تحدثت فيه تقارير متعددة عن تنظيم الانتخابات في كنف الهدوء وبمشاركة لافتة في الكثير من المناطق، وبحياد الإدارة الكامل، ما عكس التوتر الشديد الذي سيطر على الحزب بعد ظهور مؤشرات على انتكاسته المدوية.

ونقلت "العرب" عن عدد من الناخبين، ارتياحهم للمشاركة في الانتخابات، وأداء واجبهم بكل مسؤولية، مشيرين إلى "أنهم منحوا ثقتهم للمرشح الذي يرون فيه القدرة على تحمل المسؤولية وخدمة الصالح العام، والسهر على تحقيق انتظارات المواطن".

وعود منسية
من جهتهت نقلت صحيفة "الشرق الأوسط" عن وزارة الداخلية المغربية، أن فتح مكاتب التصويت مر في أجواء "عادية"، وكشفت أن نسبة المشاركة بلغت نسبة 36% حتى حدود الخامسة مساء، فيما توقعت مصادر للصحيفة قبل أيام أن تتجاوز نسبة المشاركة 40%.

وكانت التوقعات، قبل إعلان النتائج الأولية تشير إلى أن العدالة والتنمية الذي قاد الحكومة لولايتين متتاليتين سيجد صعوبة في الظفر بالرتبة الأولى، بسبب مشاكل تنظيمية داخلية عانى منها، وتأثر قاعدته الانتخابية المحافظة بالتطبيع مع إسرائيل، ومصادقة الحكومة التي يرأسها على قانون تقنين القنب الهندي، وأيضاً بسبب تنكره لوعوده الانتخابية، خاصة في مجال التشغيل.

وفي غياب استطلاعات الرأي، فإن الحزب كان يتوقع أن يحل في الرتبة الثالثة، بينما ستكون الرتبة الأولى محل تنافس بين أحزاب التجمع الوطني للأحرار الذي يقوده رجل الأعمال وزير الفلاحة والصيد البحري عزيز أخنوش، وحزب الأصالة والمعاصرة الذي يقوده المحامي عبد اللطيف وهبي، وأن يحل حزب الاستقلال رابعاً.

عدو نفسه
من جهته قال موقع "le360" المغربي، إن حزب العدالة والتنمية خسر الانتخابات بسبب قياداته، قبل أن يخسرها بسبب الأحزاب المنافسة، وأشار الموقع إلى أن الانقسامات داخل الحزب، كانت دليلاً حياً على أن الإسلاميين مستعدين "لأي شيء من أجل التشبث بالسلطة".

وأضاف الموقع "عن أسلوب العثماني في الحكم؟ قال وزير سابق، إنه من نوع من القادة الذي ينخرط في السجالات. خلال إدارة الأزمة الصحية، نتذكر حديثه عن عدم جدوى الأقنعة الواقية، وبعد أيام قليلة أصبحت إلزامية".

ويُذكر الموقع "بهفوات أخرى" للعثماني، الذي شغل في 2012 منصبه وزيراً للخارجية قضى فيه "أقصر فترة في تاريخ المملكة"، إضافة إلى "خرجته غير الموفقة حول العلاقات مع دولة إسرائيل، التي كادت تهدد الاتفاق التاريخي الذي وقعه المغرب والذي يتضمن اعتراف الولايات المتحدة بالصحراء المغربية"، أو "تغريدته الخرقاء عن المناورات العسكرية للأسد الأفريقي التي أدت إلى تعديل البرنامج الذي عملت الدبلوماسية المغربية والجيش على التفاوض عليه سراً مع البنتاغون".