وجاء مقتل شيبان في الوقت الذي مزق الحوثيون صوراً للمخلوع صالح نصبت في العاصمة قبيل فعالية دعا لها الأخير في ميدان السبعين في ذكرى تأسيس المؤتمر. وقال سكان في صنعاء إن عناصر الحوثي اعتلت العديد من المباني استعداداً لمواجهة مرتقبة مع الموالين لصالح، في أول تطور تشهد العاصمة اليمنية المحتلة.
صالح يتوعد
وعلى وقع تمزيق الصور، شن المخلوع هجوماً هو الأعنف من نوعه منذ سنوات ضد جماعة الحوثيين متهما إياها بالانقلاب على اتفاقات سياسية أبرمت بين الطرفين.
ونقلت قناة اليمن اليوم التابعة لصالح عنه قوله "اتفقنا على أن يعمل المجلس السياسي (الذي يتزعمه الحوثيون)، والحكومة طبقا للدستور والقوانين التي هي صنع الشعب وليست ملازم خاصة بي كنت أدرس بها في المؤتمر". وأضاف: "لن نقبل أن نكون موظفين مع من يدعي مواجهة التحالف"؛ في إشارة إلى الحوثيين.
واتهم صالح الحوثيين بنهب خزينة الدولة: "اتفقنا على أن تذهب الإيرادات رغم قلتها للخزينة العامة وعدم المساس بها لصرف الرواتب أولاً بأول نصف أو ربع راتب لكن لم يتم بسبب لجانكم الثورية، وهناك حكومة فوق حكومة الإنقاذ وهي المكتب التنفيذي للحوثيين".
الحوثيون يردون
ورد المتحدث باسم جماعة الحوثيين محمد عبدالسلام، فجر اليوم الاثنين، على خطاب صالح، معتبراً أنه تشويه بحق أنصار الله، وهي نتاج توجيهات مباشرة تصل من غرف عمليات العدوان (التحالف العربي الذي تقوده السعودية)، يندرج ضمن توزيع الأدوار فقط.
واتهم الحوثيون تحركات حزب صالح الأخيرة، بأنها إيعاز من دول التحالف التي تخوض مع القوات الحكومية الموالية للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي من جهة، حرباً ضد الحوثيين وقوات صالح من جهة أخرى، منذ مارس(آذار) 2015.
وقال موجهاً حديثه إلى صالح "هذا وحده كافٍ للدلالة على أن وقوفك ضد الشراكة خيار وقرار، وليس نتاج إشكالية قانونية أو دستورية".
وأضاف عبدالسلام، إن حزب المؤتمر، قضى على مفهوم الدولة، وحولها إلى ممتلكات حزبية، وهدد بفتح ملفات الفساد لصالح وقيادات حزبه.
ومنذ الأسبوع الماضي، بدأ التصعيد بين الطرفين مع اعتزام حزب صالح تنظيم مهرجان في 24 أغسطس(آب) الجاري، في صنعاء، وهو الأمر الذي أثار حفيظة الحوثيين الذين يحكمون قبضتهم على العاصمة اليمنية منذ العام 2014.
من يسبق الآخر بالانقلاب؟
لا شك أن كل طرف في صنعاء يسعى للإطاحة بالآخر، وتؤكد مصادر مقربة من صالح "أن الحوثيين كانوا يدركون أن صالح سوف ينقلب عليهم، الأمر الذي دفعهم إلى إقصاء قيادته من مناصب الجيش والأمن في صنعاء، ناهيك عن اعتراضهم بالقوة على تعيين قائد عسكري لقوات الحرس الجمهوري التي تدين بالولاء لصالح".
وعلى الرغم من التحالف المعلن بين صالح والحوثيين وبدعم وتمويل من إيران، إلا أن الخلافات بدأت بين الطرفين في وقت مبكر وخاصة في أعقاب سيطرة الجماعة الحوثية على مقاليد الأمور في صنعاء أواخر سبتمبر(أيلول) 2014.
وكشفت مصادر قريبة من صالح أنه كان أول الساعين للانقلاب على حكومة الرئيس هادي المنتخبة، واعتقد أن تحالفه مع الحوثيين مرحليا فقط، قبل أن يسعون إلى السيطرة على الحكم وإقصاء الموالين لصالح.
ويرى مراقبون يمنيون أن المواجهات بين الحوثيين وصالح المتوقع اندلاعها سوف تعجل بإنهاء الانقلاب والحرب.
في الـ8 من ديسمبر (كانون الأول) 2015، شكلت في العاصمة اليمنية صنعاء هيئة وطنية عسكرية تتكون من قيادات عسكرية موالية لصالح، كخطوة أولى للتحضير لانقلاب عسكري على حكم الرئيس هادي، والإطاحة به، وترك الحكم للمجلس العسكري الذي سيحل محل سلطة الرئاسة، إلا أن صالح اعتقد أن تحالفه مع الحوثيين سوف ينهكهم عسكرياً حتى يسهل عليه الانقضاض على الحكم وإبعادهم، وهو على ما يبدو ما تنبه له الحوثيون في وقت مبكر.
وقتل العديد من القيادات الموالية لصالح، فيما قام الأخير بقتل العديد من أبرز القيادات الحوثية في صنعاء، ومن الموالين لهم، لكن تلك التصفيات ظل الكثير منها بعيدا عن الاعلام.
ويرى الصحافي اليمني عبدالسلام الجلال "إن الصراع في صنعاء بات على أشده، وهناك مواجهة متوقعة بين الفريقين اللذين لم يتفقا مطلقا لولا الضغوط الإيرانية التي كانت تمارس على صالح والحوثيين للتهدئة".
وأكد الجلال في حديث ، أن "ما تشهده صنعاء يؤكد أن إيران فقدت السيطرة على حلفائه في صنعاء، الأمر الذي جعل المواجهة بين الطرفين مرتقبة في أقرب فرصة، فالحوثيون يسعون للهزيمة اتباع صالح ومواصلة حكم صنعاء، في حين يسعى صالح لإعادتهم إلى جبال مران".
وقال: "نخشى على سكان صنعاء من أن تطالهم المواجهات المرتقبة، فالحوثيون وصالح ارتكبوا جرائم في شتى مدن اليمن، كما نخشى على سكان صنعاء أن يطالهم صراع الجنون بين حلفاء إيران".
ولفت إلى أن الخلافات بين الانقلابيين مؤشر على قرب انهيار معسكرهم وبه تنتهي الحرب وتنتهي معاناة اليمنيين التي استمرت طويلاً.