مساع لإنقاذ "الاتفاق النووي"..

تقرير: "قمة مجلس التعاون".. دول الخليج تختار المصالحة والوحدة

لقطة من اجتماع القمة الخليجية - أرشيف

بشائر أحمد
محررة صحافية لدى صحيفة اليوم الثامن

حثت قمة دول الخليج العربية في السعودية إيران يوم الثلاثاء على اتخاذ خطوات ملموسة لتخفيف التوتر وجددت الدعوة لضم المنطقة إلى المحادثات التي تجري بين الدول الكبرى وطهران بهدف إنقاذ الاتفاق النووي المبرم بين الجانبين.

وقال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أمام التجمع السنوي لزعماء دول الخليج العربية قبل صدور البيان الختامي اليوم الثلاثاء إنه ينبغي التعامل مع البرامج النووية والصاروخية للخصم القديم إيران "بشكل جدي" وفعال، وذلك وسط جهود عالمية لإحياء الاتفاق النووي مع طهران.

وبدأت المحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة لإحياء الاتفاق النووي لعام 2015 في أبريل نيسان لكنها توقفت في يونيو حزيران بعد انتخاب الرئيس المتشدد إبراهيم رئيسي. وبعد توقف دام خمسة أشهر عاد فريق التفاوض الإيراني إلى فيينا بموقف متشدد.

وقال الأمير فيصل بن فرحان آل سعود وزير الخارجية السعودي في مؤتمر صحفي عقب القمة إن "الأخبار حتى الآن تدل على أن هناك بعض المماطلة، نتمنى أن يتحول هذا إلى تقدم في القريب العاجل".

وقال إنه على الرغم من تفضيل دول الخليج أن تكون جزءا من المحادثات فإنها ستكون "منفتحة على أي آلية" تعالج مخاوفها التي تشمل أيضا وكلاء إيران بالمنطقة.

وتتنافس السعودية وإيران على النفوذ في المنطقة والذي تجسد في الحرب الدائرة في اليمن وفي لبنان حيث أثار صعود نفوذ جماعة حزب الله المدعومة من إيران التوتر في علاقات بيروت مع دول الخليج.

وتتواصل الرياض وأبوظبي مع طهران لاحتواء التوتر في وقت تتزايد فيه حالة الغموض بالخليج بشأن دور الولايات المتحدة في المنطقة ومع تركيز الدول المنتجة للنفط على النمو الاقتصادي.

وقال الأمير فيصل إن المحادثات لم تشهد تغييرا حقيقيا على الأرض لكنه قال "إننا منفتحون ومستعدون".

وقال الرئيس الإيراني المتشدد إن من أولويات سياسته الخارجية تحسين العلاقات مع دول الخليج العربية المجاورة.

وقام ولي العهد السعودي بجولة في الخليج في إظهار للتضامن قبل القمة التي عقدت بعد نحو عام من إنهاء الرياض مقاطعة عربية لقطر استمرت ثلاثة أعوام ونصف العام.

واستأنفت السعودية ومصر العلاقات الدبلوماسية مع الدوحة لكن الإمارات والبحرين لم تفعلا ذلك بعد غير أن أبوظبي سعت لمد الجسور.

وكانت الدول الأربع التي شاركت في المقاطعة قد اتهمت قطر بدعم متشددين إسلاميين والتدخل في شؤون دول الخليج العربية المجاورة، ونفت الدوحة هذه الاتهامات.

وقال الأمين العام للمجلس نايف مبارك الحجرف في البيان الختامي للقمة إن قادة المجلس اتفقوا على "أهمية تضافر الجهود لتنسيق وتكامل السياسات الخارجية للدول الأعضاء وصولا لبلورة سياسة خارجية موحدة وفعالة تخدم تطلعات وطموحات شعوب دول الخليج وتحفظ مصالحها".

وأضاف الحجرف بأن قادة المنطقة الثرية بالنفط والغاز اتفقوا على "أهمية متابعة إنجاز أهداف الرؤى الاقتصادية لدول مجلس التعاون لتحقيق التنوع الاقتصادي وتعظيم الاستفادة من الإمكانيات الاقتصادية". كما أشار إلى الاتفاق على "تطوير تكامل شبكات الطرق والقطارات والاتصالات" بين دول المجلس وتنسيق الجهود لمكافحة "التغير المناخي والأوبئة والأمراض".