الأزمة الروسية الأوكرانية..
بريطانيا تؤيد استمرار الحرب وتحذر من التفاوض مع روسيا
الدول الصناعية السبع تعتزم حظر واردات الذهب الروسي لحرمان موسكو مما سماه بوريس جونسون "قلب آلة بوتين الحربية".
حذّر رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الأحد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من "أي محاولة" للتوصل إلى "حلّ تفاوضي" الآن في أوكرانيا سيؤدي إلى إطالة حالة "انعدام الاستقرار العالمي"، وفق ما أعلنت رئاسة الحكومة البريطانية.
يأتي ذلك في حين أعلنت دول مجموعة السبع التي تسعى لتكثيف الضغط على موسكو في اليوم الأول من قمتها الأحد، عزمها حظر واردات الذهب الروسي، المستبعد من أسواق لندن، المركز المالي المهم لتجارة المواد الأولية.
وقال المتحدث باسم الحكومة إن الزعيمين توافقا أثناء لقاء على هامش قمة مجموعة السبع في ألمانيا، على أن الوقت الحالي هو "لحظة حساسة في تطوّر النزاع وأنه من الممكن قلب مسار الحرب" مشيراً إلى أنهما اتفقا على "تعزيز" دعم كييف عسكرياً.
وأضاف أن "رئيس الوزراء أكد أن أي محاولة لتسوية النزاع الآن لن تؤدي إلا إلى تعزيز انعدام الاستقرار ومنح (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين الحق في التلاعب بالدول ذات السيادة والأسواق الدولية إلى الأبد".
وبخلاف إيمانويل ماكرون، يرفض جونسون اجراء حوار مع بوتين، ويصفه بـ"الديكتاتور"، منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في نهاية شباط/فبراير.
وفي مقابلة مع وسائل الإعلام البريطانية، قال جونسون إنه يتعين على الغربيين أن يجروا "مناقشات صريحة فعلاً" خلال قمة مجموعة السبع وفي قمة حلف شمال الأطلسي في مدريد، حول تداعيات الحرب والعقوبات بالنظر خاصة إلى التضخم، من أجل "حماية الوحدة" المعلنة حتى الآن وقال "في الواقع، سيصبح هناك نوع من الإجهاد لدى السكان والطبقات السياسية"، واعرب عن "قلقه" حيال هذا الموضوع.
ويلتقي قادة فرنسا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة وألمانيا وإيطاليا وكندا واليابان لمدة ثلاثة أيام في جبال الألب البافاريّة في المانيا لحضور القمّة السنويّة للدول الصناعيّة السبع الكبرى.
وكتب الرئيس الأميركي جو بايدن في تغريدة "ستعلن مجموعة السبع حظر الذهب الروسي، المصدر الرئيسي للتصدير، ما من شأنه أن يحرم روسيا من مليارات الدولارات".
وبانتظار قرار جماعي في ختام اعمال القمة الثلاثاء، أعلنت بريطانيا والولايات المتحدة وكندا واليابان حظر استيراد الذهب المستخرج حديثًا في روسيا وليس الذهب الذي تم الحصول عليه قبل فرض الحظر.
وقال جونسون الذي يلتقي بقادة الدول الصناعية الكبرى في ألمانيا لمدة ثلاثة أيام إن "هذه الإجراءات ستضرب بشكل مباشر أثرياء السلطة الروس وتستهدف قلب آلة بوتين الحربية".
وأضاف في بيان أن "بوتين يبدد موارده المتضائلة على هذه الحرب الهمجية وغير المجدية. إنه يغذي غروره على حساب الشعبين الأوكراني والروسي" داعياً حلفاءه إلى "تجفيف منابع تمويل نظام بوتين".
وبلغت صادرات روسيا احد اكبر منتجي المعدن الاصفر في العالم، حوالي 15 مليار يورو في 2021 ، أي ما يعادل 5 بالمئة من السوق العالمية، بحسب لندن وواشنطن.
وهذا المعدن الثمين هو ثاني منتج تصدره روسيا بعد الطاقة المستهدفة بالعقوبات، إذ أن الغربيين يحظرون بالفعل النفط الروسي ويسعون إلى تقليل اعتمادهم على الغاز الروسي.
ويهدف الاجراء إلى عزل روسيا عن النظام المالي الدولي وتجنب تمويل المجهود الحربي الروسي عبر دفع المليارات لموسكو من خلال الاستيراد.