القصة الكاملة لقتل زعيم قاعدة الجهاد..

الولايات المتحدة تعلن مقتل أيمن الظواهري والدول المتضررة من الإرهاب "ترحب"

خلف أيمن الظواهري، أسامة بن لادن، في زعامة تنظيم القاعدة الإرهابي بعد سنوات كان فيها عقل التنظيم المدبر وواضع استراتيجياته، لكن افتقاره إلى الشخصية المؤثرة ومنافسة تنظيم داعش الإرهابي للقاعدة أعاقا قدرته على شن هجمات كبيرة على الغرب".

ذهب الظواهري، الذي درس الجراحة ليكون أحد الأسماء المستعارة له الطبيب، إلى باكستان لدى إطلاق سراحه، ثم عمل في علاج الجرحى في أفغانستان الذين كانوا يقاتلون القوات السوفيتية

عدن

أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن الاثنين أن الولايات المتحدة قتلت زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري في كابول، مؤكدا بأن "العدالة تحققت" لعائلات ضحايا اعتداءات 11 أيلول/سبتمبر 2001، ورحبت السعودية والمجلس الانتقالي الجنوبي ومجلس القيادة الرئاسي بمقتل زعيم قاعدة الحها.

وقالت وكالة الصحافة الفرنسية (فرانس برس) إن قتل الظواهري يمثل أكبر ضربة يتعرّض لها تنظيم القاعدة منذ قتلت قوات أميركية خاصة أسامة بن لادن عام 2011، ويثير الشكوك بشأن مدى إيفاء حركة طالبان بتعهّدها عدم إيواء مجموعات مسلحة.

وخلف أيمن الظواهري، أسامة بن لادن، في زعامة تنظيم القاعدة الإرهابي بعد سنوات كان فيها عقل التنظيم المدبر وواضع استراتيجياته، لكن افتقاره إلى الشخصية المؤثرة ومنافسة تنظيم داعش الإرهابي للقاعدة أعاقا قدرته على شن هجمات كبيرة على الغرب.

وتعد العملية أول ضربة يتم الإعلان عنها تشنّها الولايات المتحدة على هدف في أفغانستان منذ سحبت واشنطن قواتها من البلاد في 31 آب/اغسطس العام الماضي، بعد ايام على عودة طالبان إلى السلطة.

وبينما دانت حركة طالبان الضربة التي نُفّذت بطائرة مسيّرة، إلا أنها لم تأت على ذكر أي ضحايا أو الظواهري.

وقال بايدن في خطاب متلفز إن "العدالة تحققت وتم القضاء على هذا الزعيم الإرهابي"، مضيفا أنه يأمل بأن يساعد مقتل الظواهري عائلات قتلى هجمات 11 أيلول/سبتمبر البالغ عددهم 3000 شخص على "طي الصفحة".

يُعتقد بأن الظواهري كان العقل المدبّر الذي أدار عمليات القاعدة، بما في ذلك اعتداءات 11 أيلول/سبتمبر، وطبيب بن لادن الشخصي.

وقال مسؤول رفيع المستوى في الإدارة الأميركية إن الظواهري كان على شرفة منزله في كابول عندما استهدف بصاروخين من طراز "هلفاير"، بعد شروق الشمس في 31 تموز/يوليو.

وأفاد المصدر "رصدنا الظواهري في مناسبات عدة ولفترات طويلة من الوقت على الشرفة حيث تم استهدافه في النهاية".

ويقع المنزل في شربور الذي يعد من أفخم أحياء كابول ويضم فيلات عدة يشغلها كبار المسؤولين والقياديين في طالبان.

ورحبت المملكة العربية السعودية كأحدى الدول العربية التي تضررت من الهجمات الإرهابية ترحيبها بعملية قتل أيمن الظواهري.

وذكرت وكالة الأنباء السعودية نقلا عن بيان لوزارة الخارجية أن المملكة ترحب بإعلان الرئيس الأمريكي جو بايدن مقتل زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري.

ونقلت الوكالة عن الوزارة القول "الظواهري.. يعد من قيادات الإرهاب التي تزعمت التخطيط والتنفيذ لعمليات إرهابية مقيتة في الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية".

من جانبه رحبت عدن بمقتل زعيم القاعدة أيمن الظواهري، حيث أعلن المجلس الانتقالي الجنوبي – على لسان المتحدث الرسمي علي الكثيري ترحيبه بالعملية الأمريكية التي أدت الى مقتل زعيم القاعدة أيمن الظواهري.

وقال الكثيري في – تصريح صحفي حصلت اليوم الثامن على نسخة منه – "من منطلق رفضنا للإرهاب وتنظيماته المتطرفة وما عاناه شعبنا الجنوبي جراء إجرام تلك التنظيمات خلال العقود الماضية نرحب بعملية قتل أيمن الظواهري، نرى بأن عملية مقتل أيمن الظواهري محل ترحيب لكل الشعوب الرافضة لهوس الإرهاب وجماعاته على امتداد العالم كله ومنها شعبنا الجنوبي الذي خاض ولا يزال يخوض حرباً ضد ذلك الهوس الدموي وتلك الجماعات المتطرفة".

وجدد الكثيري "التزام الجنوب بالعمل مع كل شركائه في المنطقة والعالم لمكافحة هذه الآفة المتمثلة في الارهاب وتنظيماته ورعاته وتأمين وطننا الجنوبي من العصابات الارهابية الدخيلة على مجتمعنا وثقافتنا ووسطية ديننا الإسلامي الحنيف".

ورحبت الحكومة اليمنية بإعلان الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن عن استهداف ومقتل زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري.

وقالت وزارة الخارجية في بيان تلقته وكالة الانباء اليمنية (سبأ) "لقد مثل – ومازال- تنظيم القاعدة الإرهابي تهديداً قويا لليمن وللعالم وتسبب هذا التنظيم بقيادة الإرهابي الظواهري في تنفيذ العديد من العمليات الإرهابية في اليمن التي استهدفت المدنيين وأجهزة ومنتسبي الحكومة، وتسببت بمقتل مئات الأبرياء.

وجددت الحكومة اليمنية التزامها بمكافحة الإرهاب، والعمل على زيادة التنسيق والتعاون الدولي وبما يخدم تعزيز المؤسسات الوطنية المعنية بمكافحة الإرهاب لاستئصال كافة التنظيمات الإرهابية والقضاء عليها وبما يخدم حماية المدنيين في اليمن وكافة أنحاء العالم.

مع بزوغ الفجر الأحد الماضي في كابول، حلقت طائرة مسيرة أميركية في العاصمة الأفغانية فيما أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة الإرهابي على شرفة منزله، وبقرار من الرئيس الأميركي جو بايدن وبعد عملية تعقب استمرت لسنوات، تم قتل الظواهري بصاروخين من نوع "هلفاير أر9 إكس فلاينغ جينسو"، والذي يطلق عليه اسم السلاح السري.

وتظهر عناصر العملية المختلفة أن الولايات المتحدة استخدمت سلاحاً لم يكن قد تم تأكيد وجوده حتى الآن، واسم الصاروخ مستوحى من أحد أنواع السكاكين، وهذه الصيغة المعدلة من الصاروخ الأميركي خالية من أي عبوة ناسفة، لكنها مجهزة بست شفرات تنبثق من الصاروخ لتقطيع الهدف من دون إحداث عصف.

وقال جو بايدن في كلمة له: "هذه المهمة أعدت بعناية وتأن. وكانت ناجحة".

وحول منزل الظواهري حيث تقيم زوجته وابنته وأحفاده أيضاً، آثار الضربة محدودة جدا مع عدم حدوث أي انفجار ووقوع أي قتلى آخرين على ما يبدو.

وقالت الولايات المتحدة إن هذا الهجوم أتى نتيجة عمليات رصد واستطلاع استمرت لسنوات، والضربة كانت من الجو فيما السماء صافية.

وكانت الاستخبارات الأميركية تبحث عن الظواهري منذ سنوات طويلة ولا سيما بعد مقتل أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة السابق عام 2011. وكان يعتقد أن الظواهري يختبئ في باكستان أو أفغانستان.

وقال مسؤول أميركي رفيع المستوى إن واشنطن رصدت في عام 2022 عائلة الظواهري في منزل بالعاصمة الأفغانية التي انسحبت منها القوات الأميركية في أغسطس الماضي مع هيمنة حركة طالبان على السلطة هناك.

وأكدت معلومات استخبارية في الأشهر التالية وجود أيمن الظواهري شخصياً في هذا المكان. ودرس الأميركيون هيكلية المنزل والمخاطر التي قد تلحق بالمدنيين وطريقة عيشه. وتبين لهم أنه لا يغادر المنزل بتاتاً.

وخلال التحضيرات للعملية، كان حفنة من المسؤولين الأميركيين فقط على علم بها، وفي الأول من يوليو تم عرض مخطط العملية على الرئيس الأميركي في قاعة "سيتويشن روم" التي تخضع لإجراءات أمنية مشددة في البيت الأبيض من حيث تابع الرئيس السابق باراك أوباما في صورة باتت شهيرة جدا، بشكل مباشر الهجوم على بن لادن عام 2011 وإلى جانبه نائبه في ذلك الحين جو بايدن.. وبعد هذا العرض، قُدم للرئيس بايدن مجسم لهذا المنزل.

في 25 يوليو (تموز) المنصرم جمع بايدن مستشاريه الرئيسيين وسعى إلى معرفة المزيد عن هندسة الغرف وراء باب الطابق الثالث ونافذته، وأخذ رأي الجميع ثم سمح بضربة جوية عالية الدقة على ما أوضح المسؤول الأميركي الكبير الذي طلب عدم الكشف عن هويته.

وصباح الأحد عند الساعة 06,18 في كابول كانت الحرارة حوالى 17 درجة مئوية والشمس قد بزغت منذ ساعة تقريبا عندما استفاق زعيم تنظيم القاعدة.

وروى المسؤول الأميركي الكبير: "نفذت الضربة في نهاية المطاف بطائرة من دون طيار. وأطلق صاروخان من طراز هلفاير على أيمن الظواهري الذي قتل في الشرفة".

وأكدت واشنطن أن العملية لم تتطلب أي انتشار عسكري أميركي على الأرض في كابول.

وفي السنوات التي أعقبت مقتل بن لادن في عام 2011، قتلت الضربات الجوية الأميركية عددا من نواب الظواهري ، مما أضعف قدرته على التنسيق على الصعيد العالمي.

كانت المرة الأولى التي سمع فيها العالم عن الظواهري عندما وقف في قفص بقاعة المحكمة بعد اغتيال الرئيس المصري أنور السادات عام 1981. وقضى الظواهري حكماً بالسجن ثلاث سنوات بتهمة حيازة سلاح، لكنه بُرئ من التهم الرئيسية.

ذهب الظواهري، الذي درس الجراحة ليكون أحد الأسماء المستعارة له الطبيب، إلى باكستان لدى إطلاق سراحه، ثم عمل في علاج الجرحى في أفغانستان الذين كانوا يقاتلون القوات السوفيتية. وتعرف خلال تلك الفترة على بن لادن.

وفي عام 1999 حكمت محكمة عسكرية مصرية غيابياً على الظواهري بالإعدام.

وتولى الظواهري قيادة تنظيم القاعدة الإرهابي في عام 2011 بعد أن قتلت قوات من البحرية الأميركية بن لادن في مخبئه بباكستان، وعلى المستوى العملي تورط الظواهري في بعض من أكبر عمليات القاعدة، إذ ساعد في تنظيم هجمات عام 2001، عندما استُخدمت طائرات خطفها تنظيم القاعدة الإرهابي لقتل ثلاثة آلاف شخص في الولايات المتحدة، وواجه اتهامات بالضلوع في تفجير سفارتي الولايات المتحدة في كينيا وتنزانيا عام 1998. ورصد مكتب التحقيقات الاتحادي (إف.بي.آي) 25 مليون دولار مكافأة لمن يدلي بمعلومات تقود إليه.

وقد ولد الظواهري عام 1951 لعائلة بارزة في العاصمة المصرية، ونشأ في ضاحية المعادي الراقية بالقاهرة - وهو مكان يفضله الرعايا من الدول الغربية - وهو نجل أستاذ لعلم العقاقير، ووصفه الأشخاص الذين درسوا معه في كلية الطب جامعة القاهرة في السبعينيات بأنه كان شابا مفعما بالحيوية يذهب إلى السينما ويستمع إلى الموسيقى ويمزح مع الأصدقاء.

وقال طبيب درس مع الظواهري ورفض الكشف عن اسمه: "عندما خرج من السجن كان شخصا مختلفا تماما".