خاطرة..

فلسطين

كان من خطايا "اتّفاق أوسلو" تصغير حجم القضية الفلسطينية في مجال العمل السياسي وحصرها بمفاوضات بين إسرائيل و"سلطة فلسطينية" لا حول ولا قوّة لها، سيكون كذلك من الخطأ الاستمرار في تحجيم عمل المقاومة الفلسطينية ضدّ الاحتلال بحصره على جبهة غزّة فقط.

فلسطين

د. صبحي غندور
مدير "مركز الحوار العربي" في واشنطن
غزة

يجري في العقود الثلاثة الماضية، منذ إتفاق أوسلو، تحريف لمسار النضال الفلسطيني، وتقسيم للشعب الفلسطيني، وتقزيم لقضية كانت رمزًا لصراع عربي/صهيوني على مدار قرنٍ، فجرى مسخها لتكون صراعاً بين إسرائيل والفلسطينيين ثمً بين إسرائيل وقطاع غزّة ثمّ بين إسرائيل وفصيل فلسطيني في غزّة...

وتستمر المراهنة على التفاوض فقط بين سلطة فلسطينية في الضفة الغربية وبين الدولة الإسرائيلية التي رفضت الاعتراف حتّى بأنّها دولة محتلّة، كما رفضت وترفض إعلان حدودها النهائية!.

لكنّ استمرار المواجهات الشعبية والعسكرية الفلسطينية ضد دولة الاحتلال، في أكثر من مكان ومحطة زمنية، يؤكد مدى فشل إسرائيل في تركيع الشعب الفلسطيني أو في القضاء على روح وحال المقاومة لديه، كما تثبت هذه المواجهات ضحالة التفكير الإسرائيلي المدعوم من إدارات أميركية بأنّ لا حاجة لحلٍّ عادلٍ للقضية الفلسطينية من أجل إقامة "شرق أوسطي جديد" يقوم على تطبيع العلاقات بين إسرائيل والحكومات العربية!.

وتستفيد إسرائيل طبعاً من الموقف الأميركي الذي يعتبر كلّ عدوانٍ لها على غزّة بأنّه "دفاع عن النفس"!!. فإدارة الرئيس بايدن مصابة بداء كل الإدارات الأميركية السابقة، التي تقف دائماً مع المعتدي الإسرائيلي ضدّ الضحيّة الفلسطيني، وتبرّر الأعمال العدوانية الإسرائيلية بحجّة الدفاع عن النفس!.

وكما كان من خطايا "اتّفاق أوسلو" تصغير حجم القضية الفلسطينية في مجال العمل السياسي وحصرها بمفاوضات بين إسرائيل و"سلطة فلسطينية" لا حول ولا قوّة لها، سيكون كذلك من الخطأ الاستمرار في تحجيم عمل المقاومة الفلسطينية ضدّ الاحتلال بحصره على جبهة غزّة فقط.

فلو تتحقّق فعلاً وحدة القيادة الفلسطينية ووحدة برنامج العمل على مستوى كل المنظّمات الفلسطينية الفاعلة داخل الأراضي المحتلّة وخارجها، لتكامل عندئذٍ أسلوب العمل السياسي ومسار التفاوض، مع أسلوب المقاومة الشعبية الشاملة في كلّ المناطق الفلسطينية، ومع أسلوب المقاومة المسلّحة حينما يضطرّ الأمر إلى ذلك.