صحيفة أردنية تسلط الضوء على الجنوب العربي..

المجلس الانتقالي الجنوبي.. الموقف من الأزمة اليمنية والتطبيع مع اسرائيل

"كشف المجلس الانتقالي الجنوبي عن موقفه من القضية الفلسطينية والتطبيع مع إسرائيل، من خلال التأكيد على ان موقف الجنوب، ينطلق من الموقف العربي بشكل عام تجاه مختلف القضايا"

هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي تعقد اجتماعها الدوري برئاسة الجعدي - الموقع الرسمي

سلمان صالح
مراسل ومحرر متعاون مع صحيفة اليوم الثامن
عدن

أكد المجلس الانتقالي الجنوبي أن قضية شعب الجنوب أصبحت مدخلا مهما لمعالجة الازمة في المنطقة واليمن، وذلك على هاش اجتماع عقدته هيئة الرئاسة برئاسة الأستاذ فضل محمد الجعدي نائب الأمين العام للأمانة العامة، الذي سلط الضوء على قضية استقلال الجنوب العربي من بوابة الصحافة الأردنية.

وفي الاجتماع قدم نائب رئيس الإدارة للشؤون الخارجية أنيس الشرفي، حول الأحداث والمستجدات الخارجية ذات الصلة بالشأن الجنوبي، وفي مقدمتها الحراك السياسي والدبلوماسي، في عدد من دول الإقليم والعالم، لتمديد الهدنة الأممية، كمنطلق لتسوية سياسية لإحلال السلام، وفي هذا الشأن جددت الهيئة تأكيدها على ما طرحه الرئيس الزُبيدي خلال لقاءاته مع سفراء الدول الراعية للعملية السياسية في بلادنا بضرورة أن تستوعب العملية الواقع الموجود على الأرض، وتعالج الجذور الحقيقية للأزمة وفي مقدمتها حل قضية الجنوب، بما يلبي طموحات شعبه وحقه في تقرير مصيره.

وتطرق الاجتماع، إلى مشكلة استمرار توافد اللاجئين غير الشرعيين من القرن الأفريقي عبر زوارق التهريب إلى العاصمة عدن، داعية في هذا الشأن المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، والمنظمات الدولية الأخرى المعنية، لتنسيق الجهود مع السلطة المحلية، للقيام بدورها في تسجيل اللاجئين وتحويلهم إلى مخيمات الإيواء وفقا للإجراءات المُتبعة دوليا.

وعسكريا، حيّت هيئة الرئاسة البطولات العظيمة التي تجترحها القوات المسلحة الجنوبية في مواجهة التنظيمات الإرهابية، في مختلف مناطق الجنوب، مترحمة على أرواح الشهداء الذين قدموا أرواحهم رخيصة في سبيل وتثبيت الأمن والاستقرار في بلادنا، وداعية في الوقت ذاته المواطنين إلى التكاتف مع القوات المُسلحة والأمن لاستئصال التنظيمات الإرهابية من جذورها.

وناقش الاجتماع جُملة من المواضيع والقضايا ذات الصلة بعمل هيئات المجلس، واتخذ ما يلزم بشأنها.

من ناحية أخرى، أجرت صحيفة الدستور الأردنية مقابلة صحفية مع مساعد الأمين العام للمجلس الانتقالي الجنوبي، فضل الجعدي " اليمن الديمقراطي بعد الاستقلال عام 1967 عمل على التعبئة الشعبية والطلاب والقوات المسلحة والأمن وكل الجماهير على حب القومية العربية والوحدة اليمنية.

وقال مدير تحرير الدستور عمر المحارمة الذي زار العاصمة عدن إن اليمن الجنوبية، قبل عام 1990 كانت جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، اليوم يوجد ردة عن استخدام اسم اليمن، فيمكن ملاحظة كلمة الجنوب العربي، أصبح هناك ردة فعل لسبب ما حدث منذ عام 1990.

يسأل المحارمة، فضل الجعدي "نشعر بأن هذا المصطلح تقومون بحذفه من حياتكم السياسية، فما الذي أوصلكم إلى ذلك؟

أجاب الجعدي "اليمن الديمقراطي بعد الاستقلال الوطني في 30 نوفمبر 1967 عمل على التعبئة الشعبية والطلاب والقوات المسلحة والأمن وكل الجماهير على حب القومية العربية والوحدة اليمنية، فتحولت الوحدة اليمنية إلى عقيدة بالنسبة لليمن الديمقراطية وأبناء اليمن الديمقراطية، ولكن بعد حرب 1994 أو بعد الوحدة، ونتيجة لتصرفات وسياسات اعتبرها ابناء الجنوب اقصاء لهم بدأت القوى السياسية والشباب المتحمس بالتململ وشكلت منظمة تاج ومنظمة موج ومنظمة حتم، وحتم كانت عسكرية برئاسة القائد عيدروس الزبيدي، وكثير من المسميات إلى أن أتى الحراك الشعبي في عام "2006.

وحول تقبل فكرة "فك الارتباط" إقليميا ودوليا، قال الجعدي :"فك الارتباط هو المصطلح الأقرب إلى الواقع، فك الارتباط واستعادة الدولة الجنوبية، هذا هو المصطلح الواقع لقضيتنا اليوم، لأن الانفصال هو انفصال جزئي من الكل، أما نحن فنستعيد دولتنا، ودولتنا كانت موجودة ومعترفا بها في الأمم المتحدة والجامعة العربية، والمجتمع الدولي بدأ يتفهم لقضيتنا، لأننا كنا موجودين على طاولة واحدة سواء في الجامعة العربية أو في الأمم المتحدة، وبالمناسبة مقعد الأمم المتحدة هو مقعد اليمن الديمقراطية، فنحن واثقون بأننا سنؤثر في العقل السياسي العالمي والعربي، لأن قضيتنا قضية حق ولانها ارادة شعب بأكمله تكاد لا تجد فيه اليوم من يدافع عن الوحدة".

* الدستور: لكن ليس لديكم تعهدات أو ضمانات بالاعتراف بدولة في الجنوب في حال إعلان فك الارتباط وإعلانها دولة مستقلة كما كان قبل 1990؟

- الجعدي: سيأتي هذا في حين آخر، تقرير المصير حق مطلق لكل الشعوب، والعالم بما فيه الاشقاء العرب لا بد ان يحترموا ارادة شعب الجنوب الذي يتطلع للحرية والعودة لدولته المستقلة.

وفي معرض رده على سؤال صحيفة الدستور حول  هناك تباينات، فهو ليس مكونا سياسيا أو تيارا فكريا واحدا، هناك وحدويون وإن كان التوجه في الشارع عارم تجاه العودة لما قبل 1990، كيف تتعاملون مع تباينات التيارات الجنوبية؟، قال الجعدي "إن التباينات الجنوبية محدودة جداً، ومعظم المؤسسات السياسية سواء كانت أحزابا أو منظمات حراكية أو غيرها هي بالمجمل متواجدة داخل إطار المجلس الانتقالي الجنوبي، فأنا أتحدث كنائب رئيس اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني وان كنت دخلت للمجلس الانتقالي بصفتي الشخصية، بصفتي محافظ الضالع، لكن القاعدة الشعبية للأحزاب والمكونات السياسية الأخرى جميعها متواجدة في إطار المجلس الانتقالي، وهناك لا اقول التفافا كبيرا بل اجماع على المجلس الانتقالي، كانت هناك بعض الشخصيات تتمسك بموقفها لاسباب شخصية، لكن ليس لها امتداد شعبي وآخر المكونات التي أعلنت تمسكها بالمجلس الانتقال كان الحراك السلمي الجنوبي".

وحول هوية الدولة الجنوبية المستقبلية، هل ستعود دولة اشتراكية كما كانت قبل 1990، هل ستكون بالفعل دولة ديمقراطية مفتوحة للتعددية الفكرية، وماذا سيكون موقفها من دولة اليمن؟ أجاب الجعدي :"هذه الإسطوانة التي يعبث بها أعداء وخصوم الدولة الجنوبية، أن الدولة الاشتراكية ستأتي، وأنا أقول بأن الماضي لا يمكن أن يعود، أنا اشتراكي ولكن الماضي لا يمكن أن يعود إلا بشكل جديد ومتجدد، إذا كان يتوافق مع الواقع، وبالتالي الثقافة منفتحة على بعضها في دولة الجنوب، ونحن نمضي في إطار الدولة الفيدرالية، الدولة الفيدرالية الواحدة على مستوى الجنوب كله، والدولة الشمولية التي كانت سابقاً من الصعب عودتها اليوم.

وأضاف :"نتمنى أن تقوم الدولة في اليمن وان تحقق الرفاه والازدهار وان تربطنا معها علاقات الاخوة والتعاون وحسن الجوار".

وحول بقاء الاذرع الإيرانية تحكم اليمن الشمالية، أكد الجعدي بان الجنوب ليس من يحدد من يحكم الجنوب، موضحا أن اليمنيين هم من يحدد الحاكم، وبالتالي من يحكم اليمن إن كان الحوثي أو غيره إذا وجدت العلاقة الطيبة وحسن الجوار فنحن نؤيد حسن الجوار مع أي دولة".

وحول مواقف الجنوب من القضايا الإقليمية وإسرائيل، قال الجعدي :"موقفنا سيكون عربيا ولن نخرج عن الطوق العربي، لكن علينا الاعتراف ان الزخم الذي كانت تحظى فيه هذه القضية خلال القرن العشرين لا يتكرر اليوم، لأن الوضع اختلف، والمواقف العربية أيضاً تغيرت، وبالتالي مصلحة الجنوب هي جزء من مصلحة المجتمع العربي، فما يؤمن به العرب لا بد أن نؤمن به".

وبشأن القضية الفلسطينية، أكد مساعد أمين عام المجلس الانتقالي الجنوبي :"حل المشكلة الفلسطينية بشكل عام هي إقامة دولتين كما أعتقد، والقدس يجب أن تكون عربية، ونحن مع وصاية المملكة الأردنية الهاشمية في الإشراف على القدس الشريف، وبقاء هذه الوصاية".