"كلمة السر في حركة حماس"..

السعودية.. وخطيئة الاعتماد على إخوان اليمن في مواجهة الأذرع الإيرانية

لم يقف الاخوان عند تسليم صنعاء، فبعد ان قدموا انفسهم انهم حلفاء للسعودية، سلموا مناطق واسلحة للحوثيين ثمن صفقات متبادلة، فجبهة نهم شرق صنعاء، سلم الاخوان المنطقة بالإضافة الى عتاد سبعة الوية عسكرية معززة بتسليح ضخم قدمته السعودية.

القياديان في إخوان اليمن علي محسن الأحمر ومحمد المقدشي بالاضافة الى زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي - أرشيف

ماريا هاشم
ناشطة إعلامية وسياسية جنوبية - تكتب باسم مستعار لأسباب خاصة بها -
صنعاء

وجدت المملكة العربية السعودية التي قادت تحالفا عربيا لمحاربة التدخلات الإيرانية، نفسها امام كومة من الأخطاء المتكررة في إدارة الحرب ضد الحوثيين، وذلك في اعقاب الاعتماد على تنظيم إخوان اليمن، المتحالف مع طهران والدوحة والذي يعمل وفق اجندة التنظيم الدولي المناهض لدول الخليج العربي.

ثماني سنوات كانت كافية لادراك خطئة الاعتماد على إخوان اليمن، في هزيمة الحوثيين، خاصة وان الاذرع القطرية، كانت قد ساهمت بشكل فاعل في ادخال الأذرع الإيرانية إلى صنعاء في فبراير شباط من العام 2011م، حين تزعم التنظيم اليمن الانتفاضة الشعبية ضد نظام الرئيس علي عبدالله صالح.

يتزعم إخوان اليمن قيادات إخوانية تنتمي إلى الزيدية اليمنية، فالتنظيم الذي يقول إنه سني أو هكذا يقدم نفسه، تقوده قيادات زيدية أبرزهم اسرة المؤسس عبدالله بن حسين الأحمر، بالإضافة الى الجنرال العجوز علي محسن الأحمر، الذي هرب في الـ21 من سبتمبر أيلول 2014م، لحظة دخول الحوثيين صنعاء، دون ان يمنعهم من اسقاط العاصمة اليمنية، قبل ان يخرج وزير الداخلية الإخواني عبده الترب لدعوة الأجهزة الأمنية بتسليم العاصمة اليمنية للحوثيين.

وتكرر مشهد تسليم أسلحة التحالف العربي والمدن في الجوف والبيضاء وصولا الى بيحان في أواخر العام قبل الماضي.

يقول الكاتب المتخصص في الشأن اليمني، خير الله خير الله "إنه من يستعرض، وإن سريعاً، كيف تحرّك الحوثيون في اليمن منذ الانقلاب الذي نفذه "الإخوان المسلمون" على علي عبدالله صالح في العام 2011، يكتشف أنّ هؤلاء استغلوا دائماً كل الفرص التي اتيحت لهم أفضل إستغلال وصولاً إلى وضع اليد على صنعاء في 21  أيلول (سبتمبر) 2014. حدث ذلك بفضل الرئيس السابق عبد ربّه منصور هادي، وهو رجل ساذج لا علاقة له بالسياسة من قريب أو بعيد.

وأكد الكاتب أن كلّ ما قام به الحوثيون، كان "الإخوان المسلمون" حليفهم الأوّل من تحت الطاولة أو من فوقها. ليس سرّاً أنّه كان لدى "الإخوان"، في العام 2014، عشرات آلاف المقاتلين في صنعاء. لماذا لم يواجهوا الحوثيين في العاصمة اليمنيّة وفضلوا الانسحاب منها وقتذاك؟ قد يفسّر ذلك كلام لقيادي إخواني يمني قال إنّنا لسنا "بوفاس"، وهو مرهم هندي يستخدمه اليمنيون في معالجة كلّ أنواع الآلام التي تصيب الجسد".

وأضاف "لم تكن "الجمهوريّة الإسلاميّة" في إيران بعيدة يوماً من التحالفات التي أقامها الحوثيون. يدلّ إلى ذلك وجود "حماس" في صنعاء. لا تمرّ مناسبة مهمّة إلّا ويكون ممثل "حماس" حاضراً. يشغل ممثل "حماس"، الذي يعتبره الحوثيون "سفير فلسطين"، المنزل الذي كان يقيم فيه ياسر عرفات، الزعيم التاريخي للشعب الفلسطيني، في أثناء زياراته لليمن. واضح أنّ لحضور ممثل "حماس" معنى خاصاً. إنّه يؤكد عمق العلاقة بين "جماعة أنصار الله" من جهة و"الإخوان المسلمين" من جهة أخرى". 

وربط الكاتب علاقة إيران بالإخوان المسلمين ودورهم في ارباك الريا ض وربما دفعها الى توقيع اتفاقية غير محسوبة العواقب مع طهران التي تتمس بأذرعها إلى اقصى درجة وتسعى الى ان تمنحهم جزء كبير من موارد الجنوب.

قال خير الله "كان الكلام المتداول، مباشرة بعد توقيع البيان السعودي – الصيني – الإيراني في بيجينغ في السادس من آذار (مارس) الجاري، على أنّ الاهتمام سيكون في البداية على اليمن".

وتساءل "هذا الملفّ يهمّ الرياض قبل أي ملفّ آخر. كلّ ما يمكن قوله، في ضوء التصعيد الحوثي، إنّ هذا الملفّ شائك إلى أبعد حدود وإنّ "الجمهوريّة الإسلاميّة"، على خلاف ما كان سائداً، غير مستعدة لتقديم تنازلات في اليمن. تريد فرض شروطها في أي تسويّة يمكن التوصل اليها مستقبلاً.

وقال " في الحسابات الإيرانية، تمثّل المناطق اليمنية التي تسيطر عليها "جماعة أنصار الله" كياناً مستقلّاً تحت سيطرة "الجمهوريّة الإسلاميّة" لا مجال للتخلي عنه. لا يشبه الكيان الحوثي في اليمن سوى الكيان الذي أقامته "حماس" في قطاع غزّة، منذ منتصف العام 2007، وهو كيان يشكل قاسماً مشتركاً بين "الحرس الثوري" الإيراني والتنظيم الدولي لـ"الإخوان المسلمين".

وبالعودة إلى دور الإخوان في خدمة الحوثيين يؤكد الكاتب "أساس كلّ ما يجري في اليمن اليوم الانقلاب الذي نفّذه الاخوان المسلمون في شباط – فبراير 2011 على علي عبدالله صالح. كان مخططهم يستهدف اخذ مكان الرئيس اليمني وقتذاك. انتهى بهم الامر ان اصبحوا أداة لدى الحوثيين الذين هم بدورهم أداة ايرانيّة".

وأضاف الكاتب "في كلّ ما فعلته "الشرعيّة" منذ خلف عبدربّه منصور علي عبدالله صالح في موقع رئيس الجمهوريّة، قدّمت هذه "الشرعيّة" خدمات الى الحوثيين والى المشروع الإيراني. من يراقب في الوقت الحاضر ما يدور في مدينة مأرب وحولها، يتساءل بكل بساطة: ما الصفقة التي يسعى اليها الاخوان المسلمون مع "انصار الله"، أي مع الحوثيين؟ هل هناك نيّة لتفاهم بين الجانبين على اقتسام اليمن في مرحلة ما بعد سقوط مدينة مأرب، وهو سقوط سيعني اكتمال الأسس التي تؤمن وجود كيان حوثي قابل للحياة في اليمن. لن يكون مثل هذا الكيان سوى قاعدة ايرانيّة تستخدم في ابتزاز دول الخليج العربي في مقدّمها المملكة العربيّة السعوديّة".