تعزيز حضورقضية شعب الجنوب..

الحوار الوطني الجنوبي.. "المجلس الانتقالي" يتولى مهمة ترتيب الوضع في الجنوب

عمقت الحرب التي شنتها جماعة الحوثي الموالية لايران في مارس 2015، من الظلم والقهر والاجرام بحق شعب الجنوب، ولكنها ادت لنتائج واقعية جعلت من الجنوب ومحافظاته منطقة جغرافية محررة، وهي الرقعة الجغرافية المعترف بها دوليا حتى العام 1990 كدولة مستقلة «دولة اليمن الجنوبي - جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية».

حوار جنوبي وطني

عدن

يتواصل الزخم السياسي في الجنوب، ترقبا لانعقاد اللقاء التشاوري الذي سيعقد في الرابع من مايو الجاري، في خطوة يعول عليها الجنوبيون كثيرا لتوطيد الاصطفاف الوطني.

ففي هذا الإطار، أشادت قيادة الهبة الحضرمية الثانية، ولجنة تنفيذ مخرجات لقاء حضرموت العام، حرو، بقرار عقد اللقاء التشاوري الجنوبي، ووصفته بأنه خطوة تاريخية حضارية نحو بناء الدولة الجنوبية الفيدرالية المستقلة.

وأكدتا في بيان، مساء  الاثنين، أن اللقاء المقرر 4 مايو الجاري، يضمن مشاركة حقيقية لجميع أبناء الجنوب في بناء وطنهم واتخاذ القرارات المصيرية، كما أعلنتا المشاركة في اللقاء حرصا على مصلحة حضرموت والجنوب.

ونبهتا لدور اللقاء في بلورة الأفكار والرؤى والاتفاق على الميثاق الوطني الجنوبي كأساس متين للشراكة الجنوبية المستقبلية وبناء الدولة الجنوبية الفيدرالية القادمة التي يكون فيها لحضرموت إقليم مستقل ومكانتها ودورها الريادي البارز سياسيا واقتصاديا.

وأوضح البيان إن الحوار الجنوبي يمثل أهمية بالغة لتسوية التباينات وهو فرصة لتقريب وجهات النظر، مؤكدة أن أبناء حضرموت قد حسموا أمرهم بتحرير ما تبقى من أرضهم وإدارة شؤونهم العسكرية والأمنية والإدارية والمشاركة في بناء الدولة الجنوبية القادمة.

الحضور الحضرمي في اللقاء التشاوري أمرٌ يركز عليه الجنوبيون بشكل كبير، وذلك باعتبار أنّ حضرموت واحدة من أكثر من المناطق التي تعرضت للاستهداف من قِبل قوى الشر والإرهاب التي سعت للمساس بالتلاحم الوطني في الجنوب.

لكن حضرموت بعثت بإشارات إيجابية جداً بأنها ستكون جزءا رئيسيا في هذا المسار الوطني لا سيما أنّ هناك مكونات مشبوهة حاولت الإدعاء بأن حضرموت خرجت عن الاصطفاف الوطني الجنوبي.

الموقف الحضرمي الداعم للقاء التشاوري وما سينبثق عنه هو رسالة تأكيد على أنّ حضرموت ستظل جزءا من المشروع الوطني الجنوبي العام الذي يستهدف استعادة الدولة بشكل كامل.

وتبنى المجلس الانتقالي الجنوبي مهمة جديدة من مهماته الوطنية الجنوبية، التي يعمل بها وعبرها لترتيب الوضع في الجنوب وارساء مداميك الدولة الجنوبية استعدادا للاستحقاقات الجنوبية باعتراف اقليمي ودولي.

ويعمل المجلس الانتقالي وفق رؤيته وخطته المرسومة سلفا منذ تأسيسة التي تتوائم مع واجباته الوطنية الجنوبية داخليا، لتحقيق هدف شعب الجنوب، وكذا تتوائم مع الظروف والتطورات الاقليمية والدولية، خاصة بعد اكثر من 8 سنوات حرب شعواء خاضها شعب الجنوب ضد مليشيا الحوثي وجماعات الارهاب، رغم انه شعب يعيش حربا شنتها عليه قوى اليمن الشمالي منذ العام 1994 عندما تم انهاء الوحدة اليمنية وغزو الجنوب واحتلاله بالقوة العسكرية في 7 يوليو عام 1994م.

جهود المجلس الانتقالي برئاسة القائد الجنوبي عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي تأتي بعد عمل دؤوب داخليا وخارجيا، منذ حسم الشعب الجنوبي وقواته للمعركة العسكرية ضد الغزو الحوثي الموالي لايران، وتحقيق تقدم كبير في مكافحة الجماعات الارهابية، منذ بداية الحرب والغزو الحوثي التي تم شنها في مارس من العام 2015.

حوار جنوبي وطني

يشهد الجنوب في الـ4 مايو حوارا وطنيا جنوبيا تشترك فيه كل قوى ومكونات الجنوب، لأجل لملمة الصفوف وتعزيز حضور القضية الجنوبية التي يحملها المجلس الانتقالي الجنوبي منذ تأسيسه ويعتبر الممثل الوطني والشعبي والثوري لها.

ويشارك في الحوار الجنوبب الوطني كل ما تبقى من القوى الجنوبية التي يتوحد مشروعها مع مشروع شعب الجنوب وقواه الحراكية الثورية المطالبة بحرية واستقلال دولة الجنوب كاملة السيادة، وكذا القوى المتحفظة او التي لديها تباين في عدد من الامور والملاحظات.

ويرعى المجلس الانتقالي الحوار الجنوبي لمختلف القوى الجنوبية التي تشارك في هذا الحوار لرسم خارطة طريق موحدة للجنوب وقواه ومكوناته، من اجل انتزاع ونيل استحقاقات الجنوب الوطنية التي تجسد الحق الجنوبي وتعيد الامور لنصابها، بعد تغييب الجنوب وشعبه وقضيته منذ فشل مشروع الوحدة اليمنية وتحولها لاحتلال يمني شمالي لدولة الجنوب بحدودها المعروفة حتى العام 1990 والممتدة من سقطرى والمهرة وحتى جزيرة ميون في باب المندب.

ويعد هذا الحوار استكمالا للرؤية التي وضعها المجلس الانتقالي عند تأسيسه بقيادة الرئيس القائد عيدروس الزبيدي، واحباط مشاريع ومخططات المتآمرين من اعداء الجنوب واعوانهم الذين عملوا طويلا على استهداف الجنوب وتزوير ارادته وتجييرها لرغباتهم في ابقاء الجنوب ملحقا بمشاريعهم النهبوية والتدميرية والمستهدفة لشعب الجنوب ارضا وانسانا حاضرا ومستقبلا.

نتائج واقعية لـ “حرب 8 سنوات”

انتجت الحرب التي شنتها قوى الشمال ممثلة بجماعة الحوثي ومعها حزب المؤتمر الشعبي العام منذ العام 2015، واقعا حقيقيا اعاد للجنوب حقه في سيطرة ابناءه على ارضهم، وطرد تلك القوات التي جثمت على ارض محافظات الجنوب منذ الحرب الاولى عام 1994 بعد فشل الوحدة اليمنية التي تمت بشكل مستعجل وجزافي في 22 مايو 1994 والتي كانت سببا في انتاج كل المآسي والظلم وانتهاك حقوق الانسان بسبب ما تلاها من حرب عام 94.

عمقت الحرب التي شنتها جماعة الحوثي الموالية لايران في مارس 2015، من الظلم والقهر والاجرام بحق شعب الجنوب، ولكنها ادت لنتائج واقعية جعلت من الجنوب ومحافظاته منطقة جغرافية محررة، وهي الرقعة الجغرافية المعترف بها دوليا حتى العام 1990 كدولة مستقلة «دولة اليمن الجنوبي - جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية».

لا سلام بدون شعب الجنوب

اصبح شعب الجنوب اليوم تحت إطار المجلس الانتقالي الجنوبي شعبا قويا سياسيا محليا وخارجيا، بارادته الشعبية وتضحياته الجسيمة التي انتصر بها لوطنه وانتصر بها لحلفاءه العرب وفي مقدمتهم التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة.

واكد المجتمع الدولي ومبعوثي الامم المتحدة انه لا يمكن ان يكون هناك سلام بدون الجنوب وبدون حل قضيته الوطنية الجنوبية، التي تعتبر مركز واساس اي حلول سلام في الجنوب واليمن والمنطقة.

وعلى ضوء توصيات واقرار المجتمع الدولي لن يكون هناك سلام ما لم ينال شعب الجنوب حقه في استعادة دولته كاملة السيادة، وهو ما يعمل المجلس الانتقالي لتعزيزه من خلال مؤتمر الحوار الجنوبي الذي سينطلق خلال اليومين القادمين ليعلن للعالم ان الجنوب متوحدا ويطالب خلف المجلس الانتقالي باستعادة دولة الجنوب كاملة السيادة، لتكون دولة تعزز الاستقرار الاقليمي وتحمي الامن والسلم الدوليين، وترعى حقوق الانسان وتعمل مع المجتمع الدولي لتعزيز اواصر السلام الاقليمي والدولي.