المجلس الانتقالي الجنوبي..
الجمعية الوطنية.. خوض أوّل تجربة ديمقراطية باختيار أعضاء جدد من المديريات
"أصدرت الجمعية الوطنية قرارا بانتخاب عدد من القيادات الشابة والكفاءات الوطنية في مختلف مديريات الجنوب وخلال الثلاثة الأيام المنصرمة بدأت عدد من المديريات العمل للتنفيذ هذا المشروع الوطني الوليد"
إن الأحداث السياسية التي تشهدها الساحة الجنوبية من الفاتح من شهر مايو 2023م، وحتى الـ30، يبدو ان هناك العديد من النجاحات السياسية، التي حققها المجلس الانتقالي الجنوبي، ومن ابرزها الحوار الوطني واللقاء التشاوري وما تمخض عنه من التوقيع على وثيقة الميثاق الوطني، وصولا الى الحراك السياسي الذي شهده مدينة المكلا بحضرموت، من خلال احياء الذكرى الوطني الـ29 لإعلان فك الارتباط، الأمر الذي يمثل مؤشرا على وجود تجربة ديمقراطية وتجربة فريدة نالت استحسان الجميع سواء أكانت في الداخل ام الخارج وأولى هي التجارب هي نجاح اللقاء التشاوري في الجنوب، وصدور قرارات إعادة الهيكلة في المجلس الانتقالي، والاتفاق على صياغة مشروع الوطني الجنوبي ومن ثم شكل قرار إعادة تطريز الجمعية الوطنية الجنوبية بالشخصيات والكفاءات الوطنية الشابة كل ذلك شكل خطوة تاريخية مهمة في المسار النضالي للوصول إلى هدفه في الاستقلال وبناء الدولة الجنوبية الفيدرالية المنشودة في الجنوب.
إن ما حدث حقا يعد انجازا مهما في إطار تحقيق التلاحم ووحدة الصف الجنوبي، حيث أن مختلف ألوان الطيف الجنوبي تتقدمها المكونات الحاملة لمشروع الاستقلال واستعادة الدولة، شاركت في اللقاء التشاوري الجنوبي خلال الفترة من 4 حتى 8 مايو/ أيار الجاري، ووقعت على الميثاق الوطني الجنوبي.
وأصدرت الجمعية الوطنية قرارا بانتخاب عدد من القيادات الشابة والكفاءات الوطنية في مختلف مديريات الجنوب وخلال الثلاثة الأيام المنصرمة بدأت عدد من المديريات العمل للتنفيذ هذا المشروع الوطني الوليد والذي يعد من أهم المحطات السياسية التي تصنع تحولات كبرى في المشهد السياسي الجنوبي في الداخل والخارج.
وخلال أسبوع اجرت عدد من مديريات محافظات الجنوب عملية ديمقراطية تبدو هي الارهاصات الأولى المبشرة بعهد جديد في جنوب جديد حيث اجرت عددت من الانتخابات داخل المديريات الجنوبية في محافظات لحج ابين لاختيار أعضاء الجمعية الوطنية من قبل ممثلي القواعد الجماهيرية في كديريات الجنوب البالغة 89 مديرية حيث تعد هذه التجربة مؤشرا إيجابيا لاسيما انها جاء في مرحلة انتقالية يشوبها اختلالات امنية وصراعات عسكرية لكنها تمثل منطلق لعهد ومرحلة جديدة.
وقال الناشط السياسي والصحفي الجنوبي سعدان اليافعي عن فعاليات هذا الحدث:" نحن نتابع إرهاصات التجربة الديمقراطية الوليدة، في مسار ثورتنا الجنوبية المستمرة، على أمل الوصول لبناء الدولة المنشودة، في مضمار حراك تشاوري حواري، بانتقالي جنوبي، لمعترك سياسي قادم .. نعيش مخاض الديمقراطية المفترضة التي بدأت تتشكل "بترشيح وانتخاب" قيادات في عضوية الجمعية الوطنية الجنوبية، من قبل القيادات المحلية في المديريات الجنوبية" .
ان هذه التجربة تعد خطوة متقدمة في مسيرة بناء الدولة الجنوبية المنشودة، فالمديريات التي جرى فيها الحوار واللقاءات التشاورية والتقاربات في الرؤى انعكست على سلوك المجتمع اذ ساد النفس الديمقراطية لاسيما في معظم مديريات لحج التي أجريت فيها هذه الخطوة المهمة في مسيرة النضال السلمي.
وتشير بعض المصادر لصحيفة اليوم الثامن إلى أن هناك بعض أخطاء حصلت في بعض المديريات نحو مديرية حالمين وحبيل الجبر اذ ان النفس الديمقراطي يكاد ان يختفي من تلك الانتخابات وهو ما شوه عملية الاختيار وزادت عدد من المماحكات بين القيادات المحلية.
وألقت مصادر قيادية في تنفيذية لحج باللوم على غياب الاعلام الرسمي للمجلس الانتقالي الجنوبي الذي زعمت تلك المصادر الى انه لم يرتق الى مستوى الحدث ولم يساعد في التوعية بأهمية هذه الانتخابات.
ويبدو انه من المهم للجمعية الوطنية اليوم ان تعمل على تقديم نماذج حقيقية لانتخابات حقيقي في باقي المديريات التي من المتوقع ان تجري فيها انتخابات مع الحرص الشديد على بث روح التنافس والمشاركة في التعدد والاقتراع.