"إشراقات شعرية"..
المغرب: "إشراقات شعرية" للشعراء المتوجين بجائزة "أحسن قصيدة"
تكشف كل دورة جديدة لجائزة أحسن قصيدة، هذا الكم المتنامي للمشاركات من المغرب العميق. لتصبح الجائزة وسيطا جماليا للانفتاح على تجارب شعرية جديدة، واكتشاف لسمات هذه الهوية الشعرية المتعددة، واقتراب من هذه الذات التي تشرئب الى "شمس القصيدة". هي نفسها التي تصبغ أفق الشعر المغربي، وتفتح نوافذ شعرية، وآفاق مشرعة لمستقبل الشعر المغربي
صدر عن منشورات دار الشعر بمراكش الديوان الخامس من "إشراقات شعرية"، ويحتفي هذا الديوان بقصائد إشراقات الدورة الخامسة لجائزة أحسن قصيدة، والتي نظمتها دار الشعر بمراكش السنة الماضية (2023)، وللمرة الخامسة، تكشف هذه الجائزة على أصوات شعرية مغربية تغني المدونة الشعرية المغربية، وتفتح كوة على مستقبل الشعر المغربي. دورة جديدة ثرية بما تفتحه هذه النصوص الشعرية، على اختلاف أنماط الكتابة الإبداعية وألسنتها، من إخصاب مضاعف لأفق القصيدة المغربية الحديثة.
اختارت دار الشعر بمراكش أن تنتصر لقيم الشعر وهي تنفتح على مستقبل القصيدة المغربية الحديثة، إبداعا وتنظيرا، هذه الشجرة الخصبة والتي تتفرع بأغصانها في انتصار للتعدد اللساني والتنوع الثقافي المغربي. 30 شاعر وشاعرة يؤثثون أفق الديوان الجماعي "إشراقات شعرية"، اختارتهم لجنة التحكيم مسابقة أحسن قصيدة في دورتها الخامسة 2023، والتي تكونت من الشعراء والنقاد: (د. عبدالفتاح شهيد ود. عبداللطيف السخيري)، وتروم هذه المسابقة تشجيع الكفاءات الشابة في مجال الإبداع الشعري، والمساهمة في الانفتاح أكثر على الأصوات الشعرية، وتشجعيها وتحفيزها على الاستمرارية ودخول غمار الكتابة الشعرية، وتسهر دار الشعر بمراكش على نشر ديوان جماعي للنصوص الفائزة.
ويشتمل الديوان الجماعي "إشراقات شعرية" على ثلاثين قصيدة، توزعت في 130 صفحة من الحجم المتوسط، وزينت لوحة الغلاف تخطيط الحروفي والفنان المغربي لحسن الفرسيوي، والمتوج بجائزة محمد السادس التكريمية لفن الحروفيات، الى جانب تقديم لدار الشعر بمراكش. ويضم الديوان قصائد الشعراء: حمزة أبعاش، عاطف معاوية، محمد الجاوي، محمد الذهبي، حسان بن العطار، عبد الرحيم أمدجار، عبد الرحمن آيت باها، محمد بوكريم، رشيد الدحوم، سيد مو، أيوب محمد داود، بوبكر وسلام، سمية آيت زهرا، أمين قزدار، عثمان سليم، كنزة لحاح، محمد كبداني، عبد الحق بالمادن، معاد وشطين، أحمد دبيش خبيتي، عبد الرحمن حدوش، محمد الفتوح، سعيد سموح، سارة ابن حرة، زينة بوحيا، محمد أشرف الشاوي، ياسين الغيوش، أيوب آيت المقدم، نورالدين البركي، هاجر آيت مولاي علي.
شاعرات وشعراء ينتمون للمجال المتعدد للمغرب، لجباله وسهوله ومحيطه وصحرائه، اختلاف في مجال الانتماء الجغرافي، ينضاف اختلاف في مجالات الكتابة الإبداعية، ومرجعيات متعددة تغذي روح مغامرة الكتابة. هي أصوات شعرية قادمة، بإصرار، الى المستقبل ومنه تأتي قصائدهم كي تنمي روح الشعر وقيمه. الحاجة المضاعفة للشعر، يوازيه الحاجة الدائمة لفعل الكتابة وأفقها الخاص. خطان موازيان يفتحان إرادة، هذه الأصوات الشعرية من الشباب، على أسئلة الشعر المغربي وخصوصيته.
وتكشف كل دورة جديدة لجائزة أحسن قصيدة، هذا الكم المتنامي للمشاركات من المغرب العميق. لتصبح الجائزة وسيطا جماليا للانفتاح على تجارب شعرية جديدة، واكتشاف لسمات هذه الهوية الشعرية المتعددة، واقتراب من هذه الذات التي تشرئب الى "شمس القصيدة". هي نفسها التي تصبغ أفق الشعر المغربي، وتفتح نوافذ شعرية، وآفاق مشرعة لمستقبل الشعر المغربي.
الديوان الخامس لإشراقات شعرية، خطوة ضافية للإنصات لأصوات شعرية، اختارتها لجنة التحكيم أحسن قصيدة، والى جانب النصوص المتوجة، اختارت اللجنة قصائد أجيزت للنشر ضمن هذا الديوان الجماعي. ديوان شعري مصغر لأصوات شعرية تقدم لنا صورة مصغرة، للمغرب الشعري القادم نحو شمس الجمال والكتابة الإبداعية التي تحفر، عميقا، بتعدد ما تطرحه من رؤى وأساليب وبنى.. ولعلها شمس المغرب الشعري القادمة، والتي ستشرق على مستقبل القصيدة المغربية قريبا..
ومنذ تأسيسها سنة 2017، ضمن بروتوكول التعاون بين وزارة الثقافة المغربية ودائرة الثقافة في حكومة الشارقة، انتصرت دار الشعر بمراكش، ضمن استراتيجيتها وبرمجتها الثقافية، للقصيدة المغربية وأسئلتها ولغنى أجيال وحساسيات وتجارب هذه الشجرة الشعرية الوارفة. ولقد كانت الأصوات المعاصرة والجديدة في ديدن هذه البرمجة، تخط وتشكل أفقها الشعري والجمالي والتخييلي. التقى الرواد وأجيال القصيدة المغربية في الدار، أرض الشعر والشعراء، حيث كان الأفق الانتصار للتعدد اللساني والتنوع الثقافي المغربي.. ومن خلاله تكريم هذه الإشراقات الحقيقية، والتي تفتح كوة على مستقبل الشعر المغربي.