في ظل تغيرات الاقتصاد العالمي..
بريكس في مرمى الطموحات: التحالف الاقتصادي يجذب دولًا جديدة في مواجهة التحولات العالمية
تسعى عدد من الدول للانضمام لمجموعة "بريكس" لما في ذلك من مكاسب مهمة بالنظر إلى القوة الاقتصادية لذلك التكتل الذي يضم ربع ثروة العالم.
في ظل التحولات الاقتصادية العالمية المتسارعة، تسعى عدد من الدول للانضمام إلى مجموعة "بريكس"، التي أصبحت واحدة من أبرز التكتلات الاقتصادية على الساحة الدولية. يشكل هذا التحالف، الذي يضم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، قوة اقتصادية هائلة تمتلك ربع ثروة العالم. ويجذب هذا الثقل الاقتصادي الدول التي تطمح إلى تعزيز مكانتها الدولية والاستفادة من الشراكات الاقتصادية والاستثمارية التي يوفرها هذا التكتل، مما يجعله هدفًا استراتيجيًا للعديد من البلدان الطامحة إلى تحقيق مكاسب اقتصادية مهمة وتعزيز نفوذها على الساحة الدولية.
أعلنت وزارة المالية الجزائرية أن مجلس محافظي البنك الجديد للتنمية التابع لمجموعة "بريكس" وافق في اجتماع أمس السبت على انضمام الجزائر إلى هذه المؤسسة المالية.
وأوضح بيان الوزارة أن انضمام الجزائر إلى "هذه المؤسسة التنموية المهمة، التي تعد الذراع المالية لمجموعة بريكس، يعد خطوة كبيرة في مسار الاندماج في النظام المالي العالمي، مما يجعل الجزائر الدولة التاسعة التي تنضم إلى عضوية البنك الجديد للتنمية إلى جانب دول كبرى مثل روسيا والصين".
وجاء الإعلان في بيان لرئيسة مجلس البنك ديلما روسيف الرئيسة السابقة للبرازيل إحدى الدول البارزة في المجموعة الاقتصادية، خلال اجتماع أمس السبت، في كيب تاون بجنوب أفريقيا.
وقالت وزارة المالية الجزائرية، إن هذا الانضمام "جاء نتيجة تقييم صارم" مشيرة إلى "الأداءات الاقتصادية المتميزة التي حققتها الجزائر في الأعوام الأخيرة، من حيث النمو الاقتصادي، بدعم من الإصلاحات في عدد من القطاعات، وكذلك تصنيفها حديثاً كاقتصاد ناشئ من الشريحة العليا".
ورأت أن انضمام الجزائر، أكبر مصدر للغاز في أفريقيا، للبنك الذي تأسس في 2015 من قبل الدول المؤسسة لـمجموعة "بريكس" (البرازيل وروسيا والهند والصين)، "يفتح آفاقاً جديدة لدعم وتعزيز النمو الاقتصادي للبلاد على المدى المتوسط والطويل".
وقالت رئيسة بنك التنمية لمجموعة "بريكس" ديلما روسيف، إن الجزائر حصلت على تفويض للانضمام إلى البنك.
وكانت مجموعة "بريكس" أسست البنك التنموي متعدد الأطراف في 2015، وتتألف المجموعة من البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا.
ووافق البنك على ضم بنغلاديش ومصر والإمارات والأوروغواي في 2021 في إطار حملة للتوسع.
وذكرت روسيف لصحافيين على هامش الاجتماع السنوي التاسع للبنك في كيب تاون، "نجري عملية للسماح بضم أعضاء جدد إلى البنك... وحصلت الجزائر على تفويض لتصبح عضواً بالبنك".
وطلبت الجزائر الانضمام إلى المجموعة لكن طلبها رفض في آخر قمة في صيف 2023، مما شكل صدمة لدى الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون الذي عول كثيراً على حلفائه في الصين وروسيا وجنوب أفريقيا.
وفي المقابل، قبلت المجموعة انضمام كل من مصر وإثيوبيا والسعودية وإيران والإمارات إضافة إلى الأرجنتين التي عادت وانسحبت بعد انتخاب الرئيس الليبرالي خافيير ميلي.
وتسعى عدد من الدول للانضمام لمجموعة "بريكس" لما في ذلك من مكاسب مهمة بالنظر إلى القوة الاقتصادية لذلك التكتل الذي يضم ربع ثروة العالم.
وكان الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون تعهد خلال عام 2022 انضمام بلاده لمجموعة "بريكس" في نهاية 2023، وربط ذلك بضرورة مواصلة تطوير مجال الاستثمار، وقطاع التصدير، إضافة إلى إيصال حجم الناتج الداخلي الخام إلى ما يفوق 200 مليار دولار، في وقت بلغ فيه الناتج الداخلي الخام لجنوب أفريقيا، باعتبارها أصغر اقتصاد في المجموعة 163 مليار دولار خلال 2021.
وقال الرئيس الجزائري آنذاك، إن "الصين وباقي الدول الفاعلة في مجموعة بريكس، على غرار روسيا وجنوب أفريقيا والبرازيل، تدعم انضمام الجزائر إلى هذا القطب الجديد"، موضحاً أن انضمام بلاده إلى التكتل لن يجري خلال القمة التي انعقدت في جنوب أفريقيا، وأن أولى خطوات الانضمام قد تكون عبر قبولها عضواً مراقب.
وشاركت معالي الدكتورة آمنة بنت عبدالله الضحاك، وزيرة التغير المناخي والبيئة، في المحادثات رفيعة المستوى لمجموعة "بريكس" بشأن التغير المناخي، التي عقدت يوم 30 أغسطس 2024 في موسكو.
وتضمن الحدث جلستين حواريتين، تناولت الأولى "الجهود الوطنية لمكافحة التغير المناخي وتعزيز التنمية المستدامة"، وركّزت الثانية على "تعاون دول مجموعة "بريكس" في مجال التغير المناخي والتنمية المستدامة".
وقالت الدكتورة آمنة الضحّاك خلال حديثها في الجلسة الأولى، إن دولة الإمارات أعلنت في العام الماضي، عن تعهد على نطاق وطني بخفض الانبعاثات بنسبة 40% مقارنة بسيناريو الوضع الاعتيادي للأعمال، بحلول عام 2030 وذلك من خلال النسخة الثالثة من التقرير الثاني للمساهمات المحددة وطنياً، ليتماشى مع إستراتيجية الإمارات للحياد المناخي 2050، والتي تهدف إلى خفض الانبعاثات في المنظور الاقتصادي الشامل ووضع مسارات واضحة للقطاعات المختلفة لرفع الطموح ودفع العمل نحو مستقبل مستدام.
وأكدت أن الإمارات استثمرت 50 مليار دولار في مشاريع الطاقة المتجددة في أكثر من 70 دولة، وستستثمر 50 مليار دولار أخرى على مدى السنوات العشر المقبلة.
وأكد نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف أن روسيا تدعم طلب عضوية أذربيجان في مجموعة «بريكس»، قائلاً: إن أذربيجان مرشح قوي، ولا شك أن عضوية أذربيجان ستضفي ديناميكية إضافية على المنظمة. وأعلنت وزارة الخارجية الأذربيجانية، الأسبوع الماضي، التقدم بطلب رسمي للانضمام إلى مجموعة «بريكس» التي تمثل 45 في المئة من سكان العالم وتضم دولاً عربية واقتصادات عالمية. وأبدت أذربيجان اهتماماً بتعزيز التعاون مع «بريكس»، فيما أكد بيان مشترك للرئيسيين الروسي فلاديمير بوتين والأذربيجاني إلهام علييف، أن موسكو تدعم هذا التطلع لأذربيجان.
وتضم مجموعة «بريكس» كلاً من الإمارات والسعودية وروسيا والبرازيل والهند والصين وجنوب إفريقيا ومصر وإثيوبيا وإيران، وتمثل مجموعة «بريكس» الآن 45 في المئة من سكان العالم. وتترأس روسيا منذ بداية يناير 2024 مجموعة «بريكس»، ويتزامن ذلك مع التوسع التاريخي للمجموعة، ومن المقرر أن تستضيف مدينة قازان الروسية من 22 وحتى 24 أكتوبر المقبل قمة المجموعة.