نتنياهو في مرمى الاتهام..

أزمة في إسرائيل: مظاهرات ضخمة تطالب بإبرام صفقة تبادل أسرى بعد العثور على جثامين محتجزين

المتظاهرون اعتبروا أن العثور على الجثامين لا يعد إنجازاً، بل يعد مؤشراً على فشل الحكومة في التفاوض وحرر أوجه إهانات ثقيلة على سياساتها الحالية.

آلاف المتظاهرين الإسرائيليين في تل أبيب مساء السبت يحتجون ضد سياسة نتنياهو وحكومته في ملف الأسرى (د.ب.أ)

القدس

إسرائيل تواجه موجة احتجاجات عارمة بعد العثور على جثامين أسرى لدى حماس: عائلات المختطفين تتهم نتنياهو بعرقلة صفقة تبادل الأسرى

في أعقاب إعلان الجيش الإسرائيلي والحكومة عن استرداد "ستة جثامين" لمحتجزين لدى حماس، اندلعت موجة من الاحتجاجات التي أربكت الحياة الاقتصادية في جميع أنحاء البلاد. عائلات المختطفين، عبر منتداها، دعت النقابات والبلديات إلى تنفيذ إضراب عام، يوم الاثنين، في محاولة لشلّ الحياة التجارية تمامًا والضغط على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ليتوقف عن وضع العراقيل أمام صفقة تبادل الأسرى.

اتهامات للحكومة والجيش

قادة المتظاهرين أكدوا أن العثور على الجثامين "لا ينبغي أن يكون مدعاة للفخر، بل هو شهادة عار على إسرائيل". وأوضحوا أن الحكومة والجيش كانا على علم بأن حماس أمرت عناصرها بقتل المختطفين في حال اقتراب القوات الإسرائيلية منهم، مما يجعل الحكومة مسؤولة بشكل غير مباشر عن وفاتهم.

وأضافت العائلات أن الحكومة تعلم بأن عددًا كبيرًا من الأسرى قد قتل، سواء نتيجة العمليات الإسرائيلية أو بسبب ظروف أسرهم تحت الأرض. وأشاروا إلى أن الحرب المستمرة منذ 11 شهرًا لم تسفر إلا عن تحرير 8 أسرى أحياء بالقوة، بينما تم تحرير 110 أسرى عبر صفقة تبادل، مما يجعل من إتمام الصفقة ضرورة إنسانية.

الدعوة إلى الإضراب العام

منتدى عائلات المختطفين توجه إلى قادة النقابات العامة والسلطات المحلية والبلدية، داعيًا إياهم لإظهار التضامن مع عائلات المختطفين، من خلال إعلان إضراب عام حتى تفهم الحكومة أن الشعب يقف مع المختطفين، وليس مع هدر أرواحهم.

بدأت المظاهرات مساء السبت، بمشاركة عشرات الآلاف من المواطنين، حيث استجاب نحو 170 ألف شخص في تل أبيب وحدها، فيما شهدت البلاد 80 مظاهرة أخرى. ورغم ذلك، تعرض المتظاهرون لاعتداءات من مجموعات من اليمين المتطرف في تل أبيب، الذين حاولوا الاعتداء جسديًا على المحتجين ورش الغاز المسيل للدموع عليهم.

في بداية المظاهرة في تل أبيب، عقد منتدى العائلات مؤتمرًا صحافيًا أعلن فيه أعضاؤه أنهم "سيزلزلون" إسرائيل ابتداءً من الأحد، دون الكشف عن تفاصيل النشاطات المخطط لها. وقد تسبب خطابهم الحاد تجاه الحكومة في تدخل الشرطة، التي هاجمت المتظاهرين عند محاولتهم إغلاق شارع بيغن، ما أسفر عن إصابة 6 منهم بجراح، بينهم نتالي تسنغاركر، شقيقة الجندي الأسير لدى حماس، والتي نُقلت إلى المستشفى للعلاج. كما تم اعتقال البروفسور فلاديمير تانك، رئيس قسم زرع الأعضاء في مستشفى بلينسون.

نتنياهو في مرمى الاتهام

منظمو المظاهرات حرصوا على إبراز عدد من المختطفات اللواتي تم إطلاق سراحهن خلال صفقة التبادل التي أبرمت في نوفمبر الماضي، مشيرين إلى أن نتنياهو يحاول استخدامهن في دعايته السياسية. في هذا السياق، قالت نوعاما ساهر كلدرون، مخاطبة نتنياهو: "في كل مرة تعرقل الصفقة، تشعر عائلات المختطفين بطعنة في الظهر. أنت تخون المختطفين وتخون الدولة التي اختارتك رئيسًا لحكومتها".

عيناف، والدة الجندي الأسير متان تسنغاركر، اتهمت نتنياهو ووزراءه بإصدار حكم الإعدام على ابنها من خلال عرقلة الصفقة، وأوضحت أن "نتنياهو يُعرف بـ"سيد الأمن"، لكنه في الحقيقة "سيد الموت". وطالبت بعزله عن الحكم معتبرة إياه خطرًا على إسرائيل.

ملف فيلادلفيا

بعد خطاب عيناف، جاء خبر العثور على جثامين الأسرى الإسرائيليين في غزة، مما أثار غضبًا شديدًا بين المتظاهرين. وردد الخطباء أن "نتنياهو وأعضاء الكابينت قرروا نسف الصفقة بسبب محور فيلادلفيا، مما يعني الحكم عليهم بالموت".

منتدى العائلات أصدر بيانًا قال فيه: "نتنياهو تخلى عن المختطفين، وسيهتزّ البلد بدءًا من الأحد". كما دعا الجمهور إلى الاستعداد لحالة شلل تام في الدولة.

في بيان آخر، أشار المنتدى إلى أن قرار نتنياهو بالبقاء في محور فيلادلفيا لا يتسم بأي اعتبار موضوعي، بل ينبع من اعتبارات سياسية تهدف إلى الحفاظ على بقاءه في السلطة.

من جهته، اتهم رئيس المعارضة يائير لبيد نتنياهو بالتخلي عن المختطفين لصالح حسابات سياسية ضيقة، مؤكدًا أن "ما يهم نتنياهو ليس محور فيلادلفيا بل الحفاظ على ائتلافه السياسي وسحق عائلات المختطفين".