تحذيرات من توسع دائرة الحرب في الشرق الأوسط..
زيارة الشيخ محمد بن زايد إلى مصر: تنسيق إقليمي لمواجهة تصاعد التوترات بين إسرائيل وإيران
ناقش الشيخ محمد بن زايد التطورات الإقليمية بناءً على معطيات زيارته الأخيرة إلى الولايات المتحدة ولقاءاته مع الرئيس جو بايدن والمرشحة الديمقراطية للرئاسة كامالا هاريس.
قام الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، بزيارة إلى مصر للمرة الثانية خلال شهرين، حيث التقى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي. تأتي هذه الزيارة في إطار الاستعدادات الإقليمية لمواجهة صراع طويل الأمد بين إسرائيل وإيران. وقد ناقش بن زايد خلال اللقاء الموقف الإقليمي بناءً على المعطيات التي استخلصها من زيارته الأخيرة إلى الولايات المتحدة، حيث التقى الرئيس الأميركي جو بايدن والمرشحة الديمقراطية للرئاسة، نائبته كامالا هاريس.
وكانت القضايا الإقليمية في صلب محادثات الشيخ محمد بن زايد في واشنطن، حيث يرى مراقبون أن الولايات المتحدة تسعى إلى أن تلعب الإمارات دوراً بارزاً في تهدئة التصعيد الإقليمي. تمتلك الإمارات شبكة واسعة من العلاقات الدولية وتتبنى مقاربة هادئة ترفض الحرب وتدعو إلى الحوار والمفاوضات لحل الخلافات، بما يتماشى مع القانون الدولي.
في ظل التصعيد المستمر في غزة ولبنان، وخطر توسع دائرة الحرب إلى دول أخرى، تبرز الحاجة إلى تحرك دول الاعتدال العربي، بالتنسيق مع الولايات المتحدة، لاحتواء الأزمة. حيث إن اتساع نطاق الصراع قد يؤدي إلى زعزعة الاستقرار الإقليمي بشكل لا يمكن السيطرة عليه.
وأشار السفير رخا أحمد حسن، عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، إلى أن التشاور المباشر بين الزعماء العرب الذين لهم تأثير مباشر على الأحداث الجارية أصبح أمراً ضرورياً، خاصة مع تفاقم الأوضاع في غزة ولبنان والسودان. وأضاف أن الإمارات يمكن أن تلعب دوراً مهماً في تخفيف التوترات بفضل مصالحها الاقتصادية والاستثمارية المتعددة في المنطقة، وأن تبادل وجهات النظر مع مصر حول التهديدات الإقليمية يعد ضرورة ملحة في هذا الوقت.
كما أوضح حسن أن القاهرة وأبوظبي بإمكانهما توضيح المخاطر المحتملة للوضع الحالي في الشرق الأوسط أمام الدول الأوروبية والولايات المتحدة، وخاصة في ظل تصاعد التصعيد الإسرائيلي الذي قد يكون مدعوماً سياسياً وعسكرياً من الولايات المتحدة وربما من بعض الدول الأوروبية.
في ذات السياق، عكس الاجتماع الذي جمع وزراء دول الخليج وإيران في الدوحة ضمن إطار التعاون الآسيوي رغبة واضحة من قبل دول المنطقة في تخفيف حدة الصراع بين إسرائيل وإيران. هذا اللقاء يعكس موقفاً خليجياً رافضاً للتورط في أي نزاع إقليمي ينتج عن التصعيد في غزة ولبنان.
ويرى الخليجيون أن التصعيد بين إسرائيل وإيران لا يخدم مصالحهم، مما يجعلهم ينأون بأنفسهم عن دعم أي طرف في هذا الصراع.
وأضاف حسن أن التوترات المتصاعدة في المنطقة تؤثر بشكل مباشر على أمن واستقرار مصر ودول الخليج، مما يؤدي إلى تأثير سلبي على حركة التبادل التجاري. وعلى الرغم من أن الخليج ليس في بؤرة الأحداث حالياً، إلا أن تداعيات التوترات قد تصل إلى المنطقة بشكل لا يمكن التحكم به.
وفي المجمل، تتأثر مصالح الدول العربية بما يحدث في البحر الأحمر، غزة، جنوب لبنان، والضربات الإسرائيلية المتزايدة ضد أهداف سورية. قد ترد إسرائيل قريباً على الصواريخ الإيرانية، مما يضع المنطقة في مواجهة مرحلة جديدة من الاضطرابات تتطلب تنسيقاً متيناً بين الدول الإقليمية.
من جهة أخرى، حذر وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي ونظيره المصري بدر عبدالعاطي، خلال اتصال هاتفي، من "التبعات الكارثية" لاستمرار العدوان الإسرائيلي على لبنان، مشددين على ضرورة وقف العدوان فوراً لتجنب المزيد من التداعيات الإقليمية والدولية.