"التعليم تحت سيطرة الأيديولوجيات"..

"تسيس المناهج الدراسية في اليمن".. دراسة تُبرز تأثير تنظيمات الإسلام السياسي على التعليم

"تعد قضية تسييس التعليم في اليمن من القضايا المعقدة التي تؤثر بشكل كبير على مستقبل البلاد، حيث تلعب الجماعات السياسية دورًا محوريًا في استخدام التعليم كوسيلة للسيطرة على عقول الشباب وتوجيههم نحو أيديولوجيات معينة"

تساهم المناهج المسيسة في تعزيز التطرف - الباحثة

أحلام عبدالكريم
باحثة مقيمة لدى مؤسسة اليوم الثامن للإعلام والدراسات
عدن

أصدرت مؤسسة اليوم الثامن للإعلام والدراسات دراسة جديدة تسلط الضوء على ظاهرة تسيس المناهج الدراسية في اليمن، وتحديدًا تأثير تنظيمات الإسلام السياسي، مثل حزب الإصلاح والحوثيين، على النظام التعليمي في البلاد. 
وتتناول الدراسة كيف يُستخدم التعليم كأداة لنشر أيديولوجيات متطرفة، مما يشكل تحديًا كبيرًا لمستقبل التعليم والهوية الوطنية في اليمن. 
وأكدت الباحثة "أحلام عبدالكريم" أن تسيس المناهج يعكس عمق الانقسامات السياسية والاجتماعية، مما يعرقل بناء مجتمع متماسك ويعوق فرص السلام والتنمية.
وتوضح الدراسة مجموعة من المفاهيم الأساسية التي تساعد في فهم التحديات التي تواجه نظام التعليم في اليمن، منها تسيس المناهج الدراسية، حيث يشير إلى عملية إدخال وتوجيه المحتوى التعليمي وفقًا لأجندات سياسية أو دينية، مما يؤدي إلى تحويل التعليم من أداة لتنمية الفكر النقدي إلى وسيلة لنشر الأيديولوجيات.
ومفهوم "تنظيمات الإسلام السياسي"، والذي يشير إلى الجماعات السياسية التي تستند إلى تفسير ديني لتحقيق أهداف سياسية، مثل حزب الإصلاح اليمني (النسخة المحلية من تنظيم الإخوان)، وجماعة الحوثيين، الموالية لإيران، بالإضافة إلى الأيديولوجيات المتطرفة، والتي تشير إلى مجموعة من الأفكار التي تدعو إلى التمييز بين الجماعات وتعتبر العنف أو الجهاد وسائل مشروعة لتحقيق أهدافها.
وتستعرض الدراسة الاتجاهات الرئيسية المتعلقة بتسيس المناهج الدراسية، ومنها الاتجاه نحو الأدلجة، والتي تعني إدخال مفاهيم أيديولوجية واضحة في المناهج مما يؤدي إلى تهميش القيم التعليمية التقليدية".
وكذا إعادة كتابة التاريخ، حيث جرى تغيير محتوى المناهج التاريخية لتعكس رؤية تنظيمات الإسلام السياسي، وتسييس التعليم الديني، من خلال توجيه التربية الدينية لتكون متطرفة، مما يغذي التعصب الديني.
وتسعى تنظيمات الإسلام السياسي لاستغلال التعليم لغرس أيديولوجياتها، مما يؤدي إلى غياب التعددية الفكرية والدينية. كما تُستخدم المناهج لتغذية الانقسامات الطائفية وتعزيز الكراهية والعنف بين الجماعات المختلفة.
وأكدت الدراسة أن هناك حاجة ملحة لإعادة توجيه التعليم بعيدًا عن النزاعات السياسية. كما سلطت الضوء على أهمية تقديم مناهج تعليمية قائمة على القيم العلمية والأكاديمية، بعيدًا عن التأثيرات الحزبية والدينية. 
ودعت الباحثة الزميلة أحلام عبدالكريم إلى ضرورة تشكيل لجان مستقلة لمراجعة المناهج الدراسية وضمان تقديم تعليم حيادي يعزز الهوية الوطنية والتسامح بين الأجيال الناشئة. كما يجب التركيز على بناء جيل من الطلاب المستقلين فكريًا، قادرين على المشاركة الفعالة في المجتمع.
وتُبرز هذه الدراسة أهمية التصدي لتسيس المناهج الدراسية في اليمن كخطوة ضرورية لضمان مستقبل التعليم وتعزيز الهوية الوطنية. إن الحاجة إلى إصلاح التعليم وتحقيق تنمية مستدامة تظل أولوية يجب أن تتضافر الجهود لتحقيقها.

 

لقراءة الدراسة كاملة من هنا:

 دور تنظيمات الإسلام السياسي في تسيس المناهج الدراسية لصالح أيديولوجياتها المتطرفة - أحلام عبدالكريم