الأزمة السودانية..

تدهور الأوضاع في السودان: الأمم المتحدة تطالب بتسهيل وصول المساعدات الإنسانية

أدان الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في ولاية الجزيرة بالسودان، مشيرًا إلى تقارير أممية توثق عمليات قتل جماعي واغتصاب ونهب وحرق للممتلكات.

غوتيريش والأمم المتحدة يدينان هجمات قوات الدعم السريع في السودان ويدعوان لحماية المدنيين

الخرطوم

أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، عن إدانته الشديدة للهجمات التي شنتها قوات الدعم السريع في ولاية الجزيرة بوسط السودان، داعيًا إلى وقف فوري لإطلاق النار لحماية المدنيين من موجات العنف المتزايدة. وأعرب غوتيريش، في بيان رسمي، عن استيائه من التقارير التي تشير إلى مقتل واحتجاز وتشريد أعداد كبيرة من المدنيين، بالإضافة إلى ارتكاب أعمال عنف جنسي ضد النساء والفتيات، ونهب المنازل والأسواق، وحرق المزارع.

وأكد البيان الأممي أن هذه الانتهاكات تمثل "تجاوزات جسيمة للقانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان"، مشددًا على ضرورة محاسبة المتورطين فيها. وأشار غوتيريش إلى تدهور الوضع الإنساني في السودان، حيث يواجه السكان خطر الجوع والأمراض في ظل حاجة نصفهم إلى المساعدات الإنسانية العاجلة. وطالب جميع أطراف الصراع بتسهيل وصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ودون عوائق.

في السياق ذاته، دعت بريطانيا، التي تتولى رئاسة مجلس الأمن خلال هذا الشهر، إلى عقد اجتماع في 12 نوفمبر لمناقشة تطورات الوضع في السودان وزيادة المساعدات وحماية المدنيين. وأكدت سفيرة بريطانيا لدى الأمم المتحدة، باربرا وودورد، أن بلادها ستطرح مشروع قرار لمجلس الأمن لتطوير آلية تقيس مدى التزام الأطراف المتصارعة بحماية المدنيين، في إطار جهود الوساطة لوقف إطلاق النار.

من جانب آخر، شهدت ولاية الجزيرة ارتفاعًا في حدة العنف العرقي، حيث أفاد نشطاء بأن قوات الدعم السريع قتلت ما لا يقل عن 124 شخصًا في هجوم على إحدى القرى الشهر الماضي، مما دفع والي الولاية إلى إعلان حالة "التعبئة والاستنفار" ودعوة السكان لحمل السلاح للتصدي لما وصفه بـ"المليشيات الإرهابية".

وبدوره أدان الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، ما وصفه بالانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي شهدتها ولاية الجزيرة في السودان خلال الأيام الماضية. وأشار بيان صادر عن المتحدث باسم الجامعة، جمال رشدي، إلى أن التقارير الأممية وثقت أعمال عنف تشمل عمليات قتل جماعي واغتصاب نساء وفتيات ونهب للأسواق والمنازل وحرق المزارع على نطاق واسع، ارتكبتها قوات الدعم السريع.

وأعرب رشدي عن قلق الجامعة العربية من "استمرار ارتكاب هذه الجرائم البشعة"، مشيرًا إلى أن بعض هذه الانتهاكات تصل إلى مستوى "التطهير العرقي" في دارفور ومناطق أخرى بالسودان، مؤكدًا ضرورة تنسيق الجهود الدولية والإقليمية لوقف الحرب ومحاسبة مرتكبي الجرائم.

وحذر المتحدث باسم الجامعة من استغلال بعض الأطراف للتوترات الإقليمية، خصوصًا في ظل التركيز الدولي على الهجمات الإسرائيلية في غزة ولبنان، لزعزعة استقرار السودان وإسقاط مؤسساته، مما يهدد وحدة البلاد وسلامة أراضيها.

وقد سبق لأبو الغيط، بمبادرة من الجامعة العربية، عقد اجتماعين في القاهرة وجيبوتي خلال يونيو ويوليو الماضيين، بمشاركة المنظمات العربية والأفريقية والدولية، لدعم جهود السلام والاستقرار في السودان.

وفي سياق متصل، ناقش وزير الخارجية السوداني، حسين عوض، مع منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، كلمنتين سلامي، تزايد العنف وسقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين في ولاية الجزيرة. وطالب الوزير الأمم المتحدة بإدانة انتهاكات قوات الدعم السريع لحقوق الإنسان، بما في ذلك القتل والتهجير القسري لسكان قرية السريحة وغيرها.

كما أعربت منسقة الشؤون الإنسانية في بيان لها عن صدمتها العميقة إزاء تكرار انتهاكات حقوق الإنسان في السودان، مشيرة إلى أن حجم الجرائم، مثل الاغتصاب والعنف الجنسي والقتل الجماعي، يشابه ما شهدته دارفور في العام الماضي، مما يزيد من معاناة النساء والأطفال والفئات الضعيفة التي تتحمل العبء الأكبر من الصراع الدائر.