بعد تنامي الضغوط عليه من داخل حزبه وتراجع شعبيته..
جاستن ترودو يستقيل من منصبه وترمب يدعو إلى ضم كندا للولايات المتحدة
جاءت هذه الخطوة بعدما واجه ترودو في الأسابيع الأخيرة ضغوطا كثيرة، مع اقتراب الانتخابات التشريعية وتراجع شعبية حزبه إلى أدنى مستوياتها في استطلاعات الرأي.
أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، استقالته من منصبه بعد عشرة أعوام من القيادة، موضحاً أنه سيواصل تسيير أعمال الحكومة إلى أن يختار الحزب الليبرالي خليفة له. وجاءت هذه الخطوة بعد ضغوط كبيرة واجهها ترودو مؤخراً، مع اقتراب الانتخابات التشريعية وتراجع شعبية حزبه إلى أدنى مستوياتها في استطلاعات الرأي.
وقال ترودو، في مؤتمر صحافي في أوتاوا، إنه "أصبح واضحاً له أنه لا يستطيع أن يكون الزعيم خلال الانتخابات المقبلة بسبب المعارك الداخلية". وأوضح أن "هذا البلد يستحق خياراً حقيقياً في الانتخابات المقبلة"، مشيراً إلى أن تعليق البرلمان حتى 24 مارس يمنح الحزب الوقت الكافي لاختيار زعيم جديد.
وتعرضت حكومة ترودو مؤخراً لهزات عدة، أبرزها الاستقالة المفاجئة لنائبته في ديسمبر الماضي بسبب خلافات حول مواجهة الحرب التجارية المحتملة مع الولايات المتحدة عقب انتخاب دونالد ترامب رئيساً. وهدد ترامب بفرض رسوم جمركية تصل إلى 25% على السلع الكندية، ما أثار توترات كبيرة في العلاقات الثنائية.
وتراجعت شعبية ترودو بسبب ارتفاع معدلات التضخم، وأزمة الإسكان، وتدهور الخدمات العامة. وأدى ذلك إلى نجاة حكومته بفارق ضئيل من عدة محاولات لحجب الثقة. كما تخلى الحزب اليساري الحليف لترودو في البرلمان عن دعمه، مما زاد من تعقيد المشهد السياسي.
وقاد ترودو، نجل رئيس الوزراء الأسبق بيار إليوت ترودو، الحزب الليبرالي إلى ثلاثة انتصارات انتخابية متتالية في 2015 و2019 و2021. خلال فترة حكمه، أنجز العديد من السياسات البارزة، مثل تشريع الحشيش، وفرض ضرائب على الكربون، وتشريع الموت الرحيم. كما وقع اتفاقيات تجارية مهمة مع الولايات المتحدة والمكسيك وأوروبا.
وعلق الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب على استقالة ترودو بطريقة غير متوقعة، حيث دعا إلى ضم كندا إلى الولايات المتحدة، قائلاً إن ذلك "سيحل مشكلات التعريفات الجمركية ويخفض الضرائب ويعزز الأمن الكندي".
ويواجه الحزب الليبرالي تحديات كبيرة، إذ يتخلف حالياً في استطلاعات الرأي بفارق 20 نقطة عن الحزب المحافظ بقيادة بيير بويلييفر. ويتوقع أن تستغرق عملية اختيار زعيم جديد للحزب عدة أشهر، فيما سيستمر ترودو في قيادة الحكومة خلال هذه الفترة.
يترك جاستن ترودو خلفه إرثاً متنوعاً، إذ تحول من سياسي شاب قاد حزبه إلى انتصارات تاريخية إلى قائد واجه أزمات سياسية واقتصادية متزايدة. ومع ذلك، يبقى مستقبله السياسي مثيراً للاهتمام، حيث سيستمر في لعب دور محوري في تسهيل انتقال القيادة داخل حزبه الليبرالي.