بعد بدء وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس..

الحوثيون يعلنون قصر هجماتهم على السفن الإسرائيلية.. هل يتوقف التصعيد؟ (ترجمة)

الحوثيون يحذرون من استئناف الهجمات على السفن الأميركية والبريطانية في حال تعرضهم للاستفزاز، ويؤكدون أن مهاجمة السفن الإسرائيلية ستستمر حتى اكتمال المراحل الثلاث لاتفاق وقف إطلاق النار.

مؤيد للحوثيين يحمل صاروخًا وهميًا خلال احتجاج بمناسبة يوم القدس دعماً للفلسطينيين في قطاع غزة، في صنعاء

صنعاء

أعلن الحوثيون في اليمن يوم الاثنين عن قصر هجماتهم في البحر الأحمر على السفن المرتبطة بإسرائيل فقط، وذلك بعد بدء وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس. إلا أنهم حذروا من إمكانية استئناف هجماتهم ضد السفن الدولية في حال التصعيد، مما يثير قلق قطاع الشحن العالمي الذي لا يزال متحفظًا بشأن سلامة هذا الممر الملاحي الحيوي.

وأدى تصاعد الهجمات الحوثية منذ أكتوبر 2023 إلى تقليص حركة الشحن عبر البحر الأحمر، مما أثر على إيرادات مصر من قناة السويس، وأدى إلى تخفيض كبير في الشحنات التجارية والطاقة بين آسيا وأوروبا. ورغم إعلان الحوثيين "وقف العقوبات" على السفن غير الإسرائيلية، إلا أن تحذيراتهم باستئناف الهجمات ضد الولايات المتحدة والمملكة المتحدة تُبقي المخاطر قائمة.

وأكد عبد الملك الحوثي، زعيم الجماعة، في خطاب بث يوم الاثنين، استعداد الحوثيين لاستئناف الهجمات في حال تصعيد إسرائيل أو فرضها حصارًا على غزة. وأضاف أن الجماعة على استعداد لدعم "إخوانهم المجاهدين في فلسطين" من خلال تصعيد عملياتهم.

وأفاد مركز تنسيق العمليات الإنسانية الحوثي بأن "وقف العقوبات" على السفن غير الإسرائيلية مرتبط بتنفيذ وقف إطلاق النار بالكامل، محذرًا من أن أي اعتداء جديد سيؤدي إلى إعادة فرض العقوبات.

قطاع الشحن العالمي تعامل بحذر مع تصريحات الحوثيين، حيث أشارت شركة "أمبري" للأمن البحري إلى أن الأسابيع المقبلة ستكون حاسمة لتحديد مدى التزام الحوثيين بتعهداتهم. وشدد جاكوب ب. لارسن، رئيس الأمن البحري في جمعية BIMCO الدولية، على هشاشة الوضع، محذرًا من أن أي انحراف عن وقف إطلاق النار قد يعيد التوترات.

فمنذ بداية الصراع بين إسرائيل وحماس، استهدف الحوثيون أكثر من 100 سفينة تجارية باستخدام الطائرات بدون طيار والصواريخ، وأسفر ذلك عن أضرار كبيرة وخسائر بشرية شملت مقتل أربعة بحارة. ورغم تباطؤ الهجمات في الأسابيع الأخيرة، إلا أن العمليات العسكرية بقيادة الولايات المتحدة وإسرائيل نجحت في اعتراض وتحييد العديد من التهديدات.

ومع بدء ولاية الرئيس الأميركي دونالد ترامب الثانية، يُتوقع أن تتغير السياسة الأميركية تجاه الحوثيين. وقد أشار مراقبون إلى احتمال إعادة تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبية، مما قد يؤدي إلى تصعيد جديد في المنطقة.

وسط هذا التصعيد، تشير تقارير إلى مقتل أكثر من 46 ألف شخص في غزة، وفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية، بينما تؤكد إسرائيل أنها قتلت نحو 18 ألف مقاتل من حماس. وتستمر إسرائيل في تحذير الحوثيين من استهداف سفنها، مهددة بضرب قيادات الجماعة ردًا على أي هجمات.

مع استمرار عدم اليقين في المنطقة، تبقى التساؤلات مفتوحة حول مدى التزام الحوثيين بتعهداتهم، وما إذا كانت الإدارة الأميركية الجديدة ستتبنى خطوات عقابية تزيد من تعقيد الوضع. ومع هشاشة وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، يبدو أن البحر الأحمر قد يظل بؤرة توتر لقطاع الملاحة الدولي.