"مواقف متباينة"..
دونالد ترامب وأزمات الشرق الأوسط.. اليمن تبحث عن الحسم والسعودية تدعو لتجنب التصعيد
"عودة ترامب نقطة تحول حاسمة ستؤدي لكبح جماح الحوثيين المدعومين من إيران، الذين يهددون الاستقرار الإقليمي والملاحة الدولية، فهو يعرف ماذا يريد، وهو صاحب قرار قوي قادر على إعادة ترتيب المشهد السياسي والعسكري"؛ عيدروس الزبيدي
مع تسلم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مقاليد الحكم لولاية ثانية، أبدت اليمن والسعودية وقطر وسوريا مواقفها تجاه إدارته الجديدة، معبرة عن توقعاتها وآمالها في مواجهة التحديات الإقليمية المتصاعدة.
وأعلنت القيادة اليمنية عن ترحيبها بعودة ترامب، حيث وصف نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي عيدروس الزبيدي عودته بأنها نقطة تحول حاسمة في الحرب على الحوثيين المدعومين من إيران. وأعرب عن ثقته بأن القيادة الأمريكية القوية ستسهم في كبح التوسع الحوثي وإعادة الاستقرار لليمن والمنطقة.
وأظهرت المملكة موقفًا متزنًا حيال إدارة ترامب، إذ أكد وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان أن نهج ترامب لا يزيد من خطر اندلاع حرب بين إيران وإسرائيل، مشددًا على أهمية الحوار لمعالجة القضايا الإقليمية. كما أعرب عن أمله في أن تكون إدارة ترامب فرصة لتحفيز إيران على التفاعل الإيجابي مع الملفات الحساسة.
و أعربت قطر عن تطلعها لاستقرار الأوضاع في غزة مع وقف الحرب الإسرائيلية الفلسطينية، داعية إلى عودة السلطة الفلسطينية لإدارة القطاع. أشار رئيس الوزراء القطري إلى دور الدوحة في التوسط لوقف إطلاق النار، مع تأكيده على ضرورة تمكين الشعب الفلسطيني من تقرير مصيره.
وعبرت الإدارة السورية الجديدة عن أملها في تحسين العلاقات مع الولايات المتحدة، مشيدة بعودة ترامب واعتباره زعيمًا قادرًا على تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة. رحبت دمشق بالتحركات الأمريكية لتخفيف العقوبات جزئيًا، مطالبة برفعها بالكامل لدعم جهود إعادة الإعمار.
تُبرز هذه المواقف تباين المصالح والأولويات بين الدول الأربع في ظل عودة ترامب إلى السلطة، ما يعكس تعقيدات المشهد الإقليمي وتطلعات الدول نحو دور أمريكي مؤثر في إعادة التوازن والاستقرار للمنطقة.
وهنأ قادة عدد من الدول، الإثنين، الرئيس دونالد ترامب بمناسبة أدائه اليمين الدستورية رئيسا للولايات المتحدة، حيث بعث الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة برقية تهنئة إلى ترامب بمناسبة أدائه اليمين الدستورية رئيسا للولايات المتحدة. كما بعث الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة، برقيتي تهنئة مماثلتين إلى ترامب.
وقال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، في منشور على حسابه الرسمي على منصة "إكس": "أؤكد على استمرار العمل والتعاون مع سيادته لتعزيز العلاقات الاستراتيجية بين بلدينا وتحقيق المصالح المشتركة بما يخدم مصالح الشعبين ويعزز الأمن والاستقرار في منطقتنا والعالم".
من جانبه، اعتبر الرئيس اللبناني جوزيف عون أن وجود ترامب في البيت الأبيض سيعطي العلاقات اللبنانية الأميركية دفعا إضافيا.
وأضاف، في برقية تهنئة وجهها إلى نظيره الأميركي: "أنا على يقين بأن وجودكم في سدة المسؤولية الأولى سيعطي للعلاقات اللبنانية الأميركية دفعا إضافيا ويعكس إرادة متبادلة على تعزيزها وتطويرها في المجالات كافة لاسيما لجهة وقوفكم إلى جانب لبنان واستمرار مساعدته في مسيرة تثبيت استقراره وبسط سيادته وإعادة النهوض بعد الظروف الصعبة التي مر بها في المرحلة الماضية والتي كان لبلادكم الصديقة دوراً بارزاً في وضع حد لها والانتقال إلى أفق جديدة من الأمان والطمأنينة".
أما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فأكد أن السنوات المقبلة ستشهد "أفضل أيام" العلاقات بين البلدين.
وجاء في رسالة له عبر الفيديو "أفضل أيام تحالفنا لا تزال أمامنا". وتابع "أعتقد أن عملنا معا سيرتقي بالتحالف بين الولايات المتحدة وإسرائيل إلى ذروات أعلى".
من جهته، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنه يتطلع إلى "تعاون نشط ومفيد للطرفين".
وأضاف على منصة "إكس": "الرئيس ترامب حاسم دائما، والسلام من خلال سياسة القوة التي أعلن عنها يوفر فرصة لتعزيز القيادة الأميركية وتحقيق سلام طويل الأمد وعادل، وهي الأولوية القصوى".
كما هنأ رئيس حكومة كندا جاستن ترودو، ترامب، وقال له "نحن أقوياء أكثر عندما نعمل معا".
وأوضح: "كندا والولايات المتحدة تقيمان الشراكة الاقتصادية الأكثر نجاحا في العالم وكل منهما هي الشريك التجاري الأول للآخر".
أما الرئيس التركي رجب طيب أردوغان فقال في مؤتمر صحفي عقده في أنقرة إن بلاده تهدف إلى أن تحافظ على العلاقات الطيبة التي تمتعت بها مع الولايات المتحدة خلال ولاية ترامب الأولى، خلال الولاية الثانية.
وقالت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني لدى تهنئة ترامب على العودة إلى البيت الأبيض، إن إيطاليا ستعمل على تعزيز الحوار بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.
وهنأت رئيسة المكسيك كلاوديا شينباوم ترامب على توليه منصبه داعية إلى "الحوار والاحترام والتعاون" بين البلدين.
آل سعود: ترامب لا يزيد خطر اندلاع حرب بين إيران وإسرائيل
قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود في دافوس يوم الثلاثاء إنه لا يعتقد أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تسهم في خطر اندلاع حرب بين إسرائيل وإيران،
وشكلت هذه القضية مصدرا للخوف في الشرق الأوسط منذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة الفلسطيني.
وأضاف الوزير خلال الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي في سويسرا أنه يأمل في أن يقابَل نهج ترامب تجاه إيران باستعداد طهران للتعامل بشكل إيجابي مع الإدارة الأمريكية ومعالجة قضية برنامجها النووي.
وقال الأمير فيصل “بشكل واضح، فإن أي حرب بين إيران وإسرائيل، أو أي حرب في منطقتنا، هو أمر يجب أن نحاول تجنبه قدر الإمكان”.
وأضاف “لا أرى أن الإدارة الأمريكية الجديدة تسهم في خطر اندلاع الحرب، بل على العكس من ذلك، كان الرئيس ترامب واضحا تماما في أنه لا يحبذ الصراع”.
وقال الوزير إنه سيزور لبنان في وقت لاحق من هذا الأسبوع، وهي أول زيارة من نوعها منذ أكثر من عشر سنوات.
وابتعدت المملكة عن لبنان لسنوات بسبب النفوذ القوي لجماعة حزب الله المدعومة من إيران على شؤون الدولة.
وقال الأمير فيصل إن انتخاب رئيس لبناني بعد فراغ طويل في المنصب أمر إيجابي لكن السعودية بحاجة إلى رؤية إصلاحات حقيقية حتى تزيد انخراطها هناك.
الزبيدي: عودة ترامب نقطة تحول في الحرب على الحوثيين
رحب نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، وهو الحكومة اليمنية المعترف بها من الأمم المتحدة، يوم الثلاثاء بعودة دونالد ترامب إلى رئاسة الولايات المتحدة، قائلا إنها نقطة تحول حاسمة ستؤدي لكبح جماح الحوثيين المدعومين من إيران، والذين قال إنهم يهددون الاستقرار الإقليمي والأمن البحري.
وقال عيدروس الزبيدي لرويترز إن القيادة القوية لترامب واستعداده لاستخدام القوة العسكرية يتناقضان بشكل حاد مع إدارة سلفه جو بايدن، التي قال إنها سمحت للحوثيين بتعزيز سلطتهم وقدراتهم العسكرية وتوسيع نطاق نفوذهم خارج اليمن.
وذكر الزبيدي في مقابلة على هامش الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس “فترة بايدن كانت بالنسبة للحوثيين فترة تمكنوا فيها من الحركة والسيطرة على الوضع في المحافظات التي هم فيها وتمكنوا من تجهيز قدراتهم بشكل أكبر وبدأوا يضربوا خارج نطاق اليمن”.
وتابع “ترامب وصل ويعرف ماذا يريد وهو صاحب قرار قوي”.
وأردف قائلا “نحن من المشجعين والمعجبين والداعمين لسياسة ترامب… لأن لديه شخصية تمتلك من قوة القرار ما يكفيه لحكم أمريكا والعالم”، مضيفا أنه يتوقع أن تبدأ المحادثات مع الإدارة القادمة قريبا.
ويسيطر الحوثيون على شمال غرب اليمن، حيث يعيش معظم سكان البلاد البالغ عددهم 23 مليون نسمة، بينما يسيطر المجلس الانتقالي الجنوبي على بقية الأراضي. ويريد المجلس استقلال جنوب اليمن ويحظى بدعم من الإمارات.
ويرأس الزبيدي المجلس الانتقالي الجنوبي، وهو جماعة مسلحة، ويشغل ثلاثة مقاعد في مجلس القيادة الرئاسي المكون من ثمانية أعضاء، وهو الحكومة الائتلافية التي تتخذ من عدن مقرا لها وتعارض الحوثيين.
وقال إن توحيد اليمن لا يزال بعيد المنال، ودعا إلى قيام دولتين كما كان الحال قبل عام 1990، عندما كان جنوب اليمن منفصلا عن شماله.
وتابع “بمجرد أن نصبح دولتين بيتحل الوضع”، مضيفا أن هناك حاجة إلى استراتيجية دولية وإقليمية ومحلية منسقة بقيادة الولايات المتحدة لضرب الحوثيين وإضعافهم ووقف هجماتهم على السفن التجارية الغربية التي تبحر في البحر الأحمر.
واستهدف الحوثيون أكثر من 100 سفينة بطائرات مسيرة وضربات صاروخية العام الماضي، فيما قالوا إنه تضامن مع الفلسطينيين في الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في غزة.
وقبل تنصيب ترامب يوم الاثنين، قال زعيم الحوثيين في اليمن عبد الملك الحوثي إن هجماتهم في البحر الأحمر ستقتصر على السفن التابعة لإسرائيل فقط بعد بدء وقف إطلاق النار في غزة، لكن الضربات قد تستأنف إذا تغير الوضع.
وقال الزبيدي “نأمل أن تقوم أمريكا.. أن يتحفزوا بردع الحوثي لأنهم سيستمروا في تهديد الملاحة البحرية”، ووصف الحوثيين بأنهم “التهديد الكبير” وأنهم “من ضمن تجمع دولي تقوده إيران وروسيا والصين”.
وبدأت الحرب في اليمن، وهي أحد أفقر الدول في الشرق الأوسط، في عام 2014 عندما اجتاح مقاتلو جماعة الحوثي العاصمة صنعاء وسيطروا على المؤسسات الحكومية.
وتوقفت عملية سلام ترعاها الأمم المتحدة لإنهاء الحرب، التي تسببت في أزمة إنسانية خطيرة، بعد بدء الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة.
وأدى الصراع في اليمن إلى ترسيخ وجود الحوثيين في شمال البلاد، حيث أقاموا ما يشبه دولة صغيرة يحكمونها بدعم من طهران.
وقال الزبيدي “الحرب هذه كلفت الكثير.. منها انهيار العملة لدرجة (أنها أصبحت) لا قيمة لها، أصبح الموظف يتقاضي 50-60 دولارا (شهريا).. (وتسببت) في انهيار الاقتصاد بالكامل، وإعادة الإعمار تحتاج المئات من مليارات الدولارات”.
رئيس وزراء قطر من دافوس: نأمل في عودة السلطة الفلسطينية إلى غزة
قال الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري يوم الثلاثاء إنه يأمل أن تعود السلطة الفلسطينية لإدارة قطاع غزة بمجرد انتهاء الحرب مع إسرائيل.
جاء ذلك خلال كلمة في الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي في سويسرا بعد يومين من سريان اتفاق وقف إطلاق النار في الحرب المستمرة منذ 15 شهرا بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في غزة والذي ساعدت قطر في التوسط فيه.
وذكر الشيخ محمد أنه ينبغي لسكان غزة، وليس أي بلد آخر، أن يملوا الطريقة التي سيحكم بها القطاع.
وأضاف أن الدوحة تأمل أن ترى السلطة الفلسطينية تعود إلى غزة وحكومة تعالج حقا قضايا الناس، مشيرا إلى أن هناك طريقا طويلا لقطعه مع قطاع غزة والدمار الذي لحق به.
ولم يتم بحث كيفية حكم غزة بعد الحرب بشكل مباشر في الاتفاق بين إسرائيل وحماس والذي أدى إلى وقف لإطلاق النار والبدء في إطلاق سراح الرهائن بعد ما يقرب من 15 شهرا من المحادثات بوساطة قطر ومصر والولايات المتحدة.
وترفض إسرائيل أي دور حاكم لحركة حماس التي أدارت غزة قبل الحرب، كما أنها تعارض بنفس القدر تقريبا حكم السلطة الفلسطينية، وهي السلطة التي تم انشاؤها بموجب اتفاقيات أوسلو للسلام المؤقتة قبل ثلاثة عقود والتي لها سلطة محدودة في الضفة الغربية.
وتواجه السلطة الفلسطينية، التي تهيمن عليها حركة فتح التي أنشأها الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، معارضة من حركة حماس التي أخرجت السلطة الفلسطينية من غزة عام 2007 بعد حرب أهلية قصيرة.
الإدارة السورية الجديدة: لدينا ثقة في ترامب
هنأ رئيس الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على تنصيبه يوم الاثنين، قائلا إنه يتطلع إلى تحسين العلاقات بين البلدين.
وأضاف الشرع في بيان أن هناك ثقة في أن ترامب هو الزعيم الذي سيحقق السلام في الشرق الأوسط وسيعيد الاستقرار إلى المنطقة.
وفرضت الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي ودول أخرى عقوبات قاسية على سوريا بعد حملة الرئيس المخلوع بشار الأسد لقمع الاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية في 2011 والتي تحولت إلى حرب أهلية.
وفي أوائل يناير كانون الثاني، أصدرت واشنطن إعفاء من العقوبات على المعاملات مع المؤسسات الحكومية السورية لستة أشهر في مسعى لتسهيل تدفق المساعدات الإنسانية.
ورحبت سوريا بالتحرك، لكنها حثت على رفع العقوبات بالكامل لدعم تعافيها.