أوروبا أمام تحديات استراتيجية كبرى..
تصاعد التوترات بين ترامب وزيلينسكي: هل تتخلى واشنطن عن دعم أوكرانيا؟
تحولت زيارة الرئيس الأوكراني للبيت الأبيض إلى مشادة مع دونالد ترامب، تلتها تقارير عن نية قطع الدعم العسكري الأمريكي لكييف. هذا التطور يضع أوكرانيا وحلفاءها الأوروبيين أمام تحدٍ كبير، وسط تساؤلات حول مستقبل المساعدات الغربية والعلاقات عبر الأطلسي في ظل الصراع مع روسيا.

ترامب يدرس وقف مليارات الدولارات من المساعدات لأوكرانيا
أكدت تقارير إعلامية أمريكية، يوم السبت، أن الرئيس دونالد ترامب يدرس قطع الدعم العسكري والمساعدات المقدمة لأوكرانيا، وذلك بعد مشادة حادة مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض يوم الجمعة. هذا القرار المحتمل يضع الدول الأوروبية أمام تحديات كبيرة في ظل تصاعد الضغوط لدعم كييف في مواجهة الصراع مع روسيا.
ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن مصادر في إدارة ترامب أن البيت الأبيض يفكر في وقف شحنات المساعدات العسكرية لأوكرانيا بالكامل، وهي خطوة تهدف إلى الضغط على زيلينسكي الذي يُنظر إليه على أنه متمسك بمواقفه وغير مستعد لتقديم تنازلات تتماشى مع رؤية ترامب لحل سريع للأزمة مع روسيا.
وأوضحت الصحيفة أن هذا القرار قد يشمل مليارات الدولارات من المعدات العسكرية، مثل الرادارات، والمركبات، والصواريخ، التي كانت جاهزة للشحن. وأشارت إلى أن الشحنات المتبقية من إدارة الرئيس السابق جو بايدن بدأت تتضاءل، دون أن تقدم إدارة ترامب أي ضمانات واضحة باستمرار الدعم.
ومن جانبها، ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن الإدارة الأمريكية قد تلغي حتى المساعدات التي تم تمويلها سابقًا في عهد بايدن، والتي تبلغ قيمتها حوالي 4 مليارات دولار من مخزون وزارة الدفاع الأمريكي. كما أفادت بأن ترامب يدرس وقف الدعم غير المباشر، مثل تبادل المعلومات الاستخباراتية، تدريب القوات الأوكرانية، وإدارة مركز تنسيق المساعدات في ألمانيا.
وتحولت زيارة زيلينسكي إلى واشنطن إلى مواجهة حادة، حيث وجه ترامب ونائبه جاي دي فانس انتقادات للرئيس الأوكراني، متهمين إياه بعدم "الامتنان" للدعم الأمريكي السابق، مع رفضهما مناقشة مبادرات سلام محتملة. ونقلت شبكة "سي إن إن" عن مسؤول في البيت الأبيض قوله لزيلينسكي إنه "ليس في وضع يسمح له بالتفاوض". كما حذر السيناتور الجمهوري ليندسي جراهام، عقب لقائه بزيلينسكي، من أن "ما يفعله ترامب هو إعادة ضبط العلاقة"، داعيًا الرئيس الأوكراني إلى عدم التقليل من جدية الموقف.
ومع تزايد احتمالات تقليص الدعم الأمريكي، يواجه حلفاء أوكرانيا الأوروبيون ضغوطًا متصاعدة لتعويض النقص. ومن المقرر أن يعقد قادة الاتحاد الأوروبي اجتماعًا في بروكسل يوم الخميس لمناقشة تعزيز الدفاع الأوروبي وتأمين حزمة مساعدات عسكرية جديدة لكييف. وبحسب "واشنطن بوست"، بدأ القادة الأوروبيون بمراجعة مخزونات أسلحتهم لتقييم قدرتهم على دعم أوكرانيا بشكل مستقل، وسط تساؤلات حول إمكانية تحمل هذا العبء بمفردهم.
وألقت هذه التطورات بظلالها على العلاقات بين الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين التقليديين، مما يكشف عن توترات عميقة. ووفقًا لـ"واشنطن بوست"، يجد القادة الأوروبيون أنفسهم أمام خيارين صعبين: إما السعي لإصلاح العلاقات مع إدارة ترامب، أو تحمل مسؤولية دعم أوكرانيا بمفردهم في مواجهة روسيا. وتظل القدرة الأوروبية على ملء الفراغ الناتج عن انسحاب الدعم الأمريكي محل شك، مما يضع المستقبل الاستراتيجي للمنطقة على المحك.
وتشير هذه الأحداث، التي بدأت يوم الجمعة، إلى تحول محتمل في السياسة الأمريكية تجاه أوكرانيا، مع تداعيات بعيدة المدى على الصراع الدائر وعلى الشراكة عبر الأطلسي. ومع تصاعد التوترات، يبقى السؤال المطروح: هل ستتمكن أوروبا من تحمل مسؤولية دعم أوكرانيا، أم أن هذا القرار سيعيد تشكيل ديناميكيات الصراع برمته؟