الصراع الفلسطيني الاسرائيلي..

ترمب يتراجع عن تهجير الفلسطينيين: مصر تدعو لاستغلال الفرصة لدفع عملية السلام

أعربت مصر عن تقديرها لتصريحات الرئيس الأمريكي التي أكد فيها عدم رغبته في تهجير سكان قطاع غزة، معتبرة أنها تعكس تفهماً لضرورة تجنب تفاقم الأوضاع الإنسانية. يأتي هذا التصريح بعد تراجع ترمب عن فكرة سابقة لتهجير الفلسطينيين، وسط جهود عربية ودولية لدفع عملية السلام في الشرق الأوسط نحو حل عادل ومستدام.

الرئيس الأميركي دونالد ترامب

واشنطن

في تطور لافت يعكس تغيراً في الموقف الأمريكي تجاه القضية الفلسطينية، أعربت مصر يوم الخميس 13 مارس 2025 عن تقديرها لتصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترمب التي أكد فيها عدم رغبته في طرد الفلسطينيين من قطاع غزة. جاءت هذه التصريحات بعد أكثر من شهر على طرحه فكرة تهجير سكان القطاع، وهي الفكرة التي قوبلت برفض فلسطيني وعربي واسع. 

يأتي هذا الموقف في سياق جهود إقليمية ودولية لإيجاد حلول عادلة ومستدامة للصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، حيث تسعى مصر والدول العربية للاستفادة من هذا التوجه لدفع عملية السلام في الشرق الأوسط.

تفاصيل الموقف الأمريكي

خلال مؤتمر صحفي عقد يوم الأربعاء في البيت الأبيض بحضور رئيس وزراء إيرلندا مايكل مارتن، رد ترمب على سؤال حول خطته المزعومة لطرد الفلسطينيين من غزة قائلاً: "لا أحد يريد طرد أي فلسطيني". 

يمثل هذا التصريح تراجعاً عن مقترحات سابقة طرحها ترمب تضمنت تهجير سكان غزة كجزء من رؤية لإعادة إعمار القطاع تحت سيطرة أمريكية، وهي خطة وصفها سابقاً بـ"ريفييرا الشرق الأوسط". هذا التحول في الموقف لاقى ترحيباً من مصر والفلسطينيين على حد سواء، مع دعوات لاستغلاله كفرصة لدفع جهود السلام.

رد مصر الرسمي

أصدرت وزارة الخارجية المصرية بياناً رحبت فيه بتصريحات ترمب، مؤكدة أنها "تعكس تفهماً لأهمية تجنب تفاقم الأوضاع الإنسانية في غزة". وشددت القاهرة على ضرورة البناء على هذا التوجه الإيجابي من خلال تبني مسار شامل يحقق الاستقرار والأمن لجميع الأطراف. وأشارت إلى أن مبادرة ترمب لإنهاء الصراعات الدولية يمكن أن تشكل إطاراً عملياً لتحقيق السلام، بشرط مراعاة تطلعات الشعب الفلسطيني، وخاصة حقه في إقامة دولة مستقلة على حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

كما دعت مصر الأطراف الدولية والإقليمية إلى تكثيف الجهود لدعم عملية التسوية السلمية، مؤكدة التزامها بدعم المبادرات الجادة التي تهدف إلى تحقيق سلام عادل وشامل في المنطقة.

لقاءات دبلوماسية

على هامش اجتماع الوزراء العرب في الدوحة يوم الأربعاء، التقى وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي بالمبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيفين ويتكوف ومنسق الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي الأمريكي إريك تريجر. واستعرض الوزير تفاصيل الخطة العربية لإعادة إعمار غزة التي أقرتها القمة العربية غير العادية في القاهرة يوم 4 مارس، والتي تبلغ تكلفتها 53 مليار دولار. واتفق الطرفان على مواصلة التشاور والتنسيق لدعم هذه الجهود كأساس لإعادة إعمار القطاع واستعادة الاستقرار في المنطقة.

موقف الفلسطينيين وحماس

رحبت حركة حماس بتصريحات ترمب، معتبرة أنها إذا كانت تعكس تراجعاً فعلياً عن فكرة التهجير فهي "خطوة مرحب بها". ودعت الحركة إلى استكمال هذا الموقف بإلزام إسرائيل بتطبيق اتفاقيات وقف إطلاق النار. من جانبه، أشاد الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة بهذا التحول، واصفاً إياه بـ"الخطوة على الطريق الصحيح"، معربًا عن أمله في أن تتبنى الإدارة الأمريكية مساراً سياسياً يستند إلى الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية. وأكد أن الموقف العربي الموحد وصمود الشعب الفلسطيني ساهما في التراجع عن فكرة التهجير.

الخطة العربية لإعادة الإعمار

في وقت سابق من مارس، تبنى القادة العرب خطة مصرية لإعادة إعمار غزة تهدف إلى تجنب تهجير الفلسطينيين، على عكس الرؤية الأمريكية السابقة التي اقترحت سيطرة الولايات المتحدة على القطاع. تأتي هذه الخطة في ظل الدمار الهائل الذي خلفته العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة على مدى 17 شهراً، والتي أودت بحياة عشرات الآلاف.

يمثل تراجع ترمب عن فكرة تهجير سكان غزة نقطة تحول محتملة في السياسة الأمريكية تجاه الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي. ورغم أن هذا الموقف لاقى ترحيباً واسعاً من مصر والفلسطينيين، فإن التحدي يكمن في ترجمته إلى خطوات عملية تدعم السلام العادل والشامل. تؤكد مصر والدول العربية على أهمية البناء على هذا التوجه من خلال التنسيق المشترك ودعم الخطة العربية لإعادة إعمار غزة، مع التمسك بحق الشعب الفلسطيني في دولته المستقلة كأساس لتحقيق الاستقرار في المنطقة.