انهيار الهدنة..
إسرائيل تستأنف القتال في غزة: مئات القتلى في غارات جوية مكثفة
تصاعدت الأوضاع في غزة بعد غارات إسرائيلية عنيفة أودت بحياة 413 شخصًا، وفقًا لوزارة الصحة التابعة لحماس، حيث تعهدت إسرائيل بمواصلة القتال ضد الحركة لإعادة الرهائن. جاء ذلك عقب تعثر الهدنة التي بدأت في 19 يناير 2025، بعد 15 شهرًا من حرب اندلعت إثر هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، مما يهدد بتفاقم الأزمة في القطاع.

غزة تحت القصف: تصعيد إسرائيلي واسع النطاق بعد انهيار الهدنة
شهد قطاع غزة تصعيدًا عسكريًا خطيرًا يوم الثلاثاء، 18 مارس 2025، حيث وعدت إسرائيل بمواصلة القتال ضد حركة حماس حتى إعادة الرهائن المحتجزين لديها، وذلك بعد غارات جوية عنيفة أسفرت عن مقتل 413 شخصًا، وفقًا لوزارة الصحة التابعة لحماس. يأتي هذا التصعيد في أعقاب انهيار الهدنة التي بدأت في 19 يناير 2025، بعد 15 شهرًا من الحرب التي اندلعت عقب هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023.
تفاصيل الغارات الإسرائيلية
أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، عن بدء هجوم واسع النطاق استهدف "أهدافًا إرهابية" تابعة لحماس في أنحاء القطاع. وأكدت الحكومة الإسرائيلية أن الغارات جاءت بأمر من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس، ردًا على رفض حماس الإفراج عن الرهائن ومقترحات الوسطاء. وأفادت وزارة الصحة في غزة بأن الضحايا شملوا أطفالًا ونساء، مع إصابة المئات، بينهم عشرات في حالة حرجة. كما أعلنت حماس مقتل أربعة من قادتها، بينهم رئيس حكومتها في القطاع، عصام الدعاليس.
سياق الهدنة وأسباب التصعيد
بدأت الهدنة في يناير 2025 بعد مفاوضات شاقة بوساطة الولايات المتحدة وقطر ومصر، واستمرت المرحلة الأولى ستة أسابيع، تم خلالها الإفراج عن 33 رهينة مقابل أكثر من 1800 معتقل فلسطيني. لكن الخلافات حول المرحلة التالية، التي كان من المفترض أن تؤدي إلى وقف دائم للحرب وانسحاب إسرائيل من غزة، أدت إلى تعثر المفاوضات. واتهمت إسرائيل حماس بالتنصل من الالتزامات، بينما أكدت الحركة أنها ملتزمة بالهدنة لكن إسرائيل انقلب عليها.
ردود الفعل المحلية
أثارت الغارات ذعرًا واسعًا بين سكان القطاع البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة. وصفت جيهان النحال، من حي النصر، المشهد بأنه "جحيم حقيقي"، مشيرة إلى الانفجارات العنيفة والدمار. بينما قال رامز العمارين من منطقة الزيتون إن "نار جهنم" أعيد فتحها على غزة. وأكد الدفاع المدني استهداف خيام النازحين ومراكز الإيواء، مما زاد من الأزمة الإنسانية.
الموقف الإسرائيلي
أكدت إسرائيل أن أهدافها تشمل إعادة 58 رهينة ما زالوا في غزة (من أصل 251 اختطفوا في 2023) والقضاء على حماس. وقال مسؤول إسرائيلي إن الغارات استهدفت قادة عسكريين وبنية تحتية، مشيرًا إلى أن العملية ستتوسع. وحذر وزير الدفاع كاتس من أن إسرائيل لن تتوقف حتى تحقيق أهدافها.
موقف حماس
اتهمت حماس إسرائيل بـ"الانقلاب" على الهدنة و"استئناف حرب الإبادة"، معتبرة أن القرار يعرض حياة الرهائن للخطر. وأكد قيادي في الحركة أنها تعمل مع الوسطاء لوقف العدوان، داعية الأمم المتحدة إلى التدخل.
ردود الفعل الدولية
أثارت الغارات مواقف دولية منددة. وحذرت مصر من "عواقب وخيمة"، بينما اعتبرت تركيا الضربات "مرحلة جديدة في سياسة الإبادة". كما عبرت روسيا عن قلقها من "دوامة التصعيد"، وأبدى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش "صدمته". وفي واشنطن، أكد البيت الأبيض أن إسرائيل استشارت إدارة ترامب قبل الهجوم، مع تهديد أمريكي بـ"فتح أبواب الجحيم" على من يهدد إسرائيل.
الخسائر البشرية
منذ بدء الحرب في 2023، بلغت حصيلة القتلى في غزة 48,577 شخصًا، معظمهم مدنيون، وفقًا لوزارة الصحة، بينما قتل 1,218 شخصًا في إسرائيل خلال هجوم حماس الأولي. وأضافت غارات الثلاثاء 413 قتيلًا إلى الحصيلة الفلسطينية.
يمثل هذا التصعيد انتكاسة كبيرة لجهود السلام، ويعيد غزة إلى دوامة العنف والدمار. ومع تعثر المفاوضات وتصاعد الخطاب السياسي والعسكري، تبقى الأزمة الإنسانية والرهائن في صلب الصراع، وسط مخاوف دولية من تفاقم الوضع في المنطقة.