وسط تصاعد التوترات الإقليمية..

العراق تنفي تقارير تدريب الحوثيين في ديالى وتدعو لتوخي الحذر في نقل المعلومات

تتصاعد التوترات في المنطقة مع نفي العراق استخدام الحوثيين لمعسكر تدريب في ديالى، وسط ضغوط أمريكية لمنع دعمهم من فصائل موالية لإيران. يتزامن ذلك مع هجمات أمريكية على الحوثيين في اليمن وتهديدات ميليشيات عراقية بالرد، مما يهدد استقرار العراق.

العراق ينفي استخدام الحوثيين لمعسكر تدريب على أراضيه وسط تصاعد التوترات الإقليمية

بغداد

في بيان رسمي صادر يوم الخميس، نفت خلية الإعلام الأمني التابعة لقيادة العمليات المشتركة العراقية التقارير التي تحدثت عن استخدام جماعة الحوثيين اليمنية لمعسكر تدريب في منطقة الخالص بمحافظة ديالى العراقية. 

وجاء في البيان: "في الوقت الذي ننفي فيه هذه الأنباء جملةً وتفصيلاً، ندعو إلى توخي الدقة في نقل المعلومات"، وذلك رداً على ما تداولته بعض وسائل الإعلام. يأتي هذا النفي في سياق حساس، حيث تزايدت التوترات الإقليمية بعد تحذيرات أمريكية وجهتها واشنطن إلى حكومة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني بشأن مخاطر دعم الميليشيات الموالية لإيران للحوثيين، خاصة مع استمرار التصعيد ضد القواعد والمصالح الأمريكية في العراق.

التحذيرات الأمريكية وردود الفعل العراقية

كشفت مصادر عراقية أن وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث حذر السوداني من أن أي تدخل للفصائل المسلحة العراقية في دعم الحوثيين ضد الهجمات الأمريكية في اليمن سيواجه برد عسكري سريع من واشنطن داخل العراق. 

وأشارت المصادر إلى أن هذا التحذير يهدف إلى منع تكرار سيناريوهات سابقة شهدت تدخل هذه الفصائل في نزاعات إقليمية مثل حرب لبنان وغزة. في المقابل، تسعى الحكومة العراقية إلى الحفاظ على توازن دقيق بين القوى الإقليمية والدولية، لكنها تواجه ضغوطاً متزايدة من الولايات المتحدة التي طالبت بحل فصائل الحشد الشعبي ونزع سلاحها، وهو مطلب يصعب على بغداد تحقيقه نظراً للنفوذ الإيراني القوي في البلاد.

التصعيد الأمريكي ضد الحوثيين والردود العراقية

شن الطيران الأمريكي هجمات عنيفة على مواقع الحوثيين في اليمن بعد إعادة تصنيف الجماعة كمنظمة إرهابية، نتيجة استمرار هجماتها في البحر الأحمر ضد الملاحة البحرية احتجاجاً على الحرب الإسرائيلية في غزة. هذه التطورات أثارت ردود فعل متصاعدة من ميليشيات شيعية عراقية جديدة، بدأت تتبنى خطاباً تهديدياً ضد القواعد والمصالح الأمريكية والغربية في العراق. ويرى مراقبون أن هذا التصعيد قد يكون مقدمة لمواجهة أكبر في المنطقة، بدعم من إيران التي تعتبر الداعم الرئيسي لهذه الفصائل.

تهديدات الفصائل العراقية ودور إيران

ظهرت تهديدات من مجموعات مسلحة مجهولة، قد تكون واجهة لميليشيات منخرطة في الحشد الشعبي، مثل حركة النجباء و"قوات درع العباس الاستشهادية" و"كتائب صرخة القدس"، التي أعلنت نيتها استهداف القوات الأمريكية رداً على الغارات في اليمن. 

وكشفت تقارير عن اجتماع طارئ عقدته هذه الفصائل مؤخراً لمناقشة الرد على الهجمات الأمريكية، مما يثير مخاوف من احتمال استغلال إيران لهذه المجموعات في ظل الضغوط الأمريكية المتصاعدة ضدها.

في الوقت نفسه، أفادت تقارير بزيارة سرية أجراها قائد الحرس الثوري الإيراني، اللواء إسماعيل قاآني، إلى بغداد، حيث التقى قيادات من الإطار التنسيقي وفصائل الحشد الشعبي والسفير الإيراني. وأكد قاآني خلال الزيارة على ضرورة التزام العراق بالحياد في الصراعات الإقليمية، وضبط الملف الأمني الداخلي لتجنب التصعيد الخارجي غير المسيطر عليه من قبل الدولة.

التحديات أمام الحكومة العراقية

تواجه حكومة السوداني معضلة كبيرة، حيث تتزايد المخاوف من أن تؤدي الغارات الأمريكية في اليمن إلى دفع الفصائل العراقية لإنهاء الهدنة الهشة مع القوات الأمريكية واستئناف الهجمات ضدها داخل العراق، مما قد يترتب عليه تداعيات خطيرة. 

ومع استمرار النفوذ الإيراني ومحدودية قدرة بغداد على السيطرة على هذه الفصائل، يبقى الوضع الأمني في العراق على كف عفريت، وسط ضغوط متزايدة من واشنطن لاحتواء التصعيد وتفكيك هذه الميليشيات.

يعكس نفي قيادة العمليات المشتركة استخدام الحوثيين لمعسكر تدريب في العراق محاولة لتهدئة التوترات مع الولايات المتحدة، لكن التهديدات المتصاعدة من الفصائل الموالية لإيران تشير إلى أن المنطقة قد تشهد مواجهات أوسع. ومع تداخل المصالح الإيرانية والأمريكية في العراق، يظل الوضع معقداً، حيث تحاول بغداد الحفاظ على حيادها وسط تصاعد الضغوط الداخلية والخارجية.