حوار نسوي بلا وصاية حزبية..

بين التمكين والتهميش.. هل تجد اليمنيات المستقلات موطئ قدم في الفضاء العام؟

"قررنا أن نخلق مساحة للنساء اللاتي لا صوت لهن، خارج قوالب الانتماء الحزبي والإيديولوجي. "د. أشجان الفضلي:

النساء لسن كلهن منتميات.. "منصة المرأة المستقلة" ترفض التأطير السياسي

د. اشجان الفضلي
المدير التنفيذي لمؤسسة اليوم الثامن للاعلام والدراسات

في مجتمع غالبًا ما تُحجَب فيه أصوات النساء أو تُختزَل، تبرز الحاجة الماسة إلى فضاءات آمنة ومُمَكِّنة تتيح لهن التعبير عن آرائهن وتوجيه جهودهن نحو إحداث تغيير إيجابي، من هذا المنطلق، بزغت منصة "المرأة المستقلة" لتكون منبرًا حيويًا للنساء المستقلات سياسيًا والعاملات في قلب المشاركة المجتمعية. هذا التحقيق الصحفي الذي تقوم به مؤسسة اليوم الثامن للإعلام والدراسات يستكشف نشأة هذه المنصة وأهدافها الطموحة، ويتعمق في آراء النساء اللاتي انضممن إليها، ليكشف عن أهم القضايا المجتمعية التي تشغل بالهن وتدفعهن نحو العمل والتأثير، ونحلل كيف يمكن لهذه المنصة أن تكون قوة دافعة لتحقيق تطلعاتهن نحو التغيير المنشود.

أهداف التحقيق الصحفي:

_ تقديم نبذة تعريفية شاملة عن منصة "المرأة المستقلة" (تاريخ إنشائها ورسالتها).

_ شرح الأهداف الرئيسة التي تسعى المنصة لتحقيقها في مجال تمكين المرأة والمشاركة المجتمعية.

_ تقديم معلومات عن خلفية المؤسسة ودوافعها لإنشاء المنصة ورؤيتها للمستقبل.

_ جمع وتحليل آراء المستفيدات حول أهم القضايا المجتمعية التي تهمهن.

_ تحديد أبرز القضايا المجتمعية التي تشغل بال النساء المستفيدات من المنصة.

_ تقييم الدور المحتمل لمنصة "المرأة المستقلة" في تعزيز المشاركة المجتمعية للمرأة.

_ إبراز أهمية منصات تمكين المرأة ودورها في التعبير عن آراء النساء وتوجيه جهودهن نحو التغيير.

النشأة والأهداف 

22 فبراير 2025م - منصة المرأة المستقلة: هنا، حيث تلتقي قوة الإرادة وتُترجم الأحلام إلى واقع ملموس!

رانيا خالد

هذه المنصة هي مساحتنا الآمنة، نحن النساء المستقلات، ندعم بعضنا بعض ونعلي أصواتنا الواثقة. هنا نتبادل الخبرات والمعرفة، نصقل قدراتنا، ونساند خطواتنا بثبات نحو التمكين الحقيقي. إيماننا راسخ بأن كل امرأة تحمل في داخلها قوة التغيير، وفي هذا المجتمع، سنجد السند، العلم، والتوجيه لتجاوز كل التحديات. لسنا مجرد منصة رقمية... بل قوة نسائية متحدة، حان الوقت ليُسمَع صوتها بوضوح وتأثير.

أهداف المنصة:

 1. العمل معًا من أجل إيصال صوت المرأة المستقلة وإشراكها في مراكز صنع القرار.

2. بناء قدرات المرأة المستقلة عن طريق تدريبات وورش عمل في مختلف المجالات.

3. التشبيك والتواصل وخلق بيئة تفاعلية للتعارف والتعاون بين النساء المستقلات.

4. تقديم محتوى ومناقشات تساعد في تحسين الصحة النفسية والاجتماعية للعضوات.

5. التوعية بحقوق المرأة: نشر مواد ومعلومات تسهم في رفع الوعي بحقوق النساء في المجتمع.

6. دعم ومناصرة المرأة المستقلة.

نبذة تعريفية عن رئيسة منصة المرأة المستقلة 

أكاديمية وباحثة من مدينة عدن في جنوب اليمن، متخصصة في علم الاجتماع، وحاصلة على درجة الدكتوراه من كلية الآداب، تتمتع بخبرة أكاديمية وإدارية واسعة، حيث شغلت منصب نائب عميد كلية التربية الرياضية لشؤون المجتمع والتطبيق العملي، كما تولت منصب نائب رئيس المرصد العربي للأخلاق. إلى جانب عملها الأكاديمي، تُعرَف بنشاطها المجتمعي والحقوقي، فهي عضو فريق المساعدين القانونيين والمجتمعيين ضمن مشروع الوصول الشامل للعدالة. كما تعمل مدربة متخصصة في بناء القدرات، متعاونة مع العديد من المنظمات والجهات المحلية والدولية في هذا المجال.

تشغل منصب رئيس ومؤسس “منصة المرأة المستقلة”، وهي أول منصة يمنية تستهدف المرأة المستقلة — أي التي لا تنتمي إلى أي حزب أو كيان سياسي — وتهدف إلى تمكين النساء من خلال التدريب، وبناء القدرات، والمساعدة القانونية، والدعم الاقتصادي والاجتماعي.

علاوة على ذلك، تترأس مبادرة “إيجابيون للتنمية والسلام”، التي تسعى إلى تعزيز التنمية وبناء السلام في المجتمع، كما أنها عضو في عدة لجان ومبادرات مجتمعية.
في المجال الإعلامي، تكتب في مؤسسة “اليوم الثامن” للإعلام والدراسات، حيث تتناول قضايا اجتماعية متنوعة مثل التعليم، عمالة الأطفال، ودور المجتمع في البناء والتطوير. كما شاركت ضمن لجنة مناقشة أبحاث الماجستير وأسهمت في إعداد العديد من الأبحاث العلمية التي تخدم المجتمع والعلم.

وفي سياق متصل، استطلعت اليوم الثامن للإعلام والدراسات آراء شخصيات فاعلة في المجتمع اليمني حول أهمية وتحديات هذه المبادرة.

برأيك، ما هي الأهمية الأساسية لوجود منصات مثل 'المرأة المستقلة' في مجتمعاتنا اليوم؟"

حصلت اليوم الثامن على مداخلة تمثل كنزًا حقيقيًا لأي تحقيق صحفي يسعى لتسليط الضوء على وضع المرأة المستقلة والتحديات التي تواجهها، وأهمية وجود منصة تحتضنها وتمكنها. بصفتها مديرة عامة للإدارة العامة لتنمية المرأة، الأستاذة اشتياق محمد سعد:

1. تسليط الضوء على الإشكالية:

"تشير الأستاذة اشتياق محمد سعد المديرة العامة للإدارة العامة لتنمية المرأة، إلى أن 'الوضع الذي نعيشه هو عبارة عن محاصصة للنساء الحزبيات، وهن أكثر حظًا من النساء المستقلات...' هذا الواقع يسلط الضوء على التحديات التي تواجه النساء اللاتي لا ينتمين إلى أي كيانات سياسية أو حزبية في الحصول على فرص متكافئة للمشاركة والتقدم في المجتمع."

2. أهمية دعم المرأة المستقلة:

تؤكد الأستاذة اشتياق محمد سعد "على الدور الحيوي الذي يجب أن تلعبه الدولة في دعم المرأة المستقلة وتشجيعها، قائلة: 'دور الإدارة ودور الدولة أن تقف بجانب المرأة المستقلة، وتعمل على تشجيعها، وتعمل على أن تشترك معها، وتعمل على الدفع بها وإعطائها الفرص والمنح التي تحظى بها النساء المنخرطات في الأحزاب والمكونات".

3. فكرة ومنهجية منصة المرأة المستقلة وأهميتها:

ترى الأستاذة اشتياق محمد سعد "في انبثاق منصة المرأة المستقلة فرصة سانحة لكل امرأة لم تحظَ بأي فرصة، مؤكدة أن 'هذه المرأة عندها القدرة وعندها الكفاءة أن تكون في مناصب معينة وأن يكون لها صوت ولها قرار ولها رأي في المجتمع...".

4. للتأكيد على دعم الإدارة العامة لهذه المبادرة:

من جانبها، أعربت الأستاذة اشتياق محمد سعد "عن سعادتها بانبثاق منصة المرأة المستقلة، مؤكدة دعم الإدارة العامة والسلطة المحلية لهذه المبادرة، ومضيفة: 'نحن في الإدارة العامة وفي السلطة المحلية داعمين لهذه المنصة، وإن شاء الله سيكون جزء من أنشطة الإدارة وفقًا للإمكانية ووفق الدعم المتاح لها من الإدارة، وستقوم بتخصص دعم للمنصة وأيضًا حسب المشاريع الملائمة للإدارة العامة".

وفي ختام مداخلتها، أكدت الأستاذة اشتياق محمد سعد على أهمية تمكين المرأة المستقلة لتكون 'جزءًا من بناء أسرة بسلام، وأيضًا تكون من النساء التي تعمل لوطنهن ومجتمعهن بصورة بناء فاعلة كعادة المرأة تكون شريكًا حقيقيًا في بناء السلام المستدام".

ومع انطلاق منصة المرأة المستقلة في 22 فبراير 2025م، يبرز التساؤل حول مدى ملاءمة هذا التوقيت وأهميته. وفي هذا السياق، يؤكد الأستاذ رفيق سيف الشرعبي، عضو فريق الإدارة العامة لشؤون المرأة بمكتب رئاسة الجمهورية وعضو اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني، على أن المنصة جاءت "في الوقت الأكثر حاجة إليها. ففي ظل تفاقم الاستقطاب السياسي، وتزايد محاولات تسييس قضايا المرأة، برزت الحاجة الملحة لمنبر مستقل يعطي للمرأة صوتًا حرًا يعبر عنها بوصفها إنسانة قبل أن يلحقها بأي كيان سياسي أو أيديولوجي".

 تطلع النساء المستقلات إلى أن تكون هذه المنصة حاضنة لطموحاتهن وتطلعاتهن، وحول سؤالنا عن الخطوات الإيجابية والناجحة التي يمكن أن تحققها المنصة لدعمهن، أوضح الأستاذ الشرعبي قائلًا: "بالتأكيد، إذا التزمت المنصة بمبادئ الشفافية، والعمل الجماعي، والتمكين الحقيقي لا الشكلي، فبإمكانها أن تتحول إلى حاضنة حقيقية للطاقات النسوية، ومساحة آمنة للتعبير والتطوير..." إلا أن الطريق قد لا يكون مفروشًا بالورود،

 وقد لخص الأستاذ الشرعبي التحديات المحتملة التي قد تواجه المنصة، أبرزها: "المجتمع الذكوري والتقاليد الراسخة التي تنظر بعين الريبة لأي حراك نسوي مستقل، ومحاولات تسييس المنصة أو احتوائها من قبل قوى متصارعة.

في ختام حديثنا مع الأستاذ رفيق سيف الشرعبي، وجه رسالة قوية تؤكد على جوهر هذه المبادرة. وعند سؤاله عن كلمة أخرى يود قولها، اختتم حديثه بالتأكيد على أن "المرأة المستقلة ليست مشروعًا سياسيًا، بل هي قضية وعي وكرامة. ومنصة المرأة المستقلة ليست مجرد منظمة، بل هي صرخة في وجه الإقصاء والتبعية. وما لم نحسن استثمار هذه اللحظة، فقد نمنح خصوم الحرية فرصة لإسكات صوت نسائنا مرة أخرى. فلتكن المنصة بداية لزمن نسوي مختلف.. مستقل وشجاع.

في خطوة واعدة نحو تعزيز دور المرأة اليمنية المستقلة، برزت مؤخرًا "منصة المرأة المستقلة" بوصفها مبادرة تسعى لتغيير الواقع الذي يحد من استقلاليتهن وإبداعهن. يُنظَر إلى هذه المنصة كبذرة أولى قد تنمو لتحدث تأثيرًا إيجابيًا واسع النطاق في حياة المرأة اليمنية وتعزز مكانتها في المجتمع. وفي هذا السياق، كان لنا حديث مع الأستاذ محمد الأصبحي، نائب مدير مكتب رعاية الشباب برئاسة الوزراء، لاستطلاع رأيه حول هذه المبادرة وأهميتها.

الأصبحي يرى في المنصة "نقطة انطلاق حيوية":

يرى الأستاذ محمد الأصبحي نائب مدير مكتب رعاية الشباب برئاسة الوزراء أن "منصة المرأة المستقلة تمثل خطوة أولى نحو تمكين المرأة اليمنية المستقلة وتغيير الواقع الذي يحد من استقلاليتهن وإبداعهن. هذه المنصة يمكن أن تكون نقطة انطلاق لتحقيق تأثير إيجابي واسع النطاق في حياة المرأة وتعزيز مكانتها في المجتمع" ويضيف مؤكدًا على إمكاناتها في تقديم الدعم الشامل، مشيرًا إلى أن "منصة المرأة المستقلة يمكن أن تقدم دعمًا كبيرًا للمرأة المستقلة عبر مجموعة متنوعة من الجوانب والبرامج المخصصة التي تُعزز من استقلاليتها وتمكينها".

آلية عمل المنصة:

تتخذ منصة المرأة المستقلة حاليًا شكل مجموعة تفاعلية على تطبيق واتساب، حيث توفر "مساحة تفاعلية رقمية للمرأة المستقلة للتواصل والمشاركة في النقاشات البناءة" وتشدد القائمات على المنصة على أهمية "احترام التنوع وقبول الاختلاف لتعزيز بيئة داعمة وقبول الرأي الآخر" فضلًا عن التخطيط لـ "تنظيم لقاءات منتظمة لمناقشة القضايا والتحديات الخاصة بالمرأة" وتؤكد المؤسسات على أن "هذه المنصة ليست مجرد بداية بل هي فرصة لخلق تحول حقيقي يُساعد النساء على تحقيق الاستقلالية والمشاركة الفاعلة في بناء مستقبل أفضل".

تحديات محتملة في طريق التمكين: 

إن طريق تحقيق هذه الأهداف قد لا يكون خاليًا من التحديات، وفي هذا الصدد، يرى الأستاذ الأصبحي، وغيره من المراقبين، أن "المنصة ستواجه عدة تحديات تعيق تحقيق أهدافها بفعالية"، من بين هذه التحديات المحتملة "عدم قبول الأحزاب السياسية لمنصة المرأة المستقلة ككيان مستقل قد يكون تحديًا كبيرًا، لاسيما إذا كانت المنصة تطالب بالتمكين السياسي لكوادر للمرأة المستقلة" بالإضافة إلى ذلك "عدم وجود موارد مالية مستدامة لدعم تنفيذ البرامج والأنشطة سوف يكون تحديًا" آخر. كما يُتوقع أن "تُواجه المنصة بعض المقاومة من قبل المجتمع التقليدي الذي يعارض تمكين المرأة واستقلاليتها" فضلًا عن التحدي التقني المتمثل في "نقص المهارات التقنية لدى بعض العضوات الذي قد يؤثر على تفاعلهم مع المنصة".

منى علي سالم البان: منصات المرأة المستقلة... صوت نحو العدالة ومعايير للقياس

دور محوري في التمكين والتغيير:

توضح البان أن "هذه المنصات تلعب دورًا محوريًا في تسليط الضوء على قضايا المرأة وتحدياتها، وتشجيع النقاشات البنّاءة حول حقوقها ودورها في المجتمع. كما أنها تتيح للنساء التواصل مع بعضهن بعض، وتبادل الخبرات، وتقديم الدعم المتبادل في بيئة آمنة ومشجعة. وفي المقابل تلعب دورًا في الضغط على صناع القرار لإحداث تغييرات تشريعية أو اجتماعية تصب في مصلحة المرأة، فنحن في زمن تتسارع فيه التغيرات ووجود مثل هذه المنصات تمثل صوت المرأة المستقلة نحو واقع أكثر عدلًا".

ولقياس مدى نجاح هذه المنصات في تحقيق أهدافها، تقترح منى علي سالم البان مجموعة من المعايير المهمة "ولتقييم مدى فعالية هذه المنصة يمكن النظر إلى الأثر الذي نجحت فيه من خلال عدد النساء المستفيدات من المنصة وتنوعها في العمر ونطاق تواجدها ونشاطها مع التركيز على نسبه تزايد عدد المستفيدات. وعدد النساء اللواتي حصلن على تدريب وتمكين من المنصة. ويجب التركيز على قصص النجاح والتغيير الشخصي التي توثق للمستفيدات. مع الملاحظة على نظرة المجتمع في تقبل دور المرأة في الأثر المجتمعي (يجب أن يتم هذا على استطلاعات أو دراسات).

جودة الخدمات والاستدامة:

وتشدد البان على أهمية الجودة والتنوع في الخدمات التي تقدمها المنصات النسوية، قائلة: "كما يجب على المنصة أن تهتم بجودة وملاءمة المحتوى التدريبي أو التثقيفي مع التنوع في الخدمات المقدمة من استشارات وبرامج مهنيه وأن تكون لها قابلية التوسع في الخدمات لتشمل مجالات جديدة مع ضمان الاستدامة لكافة الأنشطة".

المنصات النسوية... صوت التغيير:

وفي الختام، تؤكد منى علي سالم البان على الدور الحيوي لهذه المنصات، معتبرة أنه "أخيرًا أستطيع أن أقول إن المنصات النسوية مهمة فهي تعكس صوت النساء اللاتي يواجهن تهميشًا أو قمعًا في المجتمعات، فتمنحهن مساحة للتعبير عن آرائهن وتجاربهن ومشاكلهن وتعمل على توعيتهن بحقوقهن القانونية، الاجتماعية، والاقتصادية، وهذا يُسهم في تمكينهن واتخاذ مواقف أقوى في حياتهن الشخصية والمهنية".

وفي خطوة عملية لفهم أولويات واهتمامات عضوات المنصة بشكل أعمق، قامت مؤسسة اليوم الثامن، وهي مؤسسة إعلامية ودراسات، بإجراء استطلاع للرأي بينهن. وحول هذه المبادرة، أوضحت المنهجية المتبعة أن "هذا الاستطلاع تم إجراؤه كجزء من فعالية تفاعلية تضمنت محاضرة حول 'قوة التغيير المجتمعي' التي قدمتها د. أشجان الفضلي المدير التنفيذي لمؤسسة اليوم الثامن للإعلام والدراسات. خلال المحاضرة، تم التنويه بأهمية جمع آراء المشاركات من خلال استطلاع رأي موجز، وتم حثّهن على التفاعل والمشاركة بفاعلية للتعبير عن وجهات نظرهن حول أهم القضايا المجتمعية التي يرغبن في إحداث تغيير فيها. وتم تصميم الاستطلاع بحيث يتيح للمشاركات اختيار قضية مجتمعية واحدة فقط من قائمة محددة، وذلك بهدف تحديد الميول والمجالات التي يرين أنها الأكثر أولوية لإحداث تغيير إيجابي في المجتمع. وتم جمع الإجابات مباشرة خلال المحاضرة وبعدها"

وقد أسفر الاستطلاع الذي أجرته مؤسسة اليوم الثامن عن نتائج مهمة، حيث أظهر اهتمامًا كبيرًا بأهم القضايا المجتمعية التي تهمهن، وأبرزها قضايا المساواة والحقوق حظيتا بأعلى نسبة اهتمام من قبل المشاركات (85% و80% على التوالي). ويعكس هذا الاهتمام العميق إدراكهن للتحديات المستمرة المتعلقة بتحقيق العدالة والمساواة بين الجنسين وضمان احترام حقوق الإنسان بشكل عام.

كما برزت قضيتا المشاركة المجتمعية والتمكين السياسي للمرأة بأهمية كبيرة (75% و70% على التوالي)، مما يؤكد على التزام هذه المجموعة من النساء بدورهن الفاعل في المجتمع وسعيهن لتعزيز حضورهن وتأثيرهن في المجال السياسي واتخاذ القرار.

حظيت قضايا التعليم والصحة أيضًا باهتمام ملحوظ (65% و60% على التوالي)، مما يدل على وعيهن بأهمية توفير فرص تعليمية جيدة وخدمات صحية شاملة للجميع كركائز أساسية لتنمية المجتمع.

أما قضايا الأمن والاقتصاد فقد حظيتا باهتمام متوسط (55% و50% على التوالي)، مما يشير إلى إدراكهن لتأثير هذه القضايا على الاستقرار والرفاهية العامة، وإن كانت ربما تأتي في مرتبة تالية للأولويات المتعلقة بالمساواة والحقوق والمشاركة.

وأخيرًا، حظيت قضية البيئة بأقل نسبة اهتمام نسبيًا (40%) في هذه المجموعة، على الرغم من أهميتها العامة، وهو ما قد يعكس تركيزهن الأكبر على القضايا الاجتماعية والحقوقية المباشرة، التي تتعلق بخصوصياتهن المجتمعية وإدماجهن في المجتمع، وأن الافتقاد إلى الإسهام الفاعل في المجال الخاص لا يتيح للشخص التفكير في الإسهام في المجال العام. 

ختامًا

سعيًا لتحقيق أهدافها في تمكين المرأة وتعزيز مشاركتها المجتمعية، تبرز منصة "المرأة المستقلة" كأداة فاعلة تستجيب للاحتياجات الحقيقية للنساء المستقلات، كما كشف عنها استطلاع الرأي. إن التركيز على قضايا المساواة والحقوق والتمكين السياسي، إلى جانب الاهتمام بالتعليم والصحة، يشير إلى رؤية شاملة للتغيير المجتمعي. من خلال الاستمرار في تطوير برامجها ومبادراتها بناءً على هذه الأولويات، يمكن للمنصة أن تعزز بشكل كبير دور المرأة كمحرك أساسي للتنمية والتقدم في المجتمع.