إدانات إقليمية ودولية..
هجوم إيراني صاروخي على قاعدة أمريكية في قطر وواشنطن تعلن نهاية الحرب بين طهران وتل أبيب
الهجوم الإيراني على قاعدة العديد يمثل انتهاكاً صارخاً لسيادة قطر ومجالها الجوي، وخرقاً للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة. نحتفظ بحق الرد بما يتماشى مع القوانين الدولية." - ماجد الأنصاري، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية القطرية.

إيران تشن هجوماً صاروخياً على قاعدة العديد في قطر وسط إدانات خليجية ودولية وإعلان ترامب نهاية الصراع - أرشيف
أعلن الحرس الثوري الإيراني يوم الاثنين أنه نفذ هجوما صاروخيا “مدمرا وقويا” على قاعدة العديد الجوية الأمريكية في قطر، عقب تهديد اطلقتها طهران، تجاه واشنطن توعدت فيه بالرد على القصف الجوي الأمريكي الذي طال منشئات نووية إيرانية، فيما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عن نهاية الحرب بين إيران وإسرائيل.
وقد أثار الهجوم الصاروخي الإيراني موجة واسعة من الإدانات الدولية والإقليمية، حيث اعتبرته العديد من الدول انتهاكاً لسيادة قطر وتهديداً لاستقرار المنطقة. ويأتي الهجوم رداً على ضربات أمريكية وإسرائيلية استهدفت منشآت نووية إيرانية، مما أشعل توتراً إقليمياً هدد بتصعيد عسكري أوسع.
وأعلن الحرس الثوري الإيراني إطلاق ما بين 6 إلى 19 صاروخاً باليستياً على قاعدة العديد، أكبر القواعد الأمريكية في الشرق الأوسط، والتي تستضيف حوالي 10,000 جندي أمريكي. وأكدت السلطات القطرية أن دفاعاتها الجوية، بالتعاون مع الأنظمة الأمريكية، اعترضت معظم الصواريخ، مع سقوط صاروخ واحد قرب القاعدة دون إلحاق أضرار كبيرة أو خسائر بشرية. وكشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن إيران أبلغت الولايات المتحدة وقطر مسبقاً بالهجوم، مما سمح بإخلاء القاعدة كإجراء احترازي، معربا عن شكرا لإيران على اشعار الولايات المتحدة بالهجوم.
وأدانت قطر الهجوم بشدة، واصفة إياه عبر بيان لوزارة الخارجية بـ"انتهاك صارخ لسيادتها ومجالها الجوي"، وانتهاك للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة. وأكد المتحدث الرسمي ماجد الأنصاري احتفاظ الدوحة بحق الرد بما يتماشى مع القوانين الدولية، مشدداً على دور قطر كوسيط دبلوماسي يسعى لتهدئة التوترات.
وأعربت دول مجلس التعاون الخليجي عن إدانتها الجماعية للهجوم. ووصفت السعودية الهجوم بـ"العدوان على قطر الشقيقة"، بينما أكدت الإمارات والبحرين والكويت وعمان تضامنها الكامل مع الدوحة، داعية المجتمع الدولي لمواجهة "التصرفات الإيرانية غير المسؤولة".
كما أصدر الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، جاسم البديوي، بياناً وصف الهجوم بـ"الانتهاك الواضح" لسيادة قطر.
على الصعيد العربي، أدانت مصر والأردن ولبنان والسلطة الفلسطينية الهجوم، معربة عن دعمها لقطر. وفي العراق، الذي استُهدفت قاعدة أمريكية على أراضيه بالهجوم ذاته، أدانت الحكومة الهجوم على قطر، مؤكدة ضرورة احترام سيادة الدول.
وعلى المستوى الدولي، أدانت فرنسا الهجوم، حيث دعا الرئيس إيمانويل ماكرون إلى ضبط النفس والعودة للحوار الدبلوماسي. وأعرب المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، عن "قلق عميق" إزاء التصعيد، داعياً إلى وقف الأعمال العسكرية.
في المقابل، تجنبت روسيا، الحليفة التقليدية لإيران، إدانة الهجوم مباشرة، لكن الرئيس فلاديمير بوتين دعا إلى تهدئة التوترات، مع إدانته للضربات الأمريكية والإسرائيلية على إيران. وأدانت تركيا الهجوم، معربة عن دعمها لقطر وداعية إلى حلول دبلوماسية.
ودافع الحرس الثوري الإيراني عن الهجوم، مؤكداً أنه استهدف القاعدة الأمريكية وليس قطر أو شعبها، وجاء رداً على "العدوان الأمريكي". وأشار مجلس الأمن القومي الإيراني إلى أن الهجوم "لا يشكل تهديداً لقطر الشقيقة".
ومن جانبها، امتنعت الولايات المتحدة عن إدانة صريحة للهجوم، حيث ركز الرئيس ترامب على إشادته بإخطار إيران المسبق، واصفاً الهجوم بـ"الضعيف" ومشيراً إلى غياب الخسائر البشرية أو المادية الكبيرة.
ولاحقا، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فجر الإثنين 23 يونيو 2025، توصل إسرائيل وإيران إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بشكل كامل، معلناً نهاية التصعيد العسكري الذي وصفه بـ"حرب الإثني عشر يوماً".
في منشور عبر منصة "تروث سوشيال"، قال ترامب: "بعد 24 ساعة، تنتهي الحرب بين إسرائيل وإيران رسمياً، حيث يبدأ وقف إطلاق النار الساعة 04:00 فجر الثلاثاء بتوقيت غرينتش". وأضاف: "منعنا حرباً كان من شأنها أن تمتد لسنوات، وكانت ستؤدي إلى دمار المنطقة لو استمرت".
وأشاد ترامب بـ"شجاعة وذكاء" إسرائيل وإيران لإنهاء الصراع، مهنئاً البلدين والشرق الأوسط، قائلاً: "بارك الله إسرائيل وإيران والمنطقة".
ويأتي الإعلان عقب هجوم إيراني صاروخي على قاعدة العديد الجوية الأمريكية في قطر، رداً على ضربات أمريكية وإسرائيلية استهدفت منشآت نووية إيرانية. وفي وقت سابق الإثنين، كشف ترامب أن إيران أبلغت الولايات المتحدة مسبقاً بإطلاق الصواريخ، مما ساهم في تفادي خسائر بشرية.
وكتب ترامب: "لم يُصب أي أمريكي بأذى، ولم يحدث ضرر يُذكر. إيران تخلصت من رغبتها في التصعيد، ونأمل ألا تستمر الكراهية". ووصف الرد الإيراني بـ"الضعيف جداً"، مضيفاً: "أشكر إيران على إخطارها المسبق الذي منع سقوط ضحايا".
وحث ترامب إيران على "المضي نحو السلام والوئام"، معبراً عن تشجيعه لإسرائيل لاتباع النهج ذاته. واختتم قائلاً: "تهانينا للعالم، إنه وقت السلام".
ويُعد إعلان وقف إطلاق النار تطوراً مفاجئاً بعد أيام من التوترات التي هددت بصراع إقليمي شامل. وتشير تصريحات ترامب إلى دور وساطة أمريكية محتمل في التوصل إلى الاتفاق، رغم غياب تأكيد رسمي من إسرائيل أو إيران حتى الآن.
وأثار الهجوم توتراً ملحوظاً في العلاقات القطرية-الإيرانية، رغم تاريخ العلاقات الودية بين البلدين. ويخشى من أن يؤدي استمرار التوترات إلى تعقيد دور قطر كوسيط إقليمي. كما عزز الهجوم التعاون الأمني بين قطر وحلفائها الخليجيين والأمريكيين، مع دعوات لتعزيز الدفاعات الجوية في المنطقة.