الزبيدي رئيسا
اثبت المجلس الانتقالي الجنوبي انه قوة حقيقية فاعلة ومؤثرة ومسيطرة على كامل الأرض الجنوبية ،كما اثبت رئيسه وآخرين من قيادته انهم قادة مؤثرون ومحبوبون ويتمتعون بكاريزما قيادية افتقدها الجنوبيون منذ عهد الرئيس سالمين رحمه الله.
من عدن وحتى حضرموت مر الموكب الرئاسي الضخم للمجلس الانتقالي الجنوبي بصورة لا تفعلها الا قيادات دولة حقيقية مسيطرة على الأرض ،وفي كل المدن التي مروا بها قوبل هذا الموكب بمراسم استقبال شعبية تكشف عن التفاف الشارع حول هذا المجلس عكس كل ما كانت تضخه الماكنة الاعلامية للشرعية اليمنية وحزب الاصلاح والمشككة بالمجلس وقدرته على البقاء والتمدد والتأثير وادارة المرحلة .
في محافظتي شبوة وحضرموت اظهرت
الشعبية الجارفة ، التي يتمتع بها الزبيدي ان هذا الشاب الهادئ ذي التاريخ غير الملوث ، بات ووفق الواقع هو الرجل الأول في الجنوب والوحيد القادر على لم شمل الجميع حوله وهو مالم يستطع فعله حتى من كانوا يسمون أنفسهم قيادات تاريخية.
من واقع معرفة اكشف للناس ان الزبيدي كان اكثر الناس ،نفورا من وصفه بالرئيس من قبل مؤيديه ،واكثرهم تشددا في الحد من تهور بعض المقربين الذين يستهويهم مناداته بالسيد الرئيس ،كان ولازال يؤمن ان الغاية هي استعادة وطن وليست الصفة التي يتقاتل لأجلها الآخرون.
حتى الأمس كان استخدام صفة الرئيس ترفا واستعراضا من وجهة نظر اللواء الزبيدي لكن يبدو ان الواقع والناس سيفرضانها عليه .
تابعت تعليقات نشطاء وسياسيين من شبوة وحضرموت
قليل جدا منهم من كان يذكر اسم الزبيدي مجردا دون صفة الرئيس وفي هذا مدلول كبير على تأثير الرجل في هؤلاء واقتناعهم بقيادته لهذه المرحلة التي تطلب قادة استثنائيون مثله.
في شبوة ظهر عيدروس الزبيدي بقامته الفارعة مرتديا بزته العسكرية في عزان احد ابرز معاقل تنظيم القاعدة وذهب الى عتق وافتتح مقر القيادة المحلية للمجلس الانتقالي في ذات المكان الذي كان معقلا ومقرا للمؤتمر الشعبي العام حزب صالح.
رسائل عدة ارسلها الزبيدي من شبوة الى الداخل والخارج واوصلها بقوة رغم هزالة التغطية اﻻعلامية لهذا الحدث الكبير الذي كان ينبغي ان يحظى بتغطية تليق به.
وفي حضرموت المحافظة التي كانت توصف بنزعتها الاستقلالية عن الجنوب ،ظهر الحضارم الأكثر التفافا حول هذا القائد الشاب الذي يشاهدونه لأول مرة.. كما كانوا الأكثر حماسا في التعبير عن تمسكهم بالجنوب وحريته واستعادة دولته.
وفي كلمة له خاطب الزبيدي ،بلغة الرئيس وثقته بقدراته شعبه في حضرموت ،ووجهم بالوقوف خلف المحافظ البحسني ،وتعهد لهم بتحرير الساحل والوادي .
قلت سابقا ان الانتقالي يستخدم سلاح الصمت في عمله ،وها انا اليوم اقول انه قد تطلق من سلاحة الصامت هذا رصاصة الرحمة الأخيرة على ماتبقى من جسد الشرعية المتهالك في عموم محافظات الجنوب.