مؤمن السقاف يكتب:

السيمفونية التي ينبغي الكف عن عزفها

بعد فترة من الانقطاع عن منبر الفيس بوك منبر من لا قيمة له ولا اقصد بذلك مرتادي الفيس بوك بشكل اعتيادي فكلنا من مرتاديه وهي وسيلة تواصل اجتماعي مهمة جدا" .. ولكن اعني المهووسين به والذين يشعرون بانه وسيلة لصناعة شخصية لهم يجذبون الانظار اليها لشعورهم بنقص ينتابهم في شخصياتهم إلا من رحم ربي ..

واثناء هذا الانقطاع دخلت في عالم تويتر الذي يخلوا من امثال هؤلاء نظرا" لخاصية تويتر والتي لا تتيح كتابة عدد احرف كثيرة في التغريدات لذلك تجد فيه ماقل ودل وبالمختصر المفيد ..ولهذا تجده يخلوا منهم لكونه لا يتسع لتنظيرهم المقرف وتحليلاتهم في جميع المجالات التي يتميزون بها والتي حباهم الله بمعرفتها دونا" عن الخلق ..

لا احب ان اطيل عليكم فما دعاني لكتابة هذه الكلمات هو لغرض وضع حد لظاهرة اصبحت سائدة لدى السواد الاعظم من المجتمع في العاصمة عدن ..
فاصبحنا نشاهد انه عندما يتم انتقاد اي شخص اخطأ او على فرض انه لم يمكن مخطئ حقيقتا" وبغض النظر عن ذلك تجد شريحة من حاشية هذا الشخص او من اقاربه او زملائه سرعان ما ينهالون عليك بالسب والشتم مبررين ذلك بإن هذا الشخص قاتل بالحرب او جرح فيها او ما الى ذلك .. فهي سيمفونية سئمنا من ترديدها واصبحت مملة جدا" وينبغي الكف عن عزفها لأنها لما تعد تطرب السامعين ..ولذلك يجب وضع النقاط على الحروف ..

*لماذا يجب الكف عن عزفها ؟

لان الجميع قاتل ووقف ضد الغزو الشمالي على الجنوب وبكل انتماءاتهم .. من قاتل بنفسه ومن قاتل بماله ..ومن قاتل بكلمته وموقفه ..

*فالسلفيون: قاتلوا قتال الابطال وخرجوا بنية الجهاد ضد الروافض ..فلم يكن لديهم خيار اخر ..وحيث انه في حال تمكن الحوثي من السيطرة على عدن فسيكونون هم اول المستهدفين نظرا" للخلاف المذهبي فيما بينهم .

*الاصلاح: قاتلت مجاميع منهم ايضا" والبعض منهم عمل في جانب الاغاثة كأضعف الايمان وكانوا ايضا" ككتلة حزبية رافضين لدخول الحوثي وتمكنه في عدن نظرا" للخلاف السياسي والذي دفعوا نظيرة عند دخول الحوثي لصنعاء بجلد اماكن حساسة ومتفرقة من اجسادهم .

*القاعدة وداعش: ابو سالم وغيره من المتطرفين الارهابيين ايضا" وقفوا ضد الحوثي في الحرب لكون الحوثي تحجج في حربه التي اعلنها انها لمحاربة القاعدة وداعش التي كان يزعم تواجدها في الجنوب.

*الحراك الجنوبي: خرج رجاله للقتال دفاعا "عن ارضهم ووطنهم ومذهبهم وهذا ليس بالغريب على مواقف الحراك الجنوبي الثابتة منذ سنوات والتي كان يعارضها كل من اسلفت ذكرهم سابقا" .

*العوام من المواطنين: ايضا" استنفروا بجميع انتماءاتهم السياسية والحزبية رفضا" لأي اجتياح آخر على الجنوب .

لذلك فالجميع قاتل ووقف ضد هذا الغزو ونتحسب ان يكون اجرنا واجر الجميع عند الله سبحانه وتعالى ..ولايجب ان يمن احد على الله بما قدمه في سبيله ونسأل الله ان يمحي به ما سبق من ذنوب وماتقدم ..
ولايعني ذلك انه يتيح للفرد منا ويمنحه حصانه او حائط صد ضد اي خطأ يقترفه الفرد فيما تأخر ..

فالقتال في الحرب الاخيرة كان واجبا" على الجميع بلا استثناء ..
فهناك اناس قد سبق وان ناضلوا وقاتلوا منذ صيف عام ١٩٩٤ ومابعده ورغم انهم كانوا قلة في ذلك الوقت ..ولاكن لم يكن ذلك ايضا" بالشيء الذي يحميهم من المساس والانتقاد رغم عظمة ما قدموه في وقت كانوا بمفردهم في مجابهة ومقارعة نظام الاحتلال .

فلايوجد شيء يجرم الانتقاد الهادف بأسلوب راقي ولايوجد هناك من هو منزه عن ذلك ..
وكمثال بسيط..
لا يشفع لرفاقنا المغرر بهم من من كانوا بمعية ابو سالم في المجلس المحلي بالمنصورة ..انهم كانوا من ثوار ١٦فبراير والحراك الجنوبي ..فما قاموا به يخالف توجهات الحركة وتضحيات واهداف ثورة الحراك السلمي وتوجيهات قائد الحركة وقائد المقاومة الجنوبية احمد الادريسي رحمة الله عليه .

ولذلك يجب علينا ايضا" ومن جانب اخر ان نراعي الله فيما نقوله وننشره على وسائل التواصل الاجتماعي ..فليس كل حدث يتوجب علينا ان نعقب عليه ..فغالبا" ما يكون الصمت حكمة وأبلغ من اي حديث .. وفي حال توجب علينا الامر ان نتكلم في حال استدعى الامر ذلك ان نزن كل حرف وكل كلمة نكتبها وماقد تسببه من ضرر او اثر سلبي يساعد على زرع الاحتقان وزيادة النزاع .. وان نطرد من عقولنا الأسطوانة المشروخة والموضة التي يتم ترديدها بعد حرب٢٠١٥م .

وفي الختام اوجه رسالتي الى الشعب الجنوبي العظيم المناضل والى الشريحة الكبيرة من مناصري المجلس الانتقالي الجنوبي بالكف عن وضع كل من يخالف توجهات المجلس ويباينه بالرأي في خانة العدو ..
صحيح ان هناك فئة مهمتها محاربة وتشويه المجلس الانتقالي لتنفيذ اجندة خارجية .. لاكن ايضا" لايجب علينا اعطائهم اي أهمية او اهدار الوقت معهم بالجدال ..فالمرحلة تحتاج الى قليل من الكلام وكثير من العمل وهي سياسة المجلس الانتقالي وليست الاحداث الاخيرة ببعيد .

وبالمقابل هناك شريحة من المعارضين تكمن معارضتهم بسبب بعض التباين في وجهات النظر ربما لعدم اتضاح الصورة لديهم ..او ربما يكونوا مصيبين في طرحهم ..فجل من لا يخطىء ..فلا المجلس ولا معارضيه معصومون من اي خطأ ومن لا يعمل لايخطىء ..لذلك يجب تقبل كل الآراء بصدر رحب.... فما نحتاجه جميعا" في هذه الظروف هو ان نبتعد عن الجدال والمهاترات التي لا تجدي نفعا" ..فهناك شيء يجب ان نسلم به جميعا" بان مهما عظم الخلاف والتباين يجب علينا في الاخير ان نتعايش سويا" فالوطن للجميع.

مؤمن السقاف
١٧مارس٢٠١٨