عبدالرحمن الخضر يكتب لـ(اليوم الثامن):

مخاطر تأخير الحسم العسكري

تزامنا مع بداية ممارسة المبعوث الدولي " البريطاني مارتن غريفيث" لعمله شنت مليشيات الحوثي المدعومة من ايران هجمات صاروخية ربما تكن الاعنف رغم عدم تحقيقها لأي هدف يذكر ! إلا ان هذه الهجمات المتزامنة مع بدء عمل المبعوث الاممي الجديد ممارسة عمله رسميا لاشك أنها لن تحقق في الوقت القريب أي انتصار سياسي لتلك الجماعة التي اصبح واضح ان هناك قوى دولية تؤيدها وتدعمها وربما لها ضلع كبير في التصعيد من خلال شن تلك الهجمات الصاروخية ربما لحسابات سياسية أكثر مما تكن عسكرية ! او بمعنى آخر تعبر عن رسالة سياسية توجهها تلك القوى لدول التحالف لتؤكد ان هناك من يستطيع ان يوصل ويهرب العتاد العسكري لتلك الجماعة رغم ما يتحدثون عنه

من مراقبة سوا كانت برية او جوية او بحرية ! لاشك ان هناك قوى دولية واقليمية ضالعة في ذلك التصعيد الخطير الذي يحمل رسائل أخطر إلا وهي ان تلك الجماعة التي لم تلتزم بالقرارات الاممية ولم تحترم الشرعية الدولية وتجرءات على استخدام تلك الاسلحة التي يحرمها القانون الدولي

ويحرم ويجرم من خلالها استهداف المدن الآهلة بالسكان !

كل ما حدث ويحدث يطرح سؤال مهم جدا على دول التحالف والسلطة الشرعية اليمنية

سؤال يقول ... ألا يأخذ بمحل الجد خطورة عدم سرعة الحسم العسكري ! ألا يأخذ بمحل الجد ان تلك الجماعة الغير مسؤولة لن تتردد في استخدام بعض من اسلحة الدمار الشامل التي يمكن لتلك الصواريخ ان تحملها !

يجب اليوم على دول التحالف والشرعية ان تصحح كثيرا من المسارات الخاطئة لهذه الحرب ! اعتقد ان في كل تأخير للحسم العسكري إنما يقابله غرور لتلك الجماعة التي لا تحمل مشروع وربما تستغل عدم مسؤوليتها قوى دولية واقليمية لتمكنها من امتلاك اسلحة أكثر خطورة

من شانها ان تهدد الامن في الجزيرة والخليج العربي الى درجة نخشى ان تصبح تلك الجماعة رقما صعبا في المعادلة السياسية مستقبلا ! مع بقائها كجماعة تهدد الامن والاستقرار أكثر في المستقبل !

في اعتقادي انه لمن الضروري على دول التحالف والشرعية ان تفكر بجدية وتعمل باسترتيجية جديدة تتوافق مع بدء عمل المبعوث الدولي الجديد

عسكريا يجب ان تتغير السياسة الحربية نحو الحسم الجدي ! وسياسيا يجب تصحيح كثير من العراقيل التي لا تخدم دول التحالف والشرعية !

حيث يجب تغيير سياسة التعامل مع المناطق المحررة التي تشكل الحياة فيها حياة اصعب بكثير من الحياة والعيش على الارض التي يسيطر عليها الانقلابيين!

وعلى الجميع ان يتنبه من ان الاصوات مؤخرا بدأت تنادي او تتحدث ان لا حل للازمة في اليمن إلا حل سياسي ! والحل السياسي لا اعتقد انه سيبعد جماعة الحوثي بقدر ما سيعزز وجودهم دون نزع اسلحتهم ! وهذا في اعتقادي الخسارة الاكبر لدول التحالف سياسيا وعسكريا الخسارة التي ستندم دول التحالف والشرعية من انها كانت أكثر المتسببين فيها عسكريا وسياسيا وذلك لأسباب ما شرحناه