فاروق المفلحي يكتب:

اليمن والحلول الغائبة

كثيرا ما استلهمت الحكومات فكرة عابرة من شخص عابر، فالهمتها تلك الافكار الخلاص من مثالبها ، بل وساهمت في احداث نقلتها وتطورها.

حينما فكر المهندس - فردنان ديليسبس- في سنة 1854م في شق قناة - السويس - فانه قدم المقترح الذي لم يفطن اليه الخبراء طوال عمر الإنسانية ، ورغم غرابة الفكرة بل وعجائبيتها، في وصل بحرين عبر قناة تحفر بالايدي والكريكات.

شقت قناة السويس وحلت مشكلة الاتصال المائي، ودشنت والملاحه الدولية، كل ذلك عندما إستلهم الخديوي اسماعيل الفكرة ، وحفرت القناة بسواعد مليون فلاح مصري ، وتم الربط المائي بين قارتين وبحرين.

الحلول ربما ليست بعيدة ولا مستعصية في امور كثيرة، ولكن علينا ان ننقب عنها ونستنبطها وان لا نسخر منها ، بل علينا أن نصيخ اسماعنا لها ، حتى وان بدرت من غير المتخصصين فقد تلهمنا الصواب .

عن فرص ايجاد حل للحرب في اليمن ، حسب الشروط والقرارات الدولية ، فهذا الامر بعيد المنال، والقرارات هي في الاخيرمشاريع ولا تنفذ.

الحقيقة الماثلة ان العـُقد كثيرة والحواجز والمشاكل معقدة في ايجاد سلام في اليمن، دون ابتكارات وتنازلات مؤلمة .

علينا ان نجرب افكارا كثيرة غير تقليدية، ومنها مشكلة نزع السلاح الثقيل من - أنصار الله- هذا الشرط يرى الكثيرون انه متعذر، بسبب عنت وخوف - أنصار الله - في انهم بدون امتلاكهم للسلاح الثقيل فسوف يضعفون وتذهب ريحهم .

اذن علينا هنا ان نفكر في قبول بقاء السلاح معهم، بشرط تسليح الجانب الآخر بالسلاح الثقيل وهنا تتوازن القوى .

وعن التقسيمات الاقليمية فالزمن تجاوزها، ومن يتمسك بمخرجات الحوار عليه ان يدرك ان مياه كثيرة قد عبرت في نهر الوطن. لا صنعاء هي صنعاء، ولا تعز هي تعز، بل ولا عدن هي عدن ، وعلينا ان نمعن التفكير في موضوع دولة اتحادية من ثلاثة اقاليم مع حكم ذاتي واسع الصلاحيات.

على انني اراقب ما آلت اليه الامور في - سورية- فالحلفاء اليوم يتحدثون ويجتمعون في - انقرة- وهم الرئيس الروسي والرئيس الايراني والرئيس التركي ، بنيما اصحاب الشان - ابناء سورية - هم الغائبون. اذن لماذا لا تحل مشكلتنا عبر اتفاق وتحاور الحلفاء، واعني ان تتحاور دول التحالف العربية مع - ايران - مباشرة . فايران هي الحل المشكلة .

فاروق المفلحي