فاروق المفلحي يكتب:
حوار مع صديقي الكندي
كلما تناقشت مع شخص - كندي - يلم بالسياسة ، ودار حوار حول الأوضاع السياسية في اليمن ، هناك سؤال يتكرر وهو، هل لديكم احزابا سياسية؟ وهل هناك تنافر في توجهات الأحزاب ؟ وكم عددها ؟ ويفهم من حديثي وحواره معي ، أن من اسباب الفشل السياسي، هو تنافر وتباعد الأحزاب في اليمن ، كما ان الإنتخابات تشوبها شوائب كثيرة، على ان كثرة الأحزاب هي مثل كثرة الطباخين على - برمة المرق-.
وعن اسباب إستقرار أمريكا، هو ان امريكا يحكمها حزبان، ولا يوجد تنافر بين الحزبين في الامور الجوهرية ، سوى بأمور طفيفة مثل الضرائب والهجرة وحمل السلاح وبرامج الضمان، علما ان الضمان الذي اعنيه هو الضمان الصحي ، اما الضمان الإجتماعي فهو مكفول لكل أسرة.
حتى لا أطيل عليكم ، فانني مع حكم الحزب الواحد بشرط العادل، فكثرة الاحزاب مثل الهم على القلب، ولو كانت هناك ضرورة لهذا الهم ، فل تقبل الشعوب وتسعى الى تشكيل حزبين فقط ، هنا نرتاح من هموم الصراعات والإختلافات وحكومات الإتلاف وحجب الثقة في البرلمان.
وعن اليمن فهناك أحزاب بل و مكونات - ونستطيع ان نسميها احزابا- وهي قوية وبكل صدق فهناك مكون - المجلس الإنتقالي- وشعبيته كاسحة على مستوى الجنوب ، وكذلك مكون - أنصار الله - وهنا يجب ان نعترف انه -المكون- الذي استطاع ان يهيمن بكل جرأة على شمال الشمال .
بقية الأحزاب- تضعضعت- ومنها - حزب المؤتمر- فهو اليوم في الرمق الاخير، كما ان - حزب الأصلاح- يجب ان يعيد النظر في ادبياته وفي توجهاته وفي تماهي هذا الحزب واقترابه وكسب ثقة جيرانه ومحيطه، وعلى راسهم المملكة العربية السعودية والإمارات ومصر .وهناك من يرى أهمية اندماج -حزب المؤتمر- مع -حزب الإصلاح- وبهذا يتخلّق حزب جديد له شعبيته وجمهوره العريض ويتحرر - حزب الاصلاح - من تهمة التشدد .
بقية الاحزاب ومنها الحزب الإشتراكي والناصري والرابطة فيجب ان تنضوي كاجنحة ضمن الاحزاب القوية الثلاثة اي - مكون المجلس الأنتقالي وانصار الله . والحزب الثالث الذي يرى الكثيرون انه سيجد مساحته التعبوية والشعبية فيتكون من إندماج حزبي - المؤتمر- والأصلاح- ويمكن تسميته بحزب - التحالف الشعبي-
يشجع البعض ويرى أهمية بقاء هذه الأحزاب على الساحة ، حيث وان وجود ثلاثة احزاب يمنية سوف يساعد على تسيير دفة الحياة ، وانه ورغم الحرب الضروس التي تدور رحاها اليوم على مساحة الوطن، فسوف يأتي الوقت لتهداء الجبهات، وتصمت المدافع، ونبداء التفكير في ترسيخ التعايش في وطن -إقليمي- يقبل بالآخر، مع مساحة من الحكم الذاتي الواسع الصلاحيات لكل اقليم، فلقد إنطوت عصور المركزية .
هي افكار ناقشتها مع صديقي الكندي ، وتسبق الاحداث المخيفة التي تدور رحاها اليوم في الوطن، ولكن الاحداث وهي ماثلة اليوم بكل وحشيتها فلا يعني ان نلغي تفكيرنا ، فيجب ان نسبقها بالتفكير لما بعد إنطوائها ورحيلها ، فبعد كل زلزال ساحق حركة وبناء ، وبعد كل كبوة نهوض .
فاروق المفلحي