فاروق المفلحي يكتب:
وضّاح كان واضحاً
في مقطع فديو ظهر الضابط الشاب المثقف ، والذي يعمل في قوات الدعم والاسناد المتمركزة في منطقة البريقة .
ظهر وهو يرتدي بدلته العسكرية الانيقة، وبصوت واثق وحديث انيق وملامح التقى تكلل وجهه، وتحدث في رسالة مصورة وعبر الهاتف الجوال ، تحدث منبهاً ومنتقداً وبمرارة والم، صمت المسؤولين واستخفافهم بشكواهم .
إنتقد - وضاح- التسويف والصلف من قبل القيادة الوطنية في تعمدها اهمالهم، فلم يستلم افراد اللواء اسناد ودعم المرابط في اهم منطقة عسكرية -البريقة - فلم تصرف رواتبهم المستحقة ومنذ ثمانية اشهر ، بينما عوائد المصفاه والميناء والحاويات والكسارات ومبيعات الديزل والبنزين والواجبات تكفي الوطن وتفيض .
كان النقد من الثقة والصدق والدهشة ، في روعة الحديث ما جعل المقطع يجوب المعمورة ويحط رحالة في ملفات الجولات ليعود فينتشر مع التعليقات التي تبدي اسفها على من اوليناهم الثقة وكيف خاب الأمل فيهم وتبدد.
تحدث الضابط الوقور -وضاح -عن ثمانية اشهر عجاف تتوالى دون ان يتحرك المسؤولون لصرف رواتب الابطال الشجعان الذين يشكلون صمام الامان والدرع الواقي لحماية الوطن .
فاسر الحنود المرابطين لا يجدون الدواء بل ولا يضمنون حتى قوت يومهم، كل هذا وقادة الوطن في عالمهم السحري يرتعون .
سال الضابط الوقور وقال -هل نحن في زمن الدولة ام مرحلة الثورة ؟ -وكان رده، ان كنا في زمن الدولة فاين الحقوق والواجبات ؟ وان كنا في مرحلة الثورة فجميعنا في خندق واحد ،ولا فرق بين وزير وغفير .
تحدث بقلب محروق والمح ان افراد وضباط لواء دعم واسناد تمنعه اخلاقه وقيمه ووطنيته ان يمارس فرض الاتاوات لتحصيل رواتب العسكرين . كما نوه ان كلمته ستسر الاعداء ولكنه - الحق- فالسكوت عنه مذلة وخيانة .
-وضاح طماح- ليس سياسياً ولا احترف تنميق الاحاديث وتزويقها ليكسب انتشاراً واسعاً لمقطع الفديو ، الذي لم يستعد له بل اطلق العنان لوعيه ولسانه في الحديث الصادق والتلقائي.
واشار - وضّاح -وحذر ان للصبر حدود وان اللواء من القوة السطوة والشجاعة والاقدام ما يمكنه اتخاذ القرار وفرض الاستقطاعات المالية، لدفع رواتب الشجعان الذين يحرسون الوطن ويريقون دمائهم الطاهرة دفاعاً عن حرية الانسان وكرامته .
وبكلمة توقفت عندها فقد نبه الظابط - وضّاح- الى ان الوطن ليس كومة حجارة او كثبان رمال بل ان الوطن تعاطف ورعاية وتراحم ، وشدد وقال ان -وطني -هم اطفالي وامي وابي وبيتي وحقوقي وغير ذلك عبث وهراء .
على انني اسال كيف واين ترعرع هذا الشاب النبيل الواثق الامين والشجاع ، واي بيت رعاه واي ام واب غرسوا في وعيه ووجدانه هذه المثل والاخلاقيات والأمانة والقيم في زمن الإنفلات والخيانات والغدر والمفاسد .
سنندم ( ندامة الكسحي) ان لم نستوعب التحذير ونتنبه الى الغضب ، الذي ان انطلق من عقاله، فلن يبقي ولن يذر .افيقوا ايها الغافلون فقد بلغ السيل الزبى !