عبد السلام قاسم مسعد يكتب:

عودة الحكومة واللغط السائد

لا يستطيع احدا ان ينكر بان إقالة الحكومة او تقديم استقالتها كحكومة فاسدة كان مطلب جنوبي ويقف خلفه المجلس الانتقالي وقوات المقاومة الجنوبية والشعب الجنوبي قاطبة ، لقد شكلت المناوشات نهاية يناير 2018 التي فجرتها الشرعية وحزب الاصلاح ضد شعب الجنوب وقوات المقاومة الجنوبية ذروة الخلاف ، وبنيجة ذلك غادرت الحكومة بضغط من التحالف الى الرياض، بعد ان كادت قوات المقاومة الجنوبية قاب قوسين او ادنى من السيطرة على مقر الحكومية ورمزية الشرعية في منطقة المعاشيق لولا تدخل دول التحالف العربي ،، بذلك كان المجلس الانتقالي قد حقق مجددا ثبات واضح على الارض واظهر هشاشة الشرعية وكسب تقييم دولي ايجابي كقوة مسيطرة على الجنوب. رغم المطلب السابق في تغيير الحكومة وتدخل دول التحالف الا ان الشرعية ظلت تناور لكسب الوقت وتمييع المطلب الجنوبي والاستماتة في الهجوم السياسي والاعلامي ضد المجلس الانتقالي داخليا وخارجيا ، والتلويح باستخدام اوراق الضغط بشرعيتها لدى التحالف العربي لجهة احداث شرخ بداخله، في الوقت الذي تدرك فيه حساسية المخاطر الامنية من الوجود الحوثي والايراني على حدود وقرب دول التحالف العربي. بعد كل ذلك نجد الشرعية تقوم باعادة الحكومة مؤخرا الى عدن بغض النظر ان كان ذلك قد تم بتنسيق مع دول التحالف العربي وتحديدا مع المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة او مع احدهما او لم يتم ذلك ابدا ، الا ان هذة الخطوة شكلت تحد واضح في وجه المطلب الجنوبي بتغيير الحكومة لفسادها وفشلها في ادارة شؤون المجتمع ، لماذا عادت الحكومة ؟ جاءت العودة المفاجئة للحكومة بعد النجاحات التي حققها المجلس الانتقالي على الصعيد المحلي والاعتراف الدولي بوجوده كقوة سياسية وعسكرية وشعبية على الارض الجنوبية وكحليف وشريك صادق وموثوق به لدى التحالف العربي والقوى الدولية في مواجهة الانقلابيين ومكافحة الارهاب والافكار المتطرفة ... كما جاءت بعد الفشل الذريع الذي لحق بالشريعة بعد كل محاولاتها المستميتة لمنع المبعوث الدولي لزيارة الجنوب ومقابلة المجلس الانتقالي الجوبي ، ونجاح اللقاء الذي تم في ابو ظبي بين المجلس الانتقالي الحنوبي والمبعوث الاممي في 9 ابريل هذا العام وادراكم لمترتبات هذا اللقاء الايجابي واهميته المستقبلية لصالح القضية الجنوبية مما حدى بهم الى تكشير انيابهم والعمل الحثيث لوضع العراقيل امام ذلك . لعودة الحكومة اهداف ورسائل محددة عدة منها : - - تحاول وهي في الرمق الاخير قبل التسوية السياسية ان تحسن موقفها التفاوضي من خلال اشهار وجودها في المناطق المحررة وفي الجنوب تحديدا على الرغم من ان وجودها شكلي فقط وهي تدرك ذلك ولكنها تريد ان توجة رسالة الى المجتمع الدولي مفادها بانها هي وحدها من يمتلك الحق في تمثيل الدولة اليمنية في المفاوضات السياسية القادمة وان الجنوب هوجزء من الدولة اليمنية حسب زعمها وهي من يحق لها تمثيله في التسوية السياسية القادمة في محاولة لاستبعاد تمثيل المجلس الانتقالي للجنوبي للقضية الجنوبية ، وهذا هدف استراتيجي لعودتها لا بد من ادراك خطورته جيدا ، ولهذا الغرض فان الحكومة تستهدف في عملها السياسي والاعلامي وادوات الفساد والافساد خلال نشاطها الحالي تحقيق مايلي : - - اضعاف المجلس الانتقالي الجنوبي وقوات المقاومة الجنوبية عبر خلق حالة ارتباك واحباط ونفور شعبي ضدهما وحتى إحداث صراع مسلح جنوبي جنوبي وتفريخ مكونات وهمية . - العمل على الدفع بردود افعال متهورة ضد الحكومة من قبل المجلس الانتقالي وقوات المقاومة الجنوبية بهدف استغلال ذلك ضدهما امام المجتمع الدولي كوسيلة لعرقلة ابعاد المجلس الانتقالي من المشاركة في الحل السياسي كممثل للقضية الجنوبية واهدافها المتمثلة في التحرير والاستقلال . قضية عودة الحكومة هي قضية سياسية بامتياز وتاتي في اطار المساعي المستميتة للشرعية بكل مكوناتها لاستمرار الهيمنة والسيطرة على الجنوب ونهب ثرواته وبين ارادة شعب الجنوب الهادفة الى التحرير والاستقلال ، وعلينا التعامل مع هذا الوضع بحجمه ومخاطره الاستراتيجية على الجتوب لا بعواطفنا ولابردود الافعال ، وان نحسن ادارت هذا الملف ، ونحصن شعبنا من سموم الاعداء بخطاب سياسي واعلامي ناضج، ونكثف من تحركنا السياسي والدبلوماسي الخارجي وعلينا ان نحافظ على المكاسب التي تحققت ونجذب الى المشاركة السياسية كل القوى السياسية والاجتماعية الجنوبية الايجابية ونثق بان المستقبل يميل لصالحنا ، وقادم الايام ستثبت ذلك.