فاروق المفلحي يكتب:
يــافـــع وأحجار الجرانيت
كنت في لقاء مع الخبير الجيولوجي وهو قريبي الدكتور يحيى عبد الله المفلحي من ابناء يافع - منفرة - التقيته مرارا في جدة وعشنا فترة من الزمن في صنعاء .
عن الدكتور- يحيى المفلحي - فهو الذي يستطيع ان يقراء جولجيا اليمن شبرا شبرا ، ولديه من علوم الارض وخصوصا في اليمن كنوزا زاخرة من المعارف ، وما اكثر ما حدثني عن يافع وثرائها النادر فيما تحتويه جبالها الممتدة الشاهقة من أحجار الجرانيت والرخام والمرو ، بل ان يافع متحف او كنز من الأحجار الجميلة ، وقد تجد يافع نفسها يوما متوجهة الى تلك الصخور لفلقها ونحتها ونشرها وصقلها ثم تصديرها وفيها مصدر عميم للرزق .
حجر الجرانيت هو الذي يصمد ويقاوم الزمن، واذا صقل كان له وهج الرخام وملمس الحرير وصلابة الصوان . في زياراتي الى يافع، كنت اقف مشدوهاً امام بيوت عالية متقنة البناء وكل احجارها من الجراينت .
قِيل أن أسرة عيال -بن صلاح- هم بـُناة يافع الأوائل، وقيل عنهم انهم أول من اجادوا البناء العالي المنمق ، ومن نشروا فنون البناء في يافع وفي كل بقاع الجنوب. وقفت امام احد البيوت في يافع كانت كل أحجاره كلها من الجرانيت . تحف نادرة بهية . هذه البيوت اليوم تشكل اجمل معالم يافع ، بل كل بيوت يافع وقلاعها ونوبها ومدرجاتها تشكل تحفاً معمارية .
من أهم صادرات -الاردن- الى دول الخليج هو الحجر، واحجار الاردن عادية ولكنهم يشكلونها ويتفنون في اشكالها الخارجية على أن التقنية تسمح بذلك والمناشير سهلت القطع، ويمكن شراء مناشير الحجر من - سورية- ومن -الاردن- بل ويمكن تجميعها في اليمن واعادة بيعها ، ونصيحتي ان تكون - ريش - المنشار من منتج -الماني- او روسي .
يافع اليوم تستخرج احجارها وتبني بها بيوتها الجميلة، ولم تالف - البلوك - بل لم يرق لها غيرها . هنا الذائقة ترقى وهنا التراث يتصل بوعينا كابرٍ عن كابر .
في يافع فرص عظيمة في العمل في المحاجر، ويافع حيثما وجهت انظارك ترى صخور الجرانيت ،على ان صخور الجرانيت عميقة. راسية في الارض بل هي اوتاد يافع، التي تمنحنا هذه الثروة ما بقيت الارض ومن عليها .
لبيوت يافع من حجر -الجرانيت- ملمح نادر بهي ثري وزاخر. يمنحك الشعور بالقوة والجمال والأصالة . انحتوا صخور الجرانيت وشكلوها وصدروها ، فهي هدية الله ليافع. يافع اليوم تبدو بحصونها وقلاعها وبيوتها وكانها تحفة اثرية تستوطن الاعالي وتجاور النجوم . يافع هي وليس سواها من تهدي اليها الشمس قــُبلتها الأولى-
فاروق المفلحي