فاروق المفلحي يكتب:
السلام والأمم المتحدة
حينما شاهدت قبل يومين الرئيس الكوري الشمال- كيم جونغ أون - وهو يخطو نحو الخط الفاصل الى أرض كوريا الجنوبية، فيبادله الرئيس الكوري الجنوبي- مون جاي إن- بخطوة وهم متشابكي الايدي ، لتستقبله الأرض الكورية الشمالية، حينما شاهدت ذلك، ايقنت ان الامم المتحدة لو كانت تبنت مشروع حوار سلام بين شطري الكوريتين، لكنا شهدنا زيارات مكوكية تزيد الأمر تعقيدا وتشددا ولعشرات السنوات، ونحن نلهث وراء اخبار التجارب النووية والحشود العسكرية بين الدولتين .
الحمد لله ان هناك من ساعد بكل صمت ودهاء ووعي في التوفيق بين الشطرين وعلى مشارف هذا الملتقى سوف تبحث امورا كثيرا ومن اهمها نزع سلاح التدمير الشامل، وتحويل معاهدة وقف اطلاق النار الى معاهدة سلام وطيد تفضي الى تعاون راسخ اخوي ملهم بين الشطرين ستتكلل بالوحدة مستقبلا .
هي تراكمات من الوعي الملهم التي جعلت رئيس كوريا الشمالية يجنح الى السلام، وهي الوساطات الدولية المخلصة والمحايدة مثل الصين وروسيا، بل وهي الإنصات الى لجان وحكماء وعقلاء لا الى عسكريين وصقور ومتنمرين .
زيارة الرئيس الكوري الشمالي الى كوريا الجنوبية، سجلت حدثا تاريخيا والهمت وستلهم دول كثيرة للحذو حذوها . اما عن مبعوثي الامم المتحدة للسلام ، فمنذ نصف قرن لم تحقق الام المتحدة اي وتسويات سلام . وفشلت في مساعي كثيرة ومن أهمها حل مشكلة فلسطين وهي ام الحرائق التي من شررها استعرت النيران في عموم الشرق الاوسط .
اتوقع ان معاهدة السلام بين الكوريتين سوف تلهم كل من- الصين- وتايوان- لتحقيق منجز السلام الدائم بل وستلهم -كوبا- لوقف العداء بينها وبين أمريكا ، بل ربما الهمت إسرائيل في عودة ما تبقى من الارض الفسطينية لاهلها ، بما فيها ما تبقى من عاصمة فلسطين القدس الشرقية .
أما عن سلام وتسوية في- اليمن - فليس هناك اليوم من يحث الخطى في هذا الدرب ، وكل من نسمع لهم هم من هواة قرع طبول الحرب والتصدي والضرب ، فسيد الموقف هو الصاروخ والمدفع.
فاروق المفلحي