رئيس التحرير يكتب:
بعد ربع قرن احتلال.. سقطرى تتحرر
أكثر من ربع قرن والاحتلال اليمني يتحكم بكل مفاصل البلاد من المهرة شرقا حتى باب المندب غربا بما في ذلك جزيرة سقطرى، التي حاول النظام ان يجعلها تابعة له، ويملكها قادته الذين قسم بينهم نظام صنعاء كل شيء في الجنوب ومنحهم مساحات واسعة يفوق بعضها مساحة دولة قطر.
ناضل الجنوبيون طويلا من اجل الخلاص من الاحتلال، كانوا يشعرون بالحسرة والندامة وهم يرون جحافل الغزو تتحكم بميناء ومطار عدن والجزر الجنوبية، ولا احد من الجنوبيين يستطيع حتى أن يسأل: من يدخل من يخرج؟.
ربع قرن اعتقد الاحتلال اليمني انها كافية لكي يجعل الجنوبيين اذلاء صاغرين له، إلى ان انطلق المارد الجنوبي في العام 2007م.
لم ينطلق اعتباطيا ولم يكن من أجل مطالب حقوقية ثم ارتفع السقف، بل كان منذ اليوم الأول هدفا، وهو استعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة.
انطلق الحراك الجنوبي بعد ان أسس مداميكه بالتصالح والتسامح الذي انطلق من جمعية العواذل إلى الضالع حتى اشهر وأعلن في جمعية ردفان في العام 2006م.
طوال عشرة اعوام تقريبا ناضل الجميع وتحمل الجميع المصاعب من لودر إلى ردفان إلى عدن إلى يافع إلى حضرموت وشبوة، ناضلوا سلميا ضد الاحتلال اليمني الذي كان يبسط سيطرته العسكرية على كل شبر من تراب الوطن الحبيب.
سقط المئات شهداء وجرحى برصاص القوات الشمالية المحتلة للجنوب، وفي العام 2014م، بدأت ملامح الكفاح المسلح، مع بوادر غزو شمالي جديد على البلاد.
ظن الناس في الجنوب انه حان الوقت لحمل السلاح ضد ابشع احتلال عرفته البلاد، وشاءت الاقدار ان تصبح قضية الاجتياح (قضية أمن دولي وإقليمي).
انطلقت عاصفة الحزم، وفرح الجنوبيون كثيراً وهم يرون معسكرات الاحتلال اليمني تقصف وتحترق، بعد ان احرق هذا الاحتلال كل معمور الجنوب.
خلال السنوات من 2007م حتى 2014، بل وحتى اليوم لم نر الكثير من الجنوبيين الذين انضموا إلى معسكر (توكل كرمان القطرية وشلتها)، للدفاع عن السيادة اليمنية، مع انهم ظلوا يرددون أنهم جنوبيون وليسوا يمنيين.
اليوم وبعد كل ما تحقق من انتصارات كبيرة بتضحيات جسام ارتفع على اثرها الاحتلال العسكري اليمني للجنوب ولم يتبق الا اجزاء صغيرة، يجري العمل على تحريرها.
وكما حررت مناطق الجنوب جرى تحرير جزيرة سقطرى التي عاث الاحتلال اليمني فيها فساداً.
ورغم استعادة السيادة الجنوبية على الجزيرة لايزال هناك مرتزقة منبطحون يدافعون نيابة عن هذا الاحتلال البشع، بل تحول كثير منهم إلى ادوات للدفاع عن مشاريع الاحتلال والتدمير للجنوب.
فمشروع الاقاليم الستة لصاحبه "أحمد عوض بن مبارك"، والمقترح من (قطر الشر)- التي ساندت الاحتلال اليمني منذ منتصف التسعينات-، الهدف منه ضرب مشروع القضية الجنوبية.
دمر الاحتلال اليمني ميناء عدن وحول عدن إلى قرية وشبوة النفطية إلى قبائل تتقاتل فيما بينها، وطال الاحتلال جزيرة سقطرى التي جعل منها قائد الفرقة الأولى مدرع معسكرا صغيرا لقوات (الزيدية).
جزيرة سقطرى تستعيد هويتها الجنوبية وتحرر من ابشع احتلال، وها هي قوات النخبة من ابناء الجزيرة تنتشر في الارخبيل وتقوم بتأمين الميناء والمطار.
نخبة من خيرة رجال سقطرى يحرسون الجزيرة، ويضعون النهاية المخزية لهذا الاحتلال، وأصبحت سقطرى جنوبية ليست يمنية.
فمن يبكي على سقطرى، عليه ان يبحث كيف يستعيد المدن اليمنية التي احتلتها السعودية، واتركوا سقطرى لأن ربع قرن من الاحتلال الهمجي تكفي.