مروان هائل يكتب لـ(اليوم الثامن)

مات الراقص و رؤوس الثعابين لازالت حيه

المواطنين في الشمال والجنوب إخوة  ,حتى في حالة فك  الارتباط الرسمي , فالوحدة رحلت ليس بسببهم , وإنما  بسبب اختلاف في القيم  و سيطرة القبيلة على الدولة وعلو أعرافها على قوانين ودستور ألدوله  وكذلك فشل تقارب وجهات النظر بين النُخب والقوى السياسية  وأطماعها وتبعية غالبيتها للخارج , والعودة للوضع السابق 1990  هو للحفاظ على ما تبقى من علاقات إنسانية  بين الطرفين بعد أن مزقتها ظلم و حروب عفاش والاصلاح والحوثي , واليوم  بين القوى السياسية الشمالية هناك من يريد أن يقطع ,  حتى هذا الخيط المتبقي الأخوي الرقيق نهائيا مستخدما كل الوسائل التي في يديه ,أوراق ابتزاز, إرهاب , إعلام , مواقع التواصل الاجتماعي ,حقائق خاصة مزيفة  وجميعها موجهه للتحريض ضد الجنوب على أسس الكراهية المناطقية  والوطنية والطبقية والدينية .

بعد أن  قربت ملامح تحرير مدينة تعز و  الساحل الغربي و ضعف الحوثي في صعده والسقوط الوشيك  لصنعاء  وملاحقة ما تبقى من فلول العناصر الإرهابية في المناطق المحررة وبالذات في الجنوب , زاد العداء الواضح للقضية الجنوبية شعباً وأرضا من بعض القوى السياسية والدينية في الشمال و أصبح عدائها  مقرف لدرجة   لا يصدقها العقل  , هؤلاء الناس مذعورين و غير قادرين  على تقبل فكرة أن الجنوبيين سائرين في طريق استعادة دولتهم , والسبب  في  ذعرهم  من فك الارتباط   يعود إلى  تفكيرهم  في فقدانهم مصادر النهب الضخمة في  المحافظات الجنوبية  أضافه إلى  أطماع تاريخية , العجيب و المقرف أكثر أن من يشارك في حملة العداء للجنوب  هم  بعض من الطبقة المثقفة و ممثلي السلطة  والسياسة وتجار الدين و رجال شرطة و جيش ومعلمين وأطباء  والكثير من الصحفيين والصحافة   يعملون ليل نهار  تحت ضغط الرشوة والنهب على تلغيم طريق فك الارتباط الجنوبي بأساليب  مختلفة ومن هذه الأساليب  الرخيصة  نشر أكاذيب الخيانة والاتهام ببيع أراضي الدولة  و الافتراء والقيل والقال و السخرية   , وكل هذا تحت قناع القلق والتعاطف والمحبة والإخوة , بينما الحقيقة هي  كراهية و عداء خفي مزمن معروف الأسباب  وسلوك  عدائي خبيث غير قابل للتعديل .  

من الممكن تسمية  الوقت الحاضر بعصر المعلومات , لأن المعلومات اليوم تعد واحدة من أهم القيم  المجتمعية ,  واستلامها وتشكيلها و وتوزيعها هو من عمل وسائل الإعلام , وقد أظهرت التجربة اليمنية  مع وسائل الإعلام , إنها  يمكن أن تخدم أغراضا سياسية متنوعة مثل طرق  كيفية تثقيف الناس  وتطوير شعورهم بالكرامة  والرغبة في الحرية والعدالة الاجتماعية وتعزيز مشاركتهم في السياسة   والاستعباد الروحي  والترهيب للسكان والتحريض على الكراهية الجماعية وزرع عدم الثقة والخوف والتزييف والكذب, وتضليل المواطن عن خفايا القرارات,  ومثال على ذلك , هو أن مع قرب نهاية تمرد الحوثيين خرج  الإعلام بخبر  نقلا عن السيد  المخلافي وزير الخارجية في حكومة الشرعية يقول فيه , بناء على توجيهات الرئيس هادي وبالتنسيق مع الأمم المتحدة والتحالف ومنظمة الصحة العالمية سيتم قريبا  فتح مطار صنعاء لتنظيم  رحلات جوية  لنقل المرضى المصابين بأمراض تحتاج للعلاج في الخارج  , وكأن على مدار الثلاث سنوات حرب لم يكن في صنعاء  وما حولها مصابين بإمراض بحاجه للسفر من اجل العلاج  في الخارج  يريدونا أن نصدق أن ضمائرهم  صحت فجأة , خاصة   مع توارد أخبار بأن هناك عائلات حوثية تغادر صنعاء إلى سلطنة عمان عبر بوابة مأرب ومعروف من يسيطر على هذه ألمحافظه , ولكن بالنسبة لهروب  القيادات الحوثية ألمعروفه فالمسافة إلى مأرب مجازفة وطويلة وتتطلب تنسيق اكبر  ولهذا لا عجب  ولا حرج في  أن يكون من بين المرضى   قيادات حوثية وإيرانية فردية هاربة دفعت مبالغ ضخمه لتهرب , وبنفس سيناريو هروب الرئيس عبدربه من صنعاء ولكن بالطائرة أسهل وأسرع ,  ومعروف أيضا من هي الجماعة , التي ستتفاوض مع الحوثيين من اجل تسهيل  هروبها , لان تاريخها حافل بعمليات البيع والشراء على حساب الوحدة والوطن والمواطن ودينه وقوته والارتزاق في الحروب ,  وعلينا أن نستعد بعدها عبر الإعلام التابع لها لإخبار  تقول هروب قيادات حوثية من صنعاء المحاصرة من كل الجهات وعلينا نصدق بعدها , أن هروبهم كان  أسطوري  ومعجزة ويمكن عبر مركبات فضائية قدمت من المريخ , على أساس أن الملكة بلقيس هي مالك كوكب المريخ وهم أحفادها وساعدتهم على الهروب ,كيف لا وهناك  ثلاثة يمنيين ادعوا ملكيتهم لكوكب المريخ في 1997  و يقولون أن لديهم سند قانوني يثبت ذلك   .

لقد مات الراقص و رؤوس الثعابين لازالت حيه   تحاول بكل جهدها  وإمكانياتها البقاء في القمة ولدغ كل من يفكر في الخروج عن محيط تأثيرها ونفوذها وسيطرتها ,  والجنوب في أبجدياتها  غنيمة و عدو فشلت في إخضاعه  عسكريا , ولكنها ألان تحاول أن لا تفشل في حربها الإعلامية ضده , وقد اتخذت شكل الابتعاد عن استخدام تكنولوجيا الدعاية التحريضية   الصرفة وانتقلت  إلى استخدام تقنيات الإقناع المختلفة مع عناصر الدعاية السوداء المبطنه وهو أحد اتجاهاتها الحالية في أساليب التأثير , وتعتمد بشكل أساسي على تشكيل المعلومات السياسية من خلال وسائل الإعلام التابع لها وتكثيف طريقة  توصيلها وربطها  بالتقنيات النفسية  والخرافات , التي  تكمل التقنيات المتلاعبة بالقيمة العاطفية, ولكنهم ورغم كل هذه الإمكانيات والتقنيات هم من  يخسرون كل يوم  أكثر وأكثر والجنوب يبتعد عنهم أكثر  لان هؤلاء السادة لا يدركون أن  المواطن الجنوبي أصبح يقرءا كذبهم بكل سهولة , وبالمناسبة يقول  لهم هذا المواطن  أن هناك نزول لقوات سعودية  في سقطرى ويتمنى أن  يرى موقفهم  و وطنيتهم  وفحولتهم من  تلك القوات , و بعد ذلك ينصحهم بالتفرغ للحوثي فقط , الذي  لازال  يرقص البرع في غرف نومهم  ......    لان أللعبه انتهت يا سادة  ( Gentlemen , the game is over ) .