د. مروان هائل يكتب لـ(اليوم الثامن):
لا تلبسوا الدولة وقضائها خوذة العسكري وبدلة الفساد
لن يستقيم حال هذا البلد وهناك من يساومك على الشرف القضائي و الوطني والعسكري وحتى الطبي , ولن تصبح مكافحة الفساد أولوية بالنسبة للنظام السياسي , طالما هذا النظام يحتمي بالفاسدين ولا يحاربهم , نظام في صراع دائم مع الأخ والصديق وعاجز عن تثبيت نفسه , و المؤسسة القضائية فيه تشبه المزاد العلني , قضاة يعرضون قضايا الناس والدولة للبيع ولمن يدفع أكثر ويحكمون بما يخالف القانون والشرع و العقل والمنطق , وأخر قضية بُيعت في هذا المزاد القضائي وفي سابقة خطيرة للنظام القضائي , هو حكم المحكمة الإدارية المعيب في عدن بمنح ملكية مقر اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين لأحد المتنفذين , سبق وإن اعتدى على المقر والأرض , وعاد مجددا , بلغة تتحدى لغة القانون ذاته وإرادة الشعب و المكان والزمان .
يعلم الكثير أن هناك شبكات فساد قضائية منظمة تنظيماً جيداً في اليمن وجميعها تتعامل باستراتيجيات وسلوكيات مسيئة للقضاء وتطبيق القانون , وهذه الشبكات تستغل الضعف الحالي للجهاز القضائي إلى أقصى درجة , لأنها تدرك أن الوضع السياسي والاقتصادي العام في البلاد يقع في أيدي لوبيات تشترك في المنافع السياسية الاقتصادية , والرشوة والسمسرة والمحسوبية باتت من السمات الأكثر سيطرة على المشهد بصفة عامة والقضاء ليس استثناء , فالرشوة هنا دائمًا ما تغير مسار التحقيق والأحكام القضائية الصادرة عن المحاكم , وفساد القضاء حتى ألان أدى إلى فقدان ثقة المواطنين بالنظام والقانون , وهروب ما تبقى من الاستثمارات , فالعلاقة بين القضاء والفساد في اليمن كبيرة ومتينة ومخيفة , وهي مشكلة حاضره في كثير من دول العالم ومنها المتقدمة , ولكن عندما تصل مشكله قضائية محلية بسيطة وحلها قانوني و واضح كالشمس إلى مناشدة المنظمات الدولية للتدخل والفصل أو الحماية , فاعلم أنك في بلد ينخره الفساد من القمة إلى الأسفل والعكس , وان الرشوة في هذا البلد أصبحت ساحرة وعنوان يومي للمعاملات الرسمية ولغة تواصل سهله وعادية بين الناس , والدليل على سحرها إصدار المحكمة الإدارية في عدن حكماً يقضى باستكمال إجراءات منح مقر اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين في منطقة خورمكسر لمتنفذ , ويأتي حكم المحكمة الإدارية في عدن لصالح المتنفذ دليل قوي , على أن القضاء أكثر مؤسسات الدولة امتلاءً للفساد , والحكم يأتي في سياق تواصل مسلسل إجرامي مبرمج منظم لإفراغ عدن من أي ضمير حي أو توازن أخلاقي وإنساني , و من أي مراجع وأسس إبداعية , ثقافية , أدبية وفنية , والحلقة الأولى من هذا المسلسل الخبيث بداء بتدمير تلفزيون وإذاعة عدن ونهب أرشيفهما , ومن ثم تم تحويل المسارح الثقافية إلى مخازن جمله للمواد الغذائية وقاعات زفاف للزواج الحلال من أربع وان كانوا قاصرات , لكن الغناء والتصوير حرام , ومشاهدة القنوات التلفزيونية الغير تابعة لهم حرام , ولقاءت المنتديات الأدبية الخاصة بالمفكرين والأدباء والكتاب والشعراء والفنانين بدعة مكروهه , وحاربوا أي فكرة لإعادة ترميم وتشغيل أي مباني أو مؤسسات إعلامية في عدن , وبالذات تلفزيون وإذاعة عدن فهذا ألتوأم أبو وأُم المحرمات , أما في مأرب فهم حلال , لقد قتلوا الثقافة والإبداع في عدن إنهم ثعالب في أجساد بشرية يدمرون كل شيء له علاقة بتطوير الوعي والإدراك والمعرفة , ولن يرضوا عنك طالما , لن تخضع لفسادهم وإرادتهم وشروطهم , ولهذا إننا بحاجه لإصلاح مجتمعي ومؤسساتي, وفي إطار الإصلاح القضائي المستقبلي ,أتمنى إنشاء محكمة متخصصة في مكافحة الفساد في الجنوب وتغليظ قوانينها وأدواتها .
بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية دخل تشارل ديغول لأول مره باريس قادماً من لندن , وبدلا من أن يتجه إلى معسكرات أفراد الجيش والمقاومة الذين كان يقودهم من خارج فرنسا لتحرير البلاد , اتجه مباشرة إلى مقر إتحاد الأدباء و الكتاب الفرنسيين , واجتمع بالكتاب وناقش معهم مشاكلهم , وعندما خرج من هناك سائله احد الصحفيين لماذا لم تذهب أولا للقاء الضباط والجنود , الذين كنت تقودهم لتحرير فرنسا من النازية , فأجابه ديغول أن نهضة فرنسا بيد هؤلاء الكتاب والأدباء الفرنسيين , والمعروف كذلك أن الجنرال ديغول كان محاطاً بعدد كبير من أبرز الكتاب مثل فرنسوا مورياك. أندره مالرو , واللافت في تقدير ديغول للكتاب ما هو مرتبط بحادثة الكاتب الفرنسي سارتر , الذي كان يكتب ضد ديغول وشارك في مظاهرات ضد حكمه , عندما تم إلقاء القبض على سارتر أثناء التظاهرات أمر ديغول بإخلاء سبيله , وقال (مشبها سارتر بفولتير): " لا أحد يسجن فولتير، أو أنكم تسجنون فرنسا ".
قال لي احد الأصدقاء ذات مره , انه يبحث عن محامي ذكي ليوكله في قضية تخصه , فقلت له , في اليمن لا تبحث عن محامي ذكي , بل ابحث عن محامي يعرف القاضي , الذي سوف ينظر في قضيتك وسوف تكسبها 100% .
يعلم الكثير أن هناك شبكات فساد قضائية منظمة تنظيماً جيداً في اليمن وجميعها تتعامل باستراتيجيات وسلوكيات مسيئة للقضاء وتطبيق القانون , وهذه الشبكات تستغل الضعف الحالي للجهاز القضائي إلى أقصى درجة , لأنها تدرك أن الوضع السياسي والاقتصادي العام في البلاد يقع في أيدي لوبيات تشترك في المنافع السياسية الاقتصادية , والرشوة والسمسرة والمحسوبية باتت من السمات الأكثر سيطرة على المشهد بصفة عامة والقضاء ليس استثناء , فالرشوة هنا دائمًا ما تغير مسار التحقيق والأحكام القضائية الصادرة عن المحاكم , وفساد القضاء حتى ألان أدى إلى فقدان ثقة المواطنين بالنظام والقانون , وهروب ما تبقى من الاستثمارات , فالعلاقة بين القضاء والفساد في اليمن كبيرة ومتينة ومخيفة , وهي مشكلة حاضره في كثير من دول العالم ومنها المتقدمة , ولكن عندما تصل مشكله قضائية محلية بسيطة وحلها قانوني و واضح كالشمس إلى مناشدة المنظمات الدولية للتدخل والفصل أو الحماية , فاعلم أنك في بلد ينخره الفساد من القمة إلى الأسفل والعكس , وان الرشوة في هذا البلد أصبحت ساحرة وعنوان يومي للمعاملات الرسمية ولغة تواصل سهله وعادية بين الناس , والدليل على سحرها إصدار المحكمة الإدارية في عدن حكماً يقضى باستكمال إجراءات منح مقر اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين في منطقة خورمكسر لمتنفذ , ويأتي حكم المحكمة الإدارية في عدن لصالح المتنفذ دليل قوي , على أن القضاء أكثر مؤسسات الدولة امتلاءً للفساد , والحكم يأتي في سياق تواصل مسلسل إجرامي مبرمج منظم لإفراغ عدن من أي ضمير حي أو توازن أخلاقي وإنساني , و من أي مراجع وأسس إبداعية , ثقافية , أدبية وفنية , والحلقة الأولى من هذا المسلسل الخبيث بداء بتدمير تلفزيون وإذاعة عدن ونهب أرشيفهما , ومن ثم تم تحويل المسارح الثقافية إلى مخازن جمله للمواد الغذائية وقاعات زفاف للزواج الحلال من أربع وان كانوا قاصرات , لكن الغناء والتصوير حرام , ومشاهدة القنوات التلفزيونية الغير تابعة لهم حرام , ولقاءت المنتديات الأدبية الخاصة بالمفكرين والأدباء والكتاب والشعراء والفنانين بدعة مكروهه , وحاربوا أي فكرة لإعادة ترميم وتشغيل أي مباني أو مؤسسات إعلامية في عدن , وبالذات تلفزيون وإذاعة عدن فهذا ألتوأم أبو وأُم المحرمات , أما في مأرب فهم حلال , لقد قتلوا الثقافة والإبداع في عدن إنهم ثعالب في أجساد بشرية يدمرون كل شيء له علاقة بتطوير الوعي والإدراك والمعرفة , ولن يرضوا عنك طالما , لن تخضع لفسادهم وإرادتهم وشروطهم , ولهذا إننا بحاجه لإصلاح مجتمعي ومؤسساتي, وفي إطار الإصلاح القضائي المستقبلي ,أتمنى إنشاء محكمة متخصصة في مكافحة الفساد في الجنوب وتغليظ قوانينها وأدواتها .
بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية دخل تشارل ديغول لأول مره باريس قادماً من لندن , وبدلا من أن يتجه إلى معسكرات أفراد الجيش والمقاومة الذين كان يقودهم من خارج فرنسا لتحرير البلاد , اتجه مباشرة إلى مقر إتحاد الأدباء و الكتاب الفرنسيين , واجتمع بالكتاب وناقش معهم مشاكلهم , وعندما خرج من هناك سائله احد الصحفيين لماذا لم تذهب أولا للقاء الضباط والجنود , الذين كنت تقودهم لتحرير فرنسا من النازية , فأجابه ديغول أن نهضة فرنسا بيد هؤلاء الكتاب والأدباء الفرنسيين , والمعروف كذلك أن الجنرال ديغول كان محاطاً بعدد كبير من أبرز الكتاب مثل فرنسوا مورياك. أندره مالرو , واللافت في تقدير ديغول للكتاب ما هو مرتبط بحادثة الكاتب الفرنسي سارتر , الذي كان يكتب ضد ديغول وشارك في مظاهرات ضد حكمه , عندما تم إلقاء القبض على سارتر أثناء التظاهرات أمر ديغول بإخلاء سبيله , وقال (مشبها سارتر بفولتير): " لا أحد يسجن فولتير، أو أنكم تسجنون فرنسا ".
قال لي احد الأصدقاء ذات مره , انه يبحث عن محامي ذكي ليوكله في قضية تخصه , فقلت له , في اليمن لا تبحث عن محامي ذكي , بل ابحث عن محامي يعرف القاضي , الذي سوف ينظر في قضيتك وسوف تكسبها 100% .